أجمل القصائد في الحب

وأمطرت لؤلؤًا

لقد حظيت بما لم أُحظَ به من قبلك

هي نقشٌ على معصمٍ ناعمٍ ترك على جلدي أثرًا

كأنها آثار نملٍ بالعابها

أو كروضةٍ تتلألأ فيها قطرات البارِدِ

وقد انحنى حاجبها من كل جانب

وأسهمُ عينيها تُصيبُ كبدي أدقّ إصابة

مدت أناملها كأنها تُرَصَّد شَرَكًا

تستدرج قلبي من عمق جسدي

إنها إنسيةٌ لو رآها الفجرُ لما طلع

الوقت الذي شرفني برؤيتها سابقًا

سألتُها عن وصالِنا فقالت: لا تغرّنّك أحلامُ

من عاش ليرتقي وصالاً ومات مغتربًا

كم قُتِل من أحبابنا بالحبّ في صمتِ

من أجل الشغف الذي لم يُبدي ولم يعدِ

فقلتُ: أستغفر الرحمن من هفوةٍ

فالمحب دائمًا قليل الصبر والجلَدِ

تركتني طريحًا وهي قائلةٌ

انظروا كيف يكون تأثير الظبي على الأسدِ

قالت: زارني لطيفُ خيالٍ ورحلَ

فأوصِفْهُ ولاتنقص ولا تزيدِ

فقلتُ: قد تركته لكي لا يموت من ظمأٍ

وقالت: صدقْتَ الوفاء في الحبِّ صفاته

يا هذا البرد الذي ينفذ إلى كبدي

واحترت في أمرها فسُئلَ عني

ما بقي من رمقٍ وقبضتْ يدها بيدي

وأمطرت لؤلؤًا من نرجسٍ وسقَتْ

ورودًا، وقامت بعض العنب الباردِ

وأصدرت بكلمات حالها قائلةً

بدون كَُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا مددٍ

واللهِ ما حزنت أختٌ لفقد أخٍ

كما حزنتُ عليه، أو أمٌ على ولدِ

إن كانوا يحسدونني على موتي، فأأسفي

حتى مدامع الموت لا أخلوا من حسدٍ

يا ظبية البان ترعى في خمائله

يا ظبية البان ترعى في خَمائِلِهِ

ليكن اليوم مروج القلب من مرعاكِ

الماء عندك وفير لشاربه

وما يرويكي سوى دمعي الباكي

قد هبت علينا من رياحِ الغَورٍ رائحةٌ

بعد الرقاد عرفناها بهدوءكِ

ثم انثنينا إذا ما هزتنا طرباً

على الرّحال تعلّقنا بذكراكِ

سهمٌ أصاب وراميه بذي سلمٍ

في العراقِ، لقد أبعدتِ مرماكِ

وعدٌ لعينيكِ عندي لم تفِ به

يا لعظم ما كذبتْ عيني بما رأته

حالما التقينا كانت الغلبة للحاكي

كما أن طَرْفَك في لحظة الفراق يهمس لنا

بما أخفته عنك من أسماء ضحاياكِ

أنتِ النعيمُ في روحي والعذاب لها

فما أمرّك في قلبي وما أرقكِ

لدي رسائل حبٍ لا أذكرها

لولا الرقباء لطاعتها فاكِ

سقى منى وليالي الخيف ما شربت

من الغمام وحياتها وحياتكِ

إذ يلتقي كل ذي دينٍ وماطله

منا، ويجتمع المشكو والشاكي

عندما غدا السرب يتعانق بين أرحلنا

ما كانت فيه سوى غريم القلب إلاكِ

هامت بك العيون لم تتبع سواك هوى

من علم العين أن القلب يهواكِ

حتى دنا السرب، ما أحييتِ من كمدٍ

قتلى عشقك ولا فديتِ أسراكِ

يا حبذا نفحةٌ مرت بفيك لنا

ونطفةٌ غمست فيها ثناياكِ

وحبذا وقفةٌ، والركب مُغتفلٌ

على ترابٍ وقد حثثت فيه مطاياكِ

لو كانت اللمة السمراء من عُددي

يوم الغميم إذ أفلتِ أشراكي

أنت دير الهوى وشعري صلاة

أقبلي كالصلاة

أقبلي كالصلاة الطاهرة برائحتها

في محراب عابدٍ متبتل

أقبلي آيةً من الله علينا

أرسلها إلى الوجود وحياً منزلاً

أقبلي كالجراح بطمأنتها

وكأس الحب بأنينها الثكلى

والشعر ناي معطل

أنت لحنٌ أُعطى لشفتي عبقري

وأنا في حدائق الرحمن بلبل

أقبلي قبل أن تجرفنا الرياح

ويهوي بنا الفناء المعجل

زورقي في الوجود حيران

شاكٍ، مثقلٌ بأسى

شريدٌ مُضَللٌ

أزعجته الرياح واختطفه الليل

بأجنحة الظلام المستمر

أحبك حتى ترتفع السماء

أريد أن أحبك

حتى أتحرر من جدب روحي

ومن كل برودة أصابعي

وفراشاتي الملونة

وأتعلم كيفية البكاء

أريد أن أحبك

حتى أستعيد تفاصيل بيتنا الدمشقي

غرفةً غرفةً

بلاطةً بلاطةً

حمامةً حمامةً

وأتحدث مع خمسين صفيحة فلٍ

كما يتعرض الصائغ لفنّه

أريد أن أحبك، يا سيدتي

في زمنٍ

أصبح فيه الحب مقعدًا

واللغة معاقة

وكتابات الشعر، معاقةٌ

فلا الأشجار قادرةٌ على الوقوف على أقدامها

ولا العصافير على استخدام أجنحتها

ولا النجوم تستطيع التنقل

أريد أن أحبك

من غزلان الحرية

وأحدثك عن آخر رسالةٍ

من رسائل المحبين

وتشنق آخر قصيدةٍ

مكتوبةٍ باللغة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top