أجمل أبيات الشعر للشاعر نزار قباني

نزار قباني

نزار قباني هو شاعر سوري معروف، أبدع في كتابة العديد من الدواوين الشعرية والقصائد التي نالت شهرة واسعة في مختلف أنحاء العالم العربي. حيث حظيت قصائده الشعبية بإعجاب كبير من قبل الجماهير، وقد تخصص نزار في تناول مواضيع الحب والمرأة. في هذا المقال، نستعرض بعض أجمل أبيات شعر نزار قباني.

شعر نزار قباني

يستمع لي حين يراقصني بكلمات فريدة

يأخذني من تحت ذراعيه ويغرسني في سحابةٍ من الغمام

والمطر الأسود يتساقط في عيني، كزخات متتالية

يأخذني معه إلى مساءٍ مزدهر بالألوان الوردية

وأنا كطفلة في يديه، كريشة تتلاعبها النسائم

يهديني أشعة الشمس وحرارة الصيف ووفرة الذكريات

يخبرني أنني تحفته وأساوي آلاف النجوم في سمائه

وبأني كنز ثمين وأجمل ما رآه من لوحات حية

يسرد لي حكايات تأخذني بعيدًا وتنقلني من اللحظات العادية

كلمات تغير مجرى تاريخي وتجعلي امرأةً في لحظات سحرية

يبني لي قصراً من أحلام لا أسكن فيه سوى لحظات عابرة

وأعود إلى مكتبي، ولا أحمل معي إلا كلمات

كلمات ليست كالكلمات، لا شيء معي سوى كلمات.

أجمل شعر لنزار قباني

أتحدّى من سبقوني إلى عينيك، يا سيدتي

يحملون الشمس في كفوفهم وقلائد الياسمين

أتحدّى كل الذين عاشرتهم، من مجانين وأطفال ومفقودين

في عمق الحنين، أن يحبوك بأسلوبي وحماقتي وهوسي

أتحداك أن تجدي وطناً مثل شفتي

وسريراً دافئاً كعيني

إنني أسكن في الحب، فلم يكن لي فيه فرصة للقبول

فاطلعي على أوراق الهوى القديمة، وستجديني دائماً بين السطور

أتحدّى كل عشاقك، يا سيدتي، بأن يكتبوا لك رسالة حب كما كتبت

أو أن يجيئوك بكلمات مثل كلماتي، وأحاديث كحديثي.

أتحدّاهم جميعاً أن يكونوا قطرة صغيرة في بحري

أو أن تكون حياتهم قد انطفأت كما أطفأت في عينيك حياتي.

أتحدّاكي أن تجدي عاشقاً مثلي، وعصراً ذهبياً مثل عصري

فارحلي حيثما تشائين، وضحكي وابكي، فأنا أعلم أنك لن تجدين مرفأً فيه تلميذ مثلي.

قصيدة للقباني

علمني حبك

أن أحزن وأنا بحاجة ماسة إلى امرأة

تجعلني أحزن، لامرأة أبكي في أحضانها كعصفور

لامرأة.. تجمع شتاتي كشظايا بلورة مكسورة

علمني حبك، سيدتي، أسوأ العادات

علمني أن أفتح فنجاني في كل ليلة عدة مرات

وأجرب وصفات العطارين.. وأطرق أبواب العرافات

علمني أن أخرج من منزلي وأمشي على أرصفة الطرقات

وأتتبع وجهك في الأمطار، وفي أضواء السيارات

وأتابع طيفك حتى في منشورات الإعلانات

علمني حبك.. كيف أتيه في طرقات الحياة..

ساعات في بحث عن شعر غجري يستحق الغزل

بحثاً عن وجهٍ.. وعن صوتٍ.. هو كل الوجوه والأصوات

أدخلتني حبك، سيدتي، مدن الأحزان

وأنا قبلك لم أدخل تلك المدن

لم أعلم أبداً أن الدموع هي جزء من الإنسانية

أن الإنسان بلا حزن هو ذكرى إنسان..

علمني حبك أن أتصرّف كالأطفال

أن أرسم وجهك بالطباشير على الجدران

وعلى أشرعة الصيادين، على الأجراس، وعلى الصلبان

علمني حبك.. كيف يغير الحب خارطة الزمان

علمني أني حين أحب.. تتوقف الأرض عن الدوران

علمني حبك أشياء لم أكن أتوقعها أبداً

فقرأت حكايات الأطفال، ودخلت قصور ملوك الجان

وحلمت بأن تتزوجني ابنة السلطان

تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان

تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان

وحلمت بأني أخطفها كما يفعل الفرسان

وحلمت أن أهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان

علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان

علمني كيف يمضي العمر دون أن تطرق بنت السلطان

علمني حبك.. كيف أحبك في كل شيء

في الشجر العاري.. في الأوراق اليابسة الصفراء

في الأجواء الماطرة.. في لحظات العواصف

في أضيق مقهى.. نشرب فيه، مساءً، قهوتنا السوداء

علمني حبك أن أنام في فنادق لا تحمل أسماء

وكنائس لا تحمل أسماء ومقاهٍ لا تحمل أسماء

علمني حبك.. كيف الليل يكثف أحزان الغرباء

علمني.. كيف أرى بيروت، امرأة طاغية بالإغراء

امرأةً تلبس كل مساء أجمل ملابسها

وتستخدم العطور على نهديها للبحارة والأمراء

علمني حبك أن أبكي دون دموع

علمني كيف ينام الحزن كطفل مقطوع القدمين..

في شوارع الروشة والحمراء

علمني حبك أن أحزن..

وأنا بحاجة ماسة إلى امرأة تجعلني أحزن

لامرأة.. أبكي على صدرها كعصفور..

لامرأة تجمع شتاتي كقطر زجاج مكسر.

شعر الحب للقباني

تلومني الدنيا إذا أحببته

كأنني أنا من أوجدت الحب واخترعته

كأنني أنا من رسمته على خدود الورود

كأنني أنا التي علمت الطيور في السماء تحليقها

وفي حقول القمح قد زرعته

وفي مياه البحار ذوبته..

كأنني أنا التي علقته كالقمر الجميل في السماء

تلومني الدنيا إذا ذكرت من أحب أو سميته

كأنني أنا الهوى وأمه وأخته

مما لم أكن أنتظره، مختلف عن كل ما عرفته..

مختلف عن كل ما قرأته وكل ما سمعته

لو كنت أعلم أنه نوعٌ من الإدمان، لما أدمنته

لو كنت أعلم أنه باب يعصف به الريح، لم أكن لأفتحه

لو كنت أعلم أنه عود من الكبريت، لما أشعلته

هذا الهوى هو أعنف حب عشته

فليتني حين جاءني فاتحاً ذراعيه رددته

وليتني قبل أن يقتلني، كنت قتلته

هذا الهوى هو ما أراه في الليل..

أراه في ثوبي، وعطري، وفي أساوري

أراه مرسوماً على كف يدي

أراه منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنه طفل مصطنع كثير اللهو، لما أدخلته

وإنه سيكسر زجاج قلبي لما تركته

لو أخبروني أنه سيشعل النيران في لحظات

ويقلب الأشياء في لحظات..

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في لحظات

لكنت قد طردته

يا من رضيت عني الله

عندما أحببته كان أجمل حب عشته

فليتني حين جاءني زائراً بمشاعل الورود طوقته

وليتني حين جاءني باكياً، فتحت أبوابي له وبسته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top