تُعَدّ مجموعة حكم علي بن أبي طالب إحدى الأثمن في التراث الفكري الإسلامي. فقد عاش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مدة تجاوزت الستين عامًا، غاصت حياته الغنية بالأحداث والمواقف الهامة، منذ طفولته وحتى استشهاده. ارتبطت علاقته بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم برباط صداقة وثيق. تتميز كلمات وأقوال الإمام علي بالكثير من الحكمة والمعرفة، مما يجعله أحد أبرز الشخصيات الإسلامية في هذا المجال. إليك مجموعة من الحكم العميقة التي قدمها:
- “قيمة كل امرئ ما يحسن” تعني أن قيمة الفرد تتحدد بمقدار ما يُجيده ويقدمه من فوائد للآخرين.
- “إنما الدنيا فناء، وليس لها ثبات” تُبرز حقيقة أن الحياة الدنيا زائلة، وأن أيامها محدودة.
- “من أصلح سريرته أصلح الله علانيته” تشير إلى أن من يسعى لتحسين نياته وأعماله الخفية، سيُصلح الله حاله الظاهر.
- “الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد” تصف الصبر كعنصر أساسي من الإيمان، وذلك كما أن الرأس لا غنى عنه للجسد.
- “خير الناس من نفع الناس” تعكس فكرة أن أفضل الناس هو الذي يُقدّم الخير والفائدة للآخرين.
- “من نظر في عيوب الناس فأنكرها، ثم رضي لنفسه بذلك فذلك هو الأحمق بعينه” تُظهر أن انتقاد الآخرين بسبب عيوبهم في حين يرتكب الشخص نفس الأخطاء يُعتبر من السذاجة.
- “أكرم نفسك عن كل دنيّة” تدعو إلى احترام النفس والكرامة، ورفض ما ينقص من القيمة.
- “كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب” تنصح بالتحلي بالحياد في مواجهة الفتن وتجنب الانخراط فيها.
- “العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله” تبرز أهمية الصمت في جلب السلام الداخلي، باستثناء ذكر الله.
- “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه” تُشجع على الالتزام بالحق حتى وإن قلّ المتبعون له.
حكمة الإمام علي بن أبي طالب
تحتوي أقوال أمير المؤمنين “علي بن أبي طالب” على العديد من الحكمة التي لا تزال تحمل معنى كبيرًا. نقدم بعضًا منها على النحو التالي:
- كن من تريد ومن تكون.. فأنت في البداية والنهاية من تراب.
- إن لسان العاقل خلف قلبه، بينما قلب الأحمق خلف لسانه.
- الصديق الحقيقي هو من يتجنبك عن الخطأ، بينما العدو هو من يثيرك للخطأ.
- تُعتبر القلوب الطاهرة محل نظر الله عز وجل، لذلك كن صافي القلب ليستحق قلبك نظره.
- يكون الفخر ناتجًا عن الحياء والعفة والعقل الثابت والأدب.
أقوال مشهورة لعلي بن أبي طالب
تجدر الإشارة إلى بعض الأقوال البارزة التي تعكس أفكار علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – والتي تأتي كما يلي:
- أتساءل كيف يحزن أحد، وهو يملك الاستغفار!
- إن خوف الذل يؤدي إلى الذل في حد ذاته.
- الغنى في الغربة كالوطن، بينما الفقر في الوطن بمثابة الغربة.
- لا ميراث كالأدب، ولا غنى مثل العقل، ولا فقر كالجهل.
شعر الإمام علي بن أبي طالب
كتب الإمام علي بن أبي طالب العديد من القصائد خلال حياته، ومن بينها:
- قصيدة بعنوان “هي حالان شدة ورخاء”، حيث يتناول فيها مسألة ترك الدنيا والمعارك المختلفة. إليك بعض أبياتها:
هِيَ حالانِ شِدَّةٌ وَرَخاءُ
وَسِجالانِ نِعمَةٌ وَبلاءُ
وَالفَتى الحاذِقُ الأَريبُ إِذا ما
خانَهُ الدَهرُ لَم يَخُنهُ عزاءُ
إِن أَلَمَّت مُلِمَّةٌ بي فَإِنّي
في المُلِمّاتِ صَخرَةٌ صَمّاءُ
عالِمٌ بِالبَلاءِ عِلماً بَأَن لَي
سَ يَدومُ النَعيمُ وَالرَخاءُ
- قصيدة بعنوان “خليلي لا والله ما من ملمة”، التي تتحدث عن الصبر، وتأتي بعض أبياتها كما يلي:
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما مِن مُلِمَّةٍ
تَدومُ عَلى حَيٍّ وَإِن هِيَ جَلَّتِ
فَإِن نَزَلَت يَوماً فَلا تَخضَعَن لَها
وَلا تُكثِرِ الشَكوى إِذا النَعلُ زَلَّتِ
فَكَم مِن كَريمٍ يُبتَلى بِنَوائِبٍ
فَصابَرَها حَتّى مَضَت وَاِضمَحَلَّتِ
وَكانَت عَلى الأَيّامِ نَفسي عَزيزَةٌ
فَلما رَأَت صَبري عَلى الذُلِ ذَلَّتِ
ترك سيدنا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إرثًا غنيًا من الأقوال والمواعظ التي لا تزال تُلهم المسلمين في عصرنا الحالي، وذلك لما تحمله من قوة وحكمة. لقد ترك أثرًا عميقًا في نفوس الجميع عبر كلماته وشعره المتنوع حول الحياة.