تأثير اللاشعور على الإدراك
أحدثت النظرية المتعلقة باللاشعور تحولاً ملحوظًا في ميدان الدراسات النفسية، حيث أصبح اللاشعور أحد المكونات الأساسية للحياة النفسية. كما يمتلك تأثيرًا واضحًا على العالم الداخلي للإنسان وسلوكياته، بما في ذلك العمليات العقلية. ولعل ما يدعو للاهتمام هو أن مفهوم الإدراك لا يقتصر على كونه عملية عقلية عليا تتميز بالوعي، بل يتأثر بشكل كبير بنشاط اللاشعور المستتر داخل الإنسان.
الآثار الإيجابية للاشعور على الإدراك
هناك عدة آثار إيجابية مرتبطة باللاشعور، من أبرزها:
- يوفر اللاشعور، المستند إلى الأساس الغريزي، قدرة كبيرة تمنح الإنسان الشجاعة للقيام بمواقف معينة، مثل الشجاعة في المعارك، تسلق الجبال، أو تنفيذ أفعال شجاعة أخرى، حيث يقوم اللاشعور بتحفيزها في الشخصية الإنسانية.
- يسهم اللاشعور بصورة ملموسة في تعزيز العمليات الإبداعية، مما يدعم ازدهار العديد من الفنون والنظريات الفنية، وفقًا للوجهة النفسية الإبداعية، والذي يساعد الفنانين على تحسين جودة أعمالهم الفنية، حيث يُعتبر الفن وسيلة لتعزيز الإشباع الجمالي.
- يعزز اللاشعور إمكانية التعرف على العديد من الأمراض النفسية، مثل الفوبيا والرهاب الاجتماعي والخوف والوسواس القهري، ويدعم الأفراد في التغلب على هذه الحالات، مما يسهم في تحسين إدراكهم وعودتهم إلى حالة طبيعية.
- يستخدم اللاشعور آليات دفاعية تشمل الحيل اللاشعورية، ما يساهم في تجنب الأحاسيس المؤلمة والضارة، وبالتالي حماية الذات وضمان التكيف والاندماج في المجتمع. ومن الأمثلة على هذه الوسائل الدفاعية: النكوص، الإسقاط، والتعويض.
الآثار السلبية للاشعور على الإدراك
تتضمن الآثار السلبية للاشعور ما يلي:
- الكبت: يُعتبر الكبت العائق الرئيسي الذي يتعرض له الأشخاص تجاه اللاشعور. عندما يقوم الفرد بكبت احتياجاته ورغباته، فإنه يدخل في صراع داخلي مع نفسه، مما يؤدي إلى ظهور عدة أمراض نفسية تعيق تكيفه مع المجتمع. وقد يتسبب ذلك في اضطرابات إدراكية أو مشكلات في الذاكرة والانتباه، وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي إلى أمراض عصابية مثل العُصاب والذهان نتيجة الضغوط النفسية.
- الأمراض النفسية: يفسر عالم النفس الشهير فرويد العديد من الأمراض النفسية كنتيجة لنشاطات لاشعورية شديدة، تعتبر آثارها سلبية. من وجهة نظره، يُعتبر كل من القلق والاضطراب نتاج الكبت الجنسي المستمر، والذي يؤثر سلبًا على إدراك الفرد.