آراء الفقهاء في حلق شعر رأس الرجل
تباينت آراء العلماء حول مسألة حلق شعر رأس الرجل خارج إطار النُسُك المتعلق بالحج والعمرة. حيث رأى الحنفيّة أن من السنن الخاصة بشعر الرأس حلق الشعر أو فرقه. في المقابل، اعتبر المالكيّة أن حلق الرأس يعد بدعة غير محرّمة، في حين أشار الإمام القرطبي إلى أن الإمام مالك كان يكره حلق الرأس إلا في حالة التحلّل من النُسك. أما الشافعيّة، فقد أجازوا حلق الشعر للرجل كوسيلة للتنظيف. في الوقت نفسه، كان للإمام أحمد رأيان في هذا الموضوع، الأول يدعو إلى الكراهة، بينما الثاني لا يعدّ الحلق مكروهًا مع إرشاد إلى أفضلية تركه. وبيّن الإمام ابن القيم -رحمه الله- أن حلق شعر الرأس يمكن تقسيمه إلى أربعة أنواع كما يلي:
- الحلق المشروع؛ أي أثناء نُسُك الحج أو العمرة.
- الحلق الشركي؛ الذي يكون من أجل احترام الشيوخ، والذي يُعتبر شكلاً من أشكال العبودية المذلة.
- الحلق البدعي؛ كما يقوم به بعض الفقراء.
- الحلق الضروري؛ مثل حلاقة الشعر لأغراض علاجية أو للتخلص من القمل، وهذا يعد جائزًا.
حكم حلق شعر الرأس للمرأة
يذهب فقهاء الدين إلى تحريم حلق شعر الرأس بالنسبة للمرأة، نظرًا لما يتضمنه ذلك من تشبه بالرجال. وقد لعن الرسول الكريم النساء المتشبهات بالرجال. لكن في حالة الضرورة مثل وجود جرح في الرأس يستدعي حلق الشعر للعلاج، أو رغبة المرأة في معالجة شعرها عبر الحلق، فلا حرج في ذلك.
حكم حلق شعر الرأس للمولود
يستحب للمسلم حلق شعر المولود، سواء كان ذكرًا أو أنثى، ولا يُعتبر ذلك واجبًا. ومن المستحب أيضًا التصدق بوزن الشعر من الفضة، حيث يُحدد وزن الفضة ويتبرع به. ويُفضل أداء ذلك في يوم العقيقة، الذي يصادف اليوم السابع من ميلاد المولود. إذا فات هذا اليوم، يمكن القيام به في اليوم الرابع عشر أو الواحد والعشرين، وبعد ذلك لا تُشترط هذه التواريخ.