شعر الحب لنزار قباني
نزار بن توفيق القباني هو شاعر سوري معاصر حاز على شهرة واسعة في الأوساط الأدبية العربية، حيث أطلق العنان لمشاعره من خلال مجموعة من الدواوين الشعرية والقصائد المتنوعة التي تغنت بالحب. في هذا المقال، سنستعرض بعضًا من أبرز أبيات شعره عن الحب.
أبيات مختارة من شعر الحب لنزار قباني
أتحدّى..
من سبقوني إلى عينيكِ، يا سيدتي،
يُحملون الشمس في راحاتهم
وعقود الياسمين.
أتحدّى جميع من عشقوكِ
من المجانين والمفقودين في بحر الحنين
أن يحببوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.
أتحدّى..
كتب العشق ومخطوطاته
منذ آلاف القرون
أن تري فيها كلاماً واحداً
ذكروني يا سيدتي.
أتحداكِ أن تجدي
وطناً كفمي
وسريراً دافئاً مثل عيوني.
أتحدّاهم جميعاً
أن يكتبوا لكِ حباً
ككتاباتي الغرامية
أو أن يجيؤوكِ –على كثرتهم-
بحروف مثل حروفي وكلام مثل كلامي.
قصيدة تعبر عن الحب لنزار قباني
أحبك جداً،
وأعلم أن الطريق إلى المستحيل طويلة،
وأعلم أنك سيد النساء،
وليس لدي بديل.
وأعرف أن زمن الحنين قد انتهى،
ومات الكلام الجميل.
لست النساء ماذا نقول؟
أحبك جداً…
أحبك جداً وأعرف أنني أعيش في منفى،
وأنتِ أيضاً في منفى،
وبيني وبينك
ريحٌ،
وغيمٌ،
وبرقٌ،
ورعدٌ،
وثلجٌ ونار.
وأعلم أن الوصول إلى عينيكِ وهمٌ،
وأعرف أن الوصول إليكِ
انتحار.
ويُسعدني
أن أمزق نفسي لأجلكِ أيتها الغالية،
ولو خيّروني،
لكررت حبك للمرة الثانية،
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر،
يا من حميتك بالصبر من قطرات المطر.
أحبك جداً،
وأعلم أنني أسافر في بحر عينيكِ
دون يقين،
وأترك عقلي ورائي وأركض،
أركض،
أركض خلف جنوني.
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها،
سألتك بالله لا تتركيني،
لا تتركيني،
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني؟
أحبك جداً،
وجداً وجداً،
وأرفض أن أستقيل من نار حبك،
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيل؟
وما همني
إن خرجت من الحب حياً،
وما همني
إن خرجت قتيلاً.
أجمل قصائد الحب لنزار قباني
علمني حبك أن أحزن،
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن،
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور.
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور.
علمني حبك، سيدتي،
أسوأ عادات.
علمني أفتح فنجاني
في الليلة آلاف المرات،
وأجرب طب العطارين،
وأطرق باب العرافات.
علمني أن أخرج من بيتي
لأمشط أرصفة الطرقات،
وأطارد وجهك
في الأمطار، وفي أضواء السيارات،
وأطارد طيفك
حتى في أوراق الإعلانات.
علمني حبك
كيف أهيم على وجهي… ساعات
بحثاً عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات.
بحثاً عن وجه، عن صوت،
هو كل الأوجه والأصوات.
أدخلني حبك، سيدتي،
مدن الأحزان،
وأنا من قبلك لم أدخل
مدن الأحزان،
لم أعرف أبداً أنه
الدمع هو الإنسان.
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسان.
علمني حبك أن أتصرف كالصبيان،
أن أرسم وجهك
بالطبشور على الطاولات والأجراس،
على الصلبان.
علمني حبك
كيف الحب يغير خارطة الأزمان.
علمني أنني حين أحب،
تكف الأرض عن الدوران.
علمني حبك أشياءً،
ما كانت أبداً في الحسبان.
فقرأت أقاصيص الأطفال،
دخلت قصور ملوك الجان،
وحلمت بأن تتزوجني
بنت السلطان،
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان،
تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان.
وحلمت بأني أخطفها
مثل الفرسان.
وحلمت بأني أهديها
أطواق اللؤلؤ والمرجان.
علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان.
علمني كيف يمر العمر
ولا تأتي بنت السلطان.
علمني حبك
كيف أحبك في كل الأشياء
في الشجر العاري،
في الأوراق اليابسة الصفراء،
في الجو الماطر، في الأنواء،
في أصغر مقهى،
نشرب فيه مساءً قهوتنا السوداء.
علمني حبك أن آوي
لفنادق ليس لها أسماء،
وكنائس ليس لها أسماء،
ومقاهٍ ليس لها أسماء.
علمني حبك
كيف الليل يضخم أحزان الغرباء.
علمني كيف أرى بيروت
امرأة، طاغية الإغراء،
امرأةً تلبس كل مساء
أجمل ما تملك من أزياء
وترش العطر، على نهديها
للبحارة والأمراء.
علمني حبك
أن أبكي من غير بكاء.
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين
في طرق الروشة والحمراء.
علمني حبك أن أحزن،
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن،
لامرأة أبكي بين ذراعيها.
مثل العصفور.
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور.
أجمل شعر عن الحب لنزار قباني
أني خيرتك،
أني خيرتك.. فاختاري.
ما بين الموت على صدري،
أو فوق دفاتر أشعاري.
اختاري الحب، أو اللاحب،
فجبن أن لا تختاري.
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار.
ارمي أوراقك كاملة وسأرضى عن أي قرار.
انفعلي،
انفجري،
لا تقفي مثل المسمار.
لا يمكن أن أبقى أبداً
كالقشة تحت الأمطار.
مرهقة أنت، وخائفة،
وطويل جداً مشواري.
غوصي في البحر، أو ابتعدي،
لا بحر من غير دوار.
الحب.. مواجهة كبرى،
إبحار ضد التيار.
صيب وعتاب ودموع ورحيل بين الأقمار.
يقتلني جبنك، يا امرأة،
تتسلى من خلف ستار.
أني لا أؤمن في حب
لا يحمل نزق الثوار.
لا يضرب مثل الإعصار،
لا يكسر كل الأسوار.
آه لو حبك يبلعني،
يقلعني، مثل الإعصار.
أني خيرتك فاختاري،
ما بين الموت على صدري،
أو فوق دفاتر أشعاري.
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار.
شعر عن الحب للقباني
تلومني الدنيا إذا أحببته،
كأني أنا من خلق الحب واخترعته.
كأنني رسمت على خدود الورد،
كأنني أنا التي علمت الطيور في السماء.
وفي حقول القمح قد زرعته،
وفي مياه البحر قد ذوبته.
كأنني أنا التي..
كالقمر الجميل في السماء قد علقته.
تلومني الدنيا إذا
سميت من أحب، أو ذكرته،
كأنني أنا الهوى،
وأمه، وأخته
من حيث ما انتظرته.
مختلف عن كل ما عرفته،
مختلف عن كل ما قرأته،
وكل ما سمعته.
لو كنت أدري
أنه نوع من الإدمان، ما أدمنته.
لو كنت أدري أنه
باب كثير الريح، ما فتحته.
لو كنت أدري أنه
عود من الكبريت، ما أشعلته.
هذا الهوى، أعنف حب عشته،
فليتني حين أتاني فاتحاً،
يديه لي.. رددته.
وليتني من قبل أن يقتلني،
قتلته.
هذا الهوى الذي أراه في الليل،
أراه في ثوبي،
وفي عطري، وفي أساوري،
أراه مرسوماً على وجه يدي،
أراه منقوشاً على مشاعري.
لو أخبروني أنه
طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته،
وأنه سيكسر الزجاج في قلبي،
لما تركته.
لو أخبروني أنه
سيضرم النيران في دقائق،
ويقلب الأشياء في دقائق،
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق،
لكنت قد طردته.
يا أيها الغالي الذي،
أرضيت عني الله، إذ أحببته،
أروع حب عشته.
فليتني حين أتاني زائراً،
بالورد قد طوقته.
وليتني حين أتاني باكياً،
فتحت أبوابي له، وبسته.