أشعار في مدح الرسول
تُعتبر هذه القصيدة من أعمال الشاعر المعروف ابن جابر الأندلسي، الذي يلقب بسلطان العاشقين؛ وذلك نظراً لأن جميع قصائده تتمحور حول الحب الإلهي. فيما يلي بعض الأبيات من قصيدته الشهيرة “في كل فاتحة في القول معتبره”:
في كل فاتحةٍ في القول معتبره
حقُّ الثناءِ على المبعوثِ بالبقرَة
في آل عمران قُدُماً شاعَ مبعَثُه
رجالُهم والنساءُ استوضَحُوا خبرَه
مَن مدّ الناسَ من نعمَاهُ مائدةً
عمت فهي ليست على الأنعامِ مقتصرة
أعرافُ نِعَمِه ما حَلَّ الرجاءُ بها
إلا وأنفالُ ذلك الجودِ مُبَتدرة
به توسّلَ إذ نادى بتوبته
في البحر يُونُسُ والظلماء معتكره
هودٌ ويوسفُ كم خوفٍ به أمنا
ولن يُرَوّعَ صوتُ الرعدِ من ذِكرَه
مضمونُ دعوةِ إبراهيم كان وفي
بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَه
ذو أمةٍ كدوى النحل ذكَرُهُمْ
في كل قُطر فسبحان الذي فطره
بكهف رحمَاهُ قد لاذَ الورى وبهِ
بُشرى ابن مريمَ في الإنجيلِ مُشتهره
سمّاه طهَ وحَضَّ الأنبياء على
حجِّ المكان الذي من أجلهِ عُمِرَه
قد أفلح الناسُ بالنورِ الذي غمروا
من نورِ فُرقانه لما جلا غُرَرَه
أكبَر الشعراء اللذين قد عجزوا
كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَه
وحسبَهُ قصصٌ للعنكبوتِ أتى
إذ حاكَ نسجًا بباب الغارِ قد سَتَره
في الرومِ قد شاعَ قُدماً أمرهُ وبهِ
لقمانُ وفَقَ للدِرِّ الذي نثَرَه
كم سجدةٍ في طلى الأحزابِ قد سجدت
سُيُوفُه وَأراهُم ربَهُ عبرَه
سبَاهُمْ فاطرُ السبْعِ العُلا كرمًا
لمن بيسِين بين الرسلِ قد شهَرَه
في الحَزب قد صَفّت الأملاكُ تنصُرهُ
فصادَ جمعَ الأعداءِ هازمًا زُمَرَه
لغا فِر الذنب في تفضيله سُورٌ
قد فُصِّلَت لمعانٍ غيرِ منحصرة
شَوارهُ أن تَهجُرَ الدنيا فزخرفَهَا
مثل الدخان فتعشَى عين من نظره
غزت شريعته البيضاء حين أتى
أحْقاف بدرٍ وجُندُ اللهِ قد نصَرَه
فجاءَ بعد القتال الفتحُ متصلا
وأصبحت حَجراتُ الدين منتصرة
بقاف والذاريات اللهُ أقسم في
أن الذي قَالَهُ حقُّ كما ذَكَرَه
في الطور أبصر موسى نجْمَ سُؤدَدِهِ
والأفقُ قد شقَّ إجلالاً له قمرَه
أسرى فنالَ من الرحمن واقعةً
في القرب ثبتَ فيه ربُّه بصرَه
أراه أشياءَ لا يَقوى الحديدُ لها
وفي مجادلةِ الكفارِ قد آزره
في الحشر يوم امتحانِ الخلقِ يُقبلُ في
صفٍّ من الرسلِ كُلُّ تابعٌ أثرَه
كفُّ يُسَبِّحُ لله الحصاةُ بها
فاقبل إذا جاءك الحقُ الذي قَدَّرَه
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها
نالت طلاقًا ولم يُصَرَف لها نظرَه
تحريمه الحبَّ للدنيا ورغبتَهُ
عن زهرة الملكِ حقًا عندما نظرَه
في نونَ قد حقَّت المدائح فيه بما
أثنى به الله إذ أبدى لنا سيرَه
بجاهِهِ سالَ نوحٌ في سَفِينتِهِ
سُفنَ النجاة وموجُ البحر قد غَمَرَه
وقالت الجنُّ جاءَ الحقُّ فاتبعُوا
مزملاً تابعًا للحقِّ لن يذرَ
مدثرًا شافعًا يومَ القيامةِ هل
أتَى نبيٌّ له هذا العلا ذخَرَه
في المُرسلاتِ من الكتب انجلى نبأ
عن بعثه سائرُ الأخبارِ قد سَطَره
ألطافُهُ النازعاتُ الضيمَ في زمنٍ
يومٌ به عبسَ العصَى لما ذعرَه
إذ كُوِّرَت شمسُ ذاك اليومِ وانفطَرت
سماوه ودعت ويـلٌ به الفجرَه
وللسما ءانشقاقُ والبروجُ خَلَت
من طارقِ الشهبِ والأفلاكُ مستترَه
فسبِّح اسمَ الذي في الخلقِ شفعَهُ
وهل أتاك حديثُ الحوضِ إذ نهرَه
كالفجرِ في البلدِ المحروس غُرَّتُهُ
والشمسُ من نورِه الوضاحِ مُستترَه
والليل مثل الضحى إذ لاحَ فيه ألم
نشرح لكَ القولَ في أخباره العطرة
ولو دعا التينَ والزينونَ لابتدرا
إليه في الحين واقرأ تستبين خبرَه
في ليلة القدرِ كم قد حازَ من شَرَفٍ
في الفخر لم يكن الإنسانُ قد قدره
كم زلزلت بالجِياد العادياتِ لهُ
أرضٌ بقارعةِ التخويف منشرَه
له تكاثرُ آياتٍ قد اشتهرت
في كلِّ عصرٍ فويلٌ للذي كفرَه
ألم ترَ الشمسَ تصديقاً لهُ حُبِسَت
على قريشٍ وجاءَ الروحُ إذ أمَرَه
أرأيتَ أنَّ إلهَ العرشِ كَرَّمَهُ
بكوثرٍ مُرسلٍ في حوضِهِ نهرَه
والكافرونَ إذا جاءَ الورى طُردوا
عن حوضِهِ فلقد تبتَ يدا الكفرَه
إخلاصُ أمْداحِهِ شُغلي فكم فَلَقٍ
للصبحِ أسمعتُ فيه الناسَ مَفتَخِرَه
أشعار تجسد الحب الإلهي
إليكم مجموعة من أشعار ابن الفارض التي تعبر عن الحب الإلهي:
قصيدة: أيّ شيءٍ حلوٍ إذا قَلَبُوهُ
أيّ شيءٍ حلوٍ إذا قَلَبُوهُ
بعدَ تصحيفِ بَعْضِهِ كان خِلوَا
كادَ إن زيدَ فيهِ من ليلِ صَبٍّ
ثُلُثَاهُ يُرَى مِنَ الصّبح أضوَا
ولهُ اسمٌ حُرُوفُهُ مُبْتَدَاها
مُبْتَدَا أصلِهِ الذي كانَ مأوَى
قصيدة: العاذلُ كالعاذِرِ عندي يا قوم
العاذلُ كالعاذِرِ عندي يا قوم
أهدَى لي من أهواه في طَيفِ اللوم
لا أعتَبُهُ ان يزرْ في حُلُمي
فالسمعُ يَرى ما لا يُري طيف النوم
قصيدة: أَهْوَى قَمَراً له المعاني رِقُ
أَهْوَى قَمَراً له المعاني رِقُ
منْ صُبْحِ جَبيِنِه أَضاءَ الشرقُ
تدري باللِه ما يقولُ البرقُ
ما بينَ ثَنَايَاهُ وبَيْنِي فرقُ