أبواب الجنة الثمانية
وعد الله تعالى عباده المؤمنين بالجنة، وذكر أن لها أبواباً، وقد أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن عددها هو ثمانية، حيث قال: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ). وقد كرّم الله تعالى أُمّة محمد صلى الله عليه وسلم ببابٍ خاصٍ في الجنة، عرضه ما يقطعه الركب في ثلاث، ومن بين الأشخاص الذين بشّرهم النبي بدخول الجنة عبر جميع أبوابها هم أبو بكر الصديق. أما الأبواب فهي: باب الصلاة، وباب الجهاد، وباب الصيام الذي يُطلق عليه أيضاً باب الريان، وباب الصدقة، وذلك وفقاً لما ورد في الأحاديث النبوية. وقد اختلف العلماء في أسماء الأبواب الأخرى، فتحدث البعض عن باب الحج، وبابٍ لمن يكظم غيظَه ويعفو عن الناس، والذي يُسمى باب المُتوكلين؛ حيث يدخل منه من لا حساب عليه ولا عذاب. وهناك أيضاً باب الذكر، حيث يذكر الترمذي أن “يُحتمل أن يكون باب العلم”، كما أشار القرطبي إلى باب الراضين، وباب الوالد، إذ أخبر النبي أن الوالد هو أفضل أبواب الجنة. وقد أوضح ابن القيم أن لكل مؤمن في الجنة أربعة أبواب؛ باب لزواره من الملائكة، وباب للحور العين، وباب مغلق يفصله عن النار ليُعبر عن تقدير نعمة الله عليه، وباب بينه وبين دار السلام يستطيع الدخول منه إلى الله متى شاء.
فتح أبواب الجنة
أول من تُفتح له أبواب الجنة هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يدخل أحد الجنة قبله. وقد ورد عن النبي أنه توجد أوقات محددة تُفتح فيها أبواب الجنة، منها:
- في شهر رمضان؛ إذ تُفتح أبواب الجنة في بداية الشهر وتُغلق أبواب النار.
- في يومي الاثنين والخميس؛ حيث يغفر الله تعالى لكل موحد، باستثناء المتخاصمين.
الأصناف الذين تُفتح لهم جميع أبواب الجنة
وضح النبي أن للجنة ثمانية أبواب، وأن هناك أصناف من الناس الذين سيستطيعون الدخول من جميع هذه الأبواب، ومن بينهم:
- من قال بعد الوضوء: “أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ”.
- من آمن بالله وبنبيه، وكذلك من آمن بعيسى رسول الله، واعتنق بأن الجنة والنار حق.
- الزوجان المنفقان في سبيل الله.
- الذي وفاته ثلاثة من أولاده قبل أن يبلغوا.