يَعيشُ الإنسانُ ما استحيا بخيرٍ
- قصيدة “يَعيشُ الإنسانُ ما استحيا بخيرٍ” للشاعر علي بن أبي طالب:
يَعيشُ الإنسانُ ما استحيا بخيرٍ
ويبقى العودُ ما بقي اللحاءُ
إذا لم تخشَ عاقبة الليالي
فلا تتردد، افعل ما تشاءُ
تقطعت حبالُك بعد وصلك زينب
- أبيات من قصيدة “تقطعت حبالُك بعد وصلك زينب” للشاعر علي بن أبي طالب:
فَدَعِ الصِبا، فقد عَدَاكَ زَمَانُهُ
وازْهَدْ، فعُمْرُكَ منه ولّى الأَطْيَبُ
ذهب الشباب وما له من عودة
وأتى المشيب فأين منه الهرب
ضيفٌ ألمَّ إليك لم تحفل به
فَتَرى له أَسَفاً يَنهمرُ الدمعُ
دَعْ عَنْكَ ما فات في زمن الصبا
واذكر ذنوبكَ وابكِها يا مذنب
وَاخشَ مناقشة الحساب، فإنّه
لا بدّ أن يحصي ما جنيت ويكتب
لم ينس المَلِكان عندما نَسِيتَه
بَلْ أَثْبَتَاهُ وأنتَ في غفلةٍ تلعبُ
والروحُ فيكَ ودائع أودعتَها
سنردّها بالرغم منك وتُسلب
والغرورُ الذي تسعى له دنياكَ
تَصيرُ حقائقُها متاعاً يتبددُ
وَالليلُ والنهار كلاهما
أنفاسنا تُعَدُّ وتُحْسَبُ
وجميعُ ما حصّلتَه وجمعتَه
حقاً يَقينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
تَباً لدنيا لا يدومُ نعيمُها
ومشيّدُها عما قريب يخربُ
لا تأمن الدهرَ الصروفَ فإنه
لا زال قَدُماً للرحال يُهذِّبُ
فعليك بتقوى الله فالزمها تُفلح
إنَّ التقيَّ هو البهي الأهيبُ
اعمل لطاعته تنل من رضاه
إنَّ المطيع لربه لمقرب
فاقنع ففي بَعضِ القناعة راحة
واليأسُ مما فات فهو المَطلبُ
لا خير في ودِّ متملقٍ
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ
وإذا توارى عنك فهو كالْعَقْربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً
ويَرُوغُ منكَ كما يَروغُ الثعلبُ
اختَرْ قَرِينكَ واصطفِهِ مُفاخِرا
إنّ القَرِينَ إلى المقارن يُنْسَبُ
إنَّ الغنيَّ من الرجال مُكرّمٌ
وَترى أنه يُرجى ما لديه ويُرهب
وَيُبَشّ بالشكر عند قدومه
ويُقام عند سلامه ويُقرب
اخفض جناحك للأقارب كلهم
بتذلّلٍ واسمح لهم إذا أذنبوا
وَدعِ الكذب فلا يكون لك صاحبا
إنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌ يُصحبُ
وَذَرِ الحَسُود ولو صفا لك مرةً
أبعِده عن رؤْياكَ، فلا يُستجلبُ
وزِنِ الكلام إذا نطقتَ ولا تكن
ثرثارًا في كلِّ نادٍ تخطبُ
واحفظ لسانكَ واحترز من لفظه
فالمرء يُسلم باللسان ويُعطبُ
والسِرُّ فاكتمه ولا تَنطِق به
فهو الأسير لديك إذ لا ينشبُ
واحْرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر صعبٌ
إن القلوبَ إذا تنافرت ودُّها
شِبْهُ الزجاجة، كسرُها لا يُشعبُ
وكذلك سِرُّ الإنسان إن لم يطوِهِ
نشرته ألسنةٌ تزيد وتكذبُ
لا تَحْرَصَنَّ فالحِرْصُ ليس بزائدٍ
في الرزق، بل يشقى الحريص ويتعبُ
ويظل ملحوقً يَرُومُ تحيلاً
والرزقُ ليس بحيلة يُستجلبُ
أَدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنب
وَاعْدِلْ ولا تَظْلِمْ، يَطيبُ لك كَسَبُ
وإذا بُلِيتَ بنكبة فاصبر لها
مَنْ ذا رأيت مُسلماً لا ينكبُ
وإذا أصابك في زمانك شدةٌ
وأصابك الخطب الكريه الأشدُّ
فَادعُ لربكَ إنه أدنى عَلَيْكَ
يدعوه من حبل الوريد وأقربُ
كن ما استطعت عن الأنام بمعزلٍ
إنّ الكثير من الورى لا يُصحبُ
واجعل جليسك سيداً تحظى به
حبٌّ لبّيٌ عاقلٌ متأدبُ
واحذر من المظلوم سهمٌ صائبٌ
واعلم بأن دعاءه لا يُحجبُ
وإذا رأيتَ الرزقَ ضاق ببلدةٍ
وخشيتَ فيها أن يضيق المكسبُ
فارحل، فأرضُ الله واسعةٌ الفضاءُ
طُولاً وعِرْضاً، شَرْقُها والمَغْرِبُ
فلقد نصحتكَ إن قبلتَ نصيحتي
فالنصح أغلى ما يُباع ويوهبُ
اصبر على مرِّ الجفا
- قصيدة “اصبر على مرِّ الجفا” للإمام الشافعي:
اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ
فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومن لم يذق مرَّ التعلمِ ساعةً
تجرَّعَ نُلَّ الجهلِ طول حياته
ومن فاتهُ التعليمُ في وقت شبابهِ
فكبِّر عليه أربعاً عند وفاته
وَذاتُ الفتى، واللهِ بالعِلْمِ والتقَى
إذا لم يكونا، فلا اعتبار لذاتهِ
تغيرت المودة والإخاءُ
- أبيات من قصيدة “تغيرت المودة والإخاء” للشاعر علي بن أبي طالب:
تغيرت المودة والإخاءُ
وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
وأسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ، ليس له رعايةُ
وربَّ أخٍ وفيتُ له وفاءً
ولكن لا يدوم له وفاءُ
أخلاَّءٌ إذا استغنيتُ عنهم
وأعداءٌ إذا نزلَ البلاءُ
يديمونَ المودة ما رأوني
ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
وإن غنيتُ عن أحد قلاني
وعاقبني بما فيه اكتفاءُ
سيُغْنيني الّذي أَغْنَاهُ عنّي
فلا فَقْرٌ يدومُ ولا ثراءُ
وكل مُودَّةٍ لله تَصفُو
ولا يصفو مع الفسق الإخاءُ
وكل جراحةٍ فلها دواءٌ
وسوءُ الخلقِ ليس له دواءُ
وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ
كَذَاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ