آداب الإنفاق في سبيل الله عز وجل
يُعتبر الإنفاق في سبيل الله -تعالى- من أعلى مراتب الطاعات وأجلّها، حيث يشتمل على الزكاة المفروضة والصدقات التطوعية. وقد أورد الله -تعالى- ذكر الزكاة في مواضع متعددة تقترن بالصلاة، مما يبرز أهميتها. وتوجد آداب خاصة ينبغي على المسلم الالتزام بها عند الإنفاق؛ تشمل آداب الإنفاق مع الله -تعالى- وآداب التعامل مع المحتاجين الذين يستقبلون الصدقات.
إن الإنفاق في سبيل الله -تعالى- هو عبادة نبيلة يجب على المنفق أن يتحلى بعدد من الآداب كما يلي:
- الإخلاص في النية لله -تعالى- عند تقديم الصدقة.
يجب أن تكون الدافع الوحيد للصدقة هو طلب رضا الله -تعالى-، فلا يجوز أن يكون هناك رياء أو قصد للربح أو المنفعة الشخصية؛ فالنية الصادقة هي أحد شروط قبول العمل.
- أن تكون الصدقة من كسب طيب وحلال.
فلا يجوز للمرء أن يتصدق من كسب غير طيب، لأن الله -تعالى- طيب لا يقبل إلا الطيبات، كما يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا”.
- أن يتصدق بشيء نافع ومفيد.
ويُفضل أن تكون الصدقة من أطيب ما يمتلكه المرء، حيث قال الله -تعالى-: “يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم”.
- احتساب الأجر عند الله -تعالى- وعدم انتظار الشكر من أحد.
يجب أن يتبرع المرء بدون انتظار تقدير أو شكر من أحد سواه.
- أن تكون الصدقة بنية شكر الله -تعالى- على نعمه.
ينبغي أن يعبر المنفق عن شكره لله -تعالى- على عطاءاته وإغنائه.
- التواضع لله -تعالى- عند تقديم الصدقة.
لا يُظهر الإنسان كبرياءً، إذ أن الله -تعالى- غني عن العالمين، كما ورد في الآية “واعلموا أن الله غني حميد”.
آداب الإنفاق مع المحتاجين
تحمل الصدقة تجاه المحتاجين آدابًا ينبغي على المسلم مراعاتها، ومنها:
- أن تكون الصدقة في طي الكتمان بعيداً عن المجاهرة.
ذلك حفاظًا على ستر الفقير ومنع إحراجه، حيث يقول الله -تعالى-: “إن تبغوا الصدقات فنعم ما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم”.
- عدم انتظار مقابل عند تقديم الصدقة.
سواء كان هذا المقابل ماديًا أو معنويًا، بل يجب أن تُقدم الصدقة خالصة لله -تعالى-، كما ورد في قوله: “إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا”.
- عدم المنّ وإظهار الفضل على من يحتاج.
يقول الله -تعالى-: “الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم”.
- القول الطيب عند التصدق أو إذا لم يتوفر المال.
يجب أن يتحدث المسلم بكلمات طيبة، كما قال الله -تعالى-: “وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجواها فقل لهم قولاً ميسورًا”.
- عدم إحراج المحتاجين بتصويرهم أو إجراء مقابلات.
تؤدي الصدقة إلى رفع الحرج عن الناس وليس لإحراجهم، كما ذكر الله -تعالى-: “قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى”.
- أن يتصدق بما ينفع المحتاج من مال أو متاع.
آداب ونصائح للمنفق في سبيل الله
يفترض بالمؤمن أن يأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور عند تقديم الصدقات، ومنها:
- جعل الصدقة عملًا دوريًا ومستمرًا، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ”.
- البدء بالأقرباء ثم الأبعد.
- أن يقوم بتقديم الصدقة بنفسه.