قصيدة: حبا لم يولد بعد
يا حبا لم يولد بعد،
يا شوقًا كالأمواج في صدري،
يا عشقًا يجتاح كياني،
يا أجمل رعشات الأيدي،
يا صبحًا يُشرق في وجهي،
يا فجر الغد،
يا جزرًا تمتد في عيني،
وبحارًا أغرقها المد،
الحب كالموج يغرقني،
والشوق الجارف يشتد،
والعشق يأتي كتيار قوي،
يجرفني من خلف السد.
قصيدة: لا تحسبي عمري
لا تحسبي عمري بما عشته،
أو بما قد يحييه الغد،
فلكل عاشقِ عمره،
فكل لحظة تمر تعني حياة جديدة،
كلما اقتربت منك، أصابني،
وجع جميل، كيف لي أن أنساه؟،
كلما لمع الحنين بداخلي،
أعزل نفسي أراقب المرأة،
هل أكون أنا، أم أصبحت شيئًا آخر؟،
متصوفًا في العشق، جئتك مفعمًا،
بالشوق أصرخ في داخلي: الله،
عجزي عن الكلمات ليس تكبرًا،
بل هو عجز يفسر هول ما أشعر.
قصيدة: رومانسي نبطي 1
أنت الذوق والجمال والزين بألوانه،
جئت بك زهرة حمراء، عطرها موزون،
وعندما عرفت لمن ستذهب، ذبلت خجلاً،
إلا أن خالق الأمر بين كاف ونون،
وهبك الحسن والذوق، وصرتِ أول أركانه،
كواكب السماء بالليل تُسر عندما تظهرين،
ولو مشيت في وادي، ستتوقف غدرانه.
قصيدة: رومانسي نبطي 2
تكفيني النظرة، لأنني وجدتك في خفوقي،
ولأنك نفس الغرام الذي يراود ظني،
تكفيني النظرة التي انتقلت منك،
ويكفيني من العمر لمسة يديك،
ويكفي عيوني، إذا فقدتك، تُجن بك،
ويكفي أن أرى إحساس قلبي في عينيك،
ظنك برحل، إذا قسا الوقت، ظنك،
أنسى شعوري، والخلايق تدينك،
ومهما قال الناس عنك،
ومهما قسا وقتي ومرت سنينك،
ستبقى في روحي، كأنك،
نبضة حياة أحيت زوايا سجيني.
قصيدة: قصيرة لأبو عطاء السندي
دعاك الشوق والأدب،
ومات بقلبك الطرب،
ومثلك عن طلاب الله،
وإن فكرت، منقلب،
إلا تنهى كأنها،
تلوح كالعطب.
قصيدة: رومانسية قصيرة للسراج البغدادي
يا لهف قلبي اليوم، ما بالك؟
يعاود النكس إذا افترقنا،
هل سلوة هيهات؟ لا سلوة،
قد بلغ السيل الزبى وارتقى،
لا ترقَ في حبه، فهذا هوى،
فالحب لا تنفع فيه الرقى.
قصيدة: لنزار قباني
سأقول لك أحبك،
عندما تنتهي جميع لغات الحب القديمة،
فلا يبقى للعشاق شيء يقولونه أو يفعلونه،
عندها ستبدأ مهمتي.. في تغيير محور هذا العالم،
وفي تغيير هندسته، شجرةً بعد شجرة، وكوكبًا بعد كوكب،
وقصيدةً بعد قصيدة،
سأقول لك أحبك،
وتضيق المسافة بين عينيك ودفاتري،
ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يعبر برئتي،
وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة هي يدي،
سأقولها، عندما أستدعي طفولتي، وخيولي، وعساكري، ومراكبي الورقية،
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطئ بيروت،
عندما كنت ترتعشين كسمكة بين أصابعي،
فأغطيك، عندما تغفين،
بشرشف من نجوم الصيف،
سأقول لك أحبك،
وستحتاج سنابل القمح إليك، والينابيع حتى تتفجر، والحضارة حتى تتحضر،
والعصافير حتى تتعلم الطيران، والفراشات حتى تتعلم الرسم،
سأقول لك أحبك،
عندما تسقط الحدود نهائيًا بينك وبيني،
ويصبح النوم على ورقة الكتابة،
ليس بالسهل كما تظنين… هناك إيقاعات الشعر،
كلمةً كلمة، ومقطعًا مقطعًا،
أعاني من عقدة المثقفين،
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتحدث بعقل،
والعيون التي لا تطرح الأسئلة،
فالمرأة قصيدةٌ أموت عندما أكتبها.. وأموت عندما أنساها،
سأقول لك أحبك،
عندما أشفى من الفصام الذي يعصف بحياتي، وأعود شخصًا واحدًا،
سأقولها، عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي،
وترحل كل القبائل عن شواطئ دمي الذي حفرت فيه حكمة العالم الثالث.
قصيدة: لمحمود درويش
يحط الحمام،
أعدّي لي الأرض كي أستريح،
فإني أحبك حتى التعب،.
صباحك فاكهة للأغاني،
وهذا المساء ذهب ونحن لنا، Lorsque يدخل ظل إلى ظله في الرخام،
وأشبه نفسي حين أعلق نفسي على عنق لا تعانق غير الغمام،
وأنت الهواء الذي يتعرى أمامي، كدمع العنب،
وأنت بداية عائلة الموج عندما تشبثت بالبر حين اغترب،
وإني أحبك، أنت بداية روحي، وأنت الختام،
يطير الحمام،
يحط الحمام،
أنا وحبيبي صوتان في شفة واحدة،
أنا لحبيبي، وحبيبي لنجمته الشاردة،
وندخل في الحلم، لكنه يتباطأ كي لا نراه،
عندما ينام حبيبي، أصحو لأحرس الحلم مما يراه،
وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي،
وأختار أيامنا بيدي،
كما اختار لي وردة المائدة،
فنم يا حبيبي،
ليصعد صوت البحار إلى ركبتي،
ونم يا حبيبي، لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكة حسودة،
ونم، يا حبيبي،
عليك ضفائر شعري، عليك السلام،
يطير الحمام،
يحط الحمام،
رأيت على البحر إبريل،
قلت: نسيت انتباه يديك،
نسيت التراتيل فوق جروحي،
فكم مرّة تستطيعين أن تولدي في منامي،
وكم مرّة تستطيعين أن تقتليني لأصرخ: إني أحبك؟
لكي تستريحي؟
أناديك قبل الحديث،
أطير بخصرك قبل وصولي إليك،
فكم مرّة تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام،
عناوين روحي،
وأن تختفي كالمدى في السفوح لأدرك أنك بابل، مصر، والشام،
يطير الحمام،
يحط الحمام،
إلى أين تأخذني يا حبيبي من والدي،
ومن شجري، من سريري الصغير، ومن ضجري، من مراياي من قمري، من خزانة عمري ومن سهري،
من ثيابي ومن خفري؟
إلى أين تأخذني يا حبيبي، إلى أين؟
تشعل في أذنيّ البراري، وتحملني موجتين،
وتكسر ضلعين، تشربني ثم تُوقدني، ثم تتركني في طريق الهواء إليك،
حرام… حرام،
يطير الحمام،
يحط الحمام،
لأنني أحبك، خاصرتي نازفة،
وأركض من وجعي في ليال يوسعها الخوف مما أخاف،
تعالي كثيرًا، وغيبي قليلاً،
تعالي قليلًا وغيبي كثيرًا،
تعالي، ولا تقفي، آه من خطوة واقفة.
قصيدة: رومانسي
بدا كالبدر مُتوَّج بالثريا،
غزال في الحمى باهي المحيا،
رماني باللحاظ، فصرت ميتًا،
وحيا بالسلام، فعُدت حيًا،
وبالكف الخضيب، أشار نحوي،
وأدناني وقرّبني نجيًا،
فقلت له ونحن بخير حال:
أتفقد من جنان الخلد شيئًا؟
فقال وقد تعجب من مقالي:
جنان الخلد قد جمعت لديَّ!
فقلت: صدقت يا بصري وسمعي،
فمن حاز الجمال اليوسفي؟
فقال: حويته بالإرث منه،
وقد ظهرت دلائله عليَّ،
فقلت: وسحر بابل أين أضحى؟
فقال: أما تراه بمقلتيا،