تعتبر آثار انخفاض أسعار النفط من المواضيع الهامة التي تستحق المناقشة، نظرًا لتعدد جوانبها وتأثيراتها البارزة. نلاحظ أن لهذا الانخفاض آثار إيجابية وكذلك آثار سلبية على العديد من الدول، والتي سنناقشها بشكل مفصل في هذا المقال. كما تقدم هذه المقدمة بعض الكلمات الرئيسية التي سيتم تناولها في فقرات المقال التالية.
الآثار العامة لانخفاض أسعار النفط
سنستعرض في هذه الفقرة الآثار العامة لانخفاض أسعار النفط، ويتجلى ذلك في النقاط التالية:
- منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014، انتشرت آثار هذا الانخفاض بشكل ملحوظ.
- حيث باتت أسعار المنتجات البترولية أكثر انخفاضاً مقارنة بما كانت عليه سابقاً.
- ساهم هذا في تخفيف آثار الدخل المتدني للدول المنتجة للنفط.
- فضلاً عن ذلك، استفادت الأسواق المالية من الأسعار المنخفضة، مما دفع بعض الدول لزيادة إنفاقها العام على مشاريع مثل البنية التحتية.
- رغم ذلك، برزت بعض النتائج السلبية من انخفاض أسعار النفط.
- إحدى هذه النقاط هي أن بعض الدول تمكنت من زيادة إنتاج النفط الخام.
- مما ساعدها في المنافسة في الأسواق الدولية.
- سنتناول في الفقرات القادمة أبرز الآثار الإيجابية والسلبية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط.
أبرز الآثار الإيجابية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط
بعد مناقشة الآثار العامة لانخفاض أسعار النفط، دعونا نستعرض في هذه الفقرة الأثر الإيجابي الأبرز لهذا الانخفاض:
- أدى الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام في عام 2008 إلى حالة من الركود العالمي.
- فمنذ عام 1980، شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً.
- لكن الركود الاقتصادي العالمي الحالي أدى إلى تدني الأسعار بنسبة 50%.
- يمكن أن تشكل هذه الظروف فرصة لدول مثل الهند ودول إفريقيا.
- حيث تواجه هذه الدول صعوبات في الحصول على الطاقة لتوليد كهربائها الخاصة.
- كما أن المستهلكين يمكنهم التوفير في تكاليفهم، بالإضافة إلى الفوائد التي تعود على مالكي السيارات الذين يمكنهم الآن الحصول على سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
- يرتبط انخفاض أسعار النفط بتوافر بدائل أكثر اقتصادية مثل الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة.
أبرز الآثار السلبية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط
بعد مناقشة الآثار الإيجابية في الفقرة السابقة، نستعرض الآن الآثار السلبية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط:
- قد تضطر شركات النفط إلى إغلاق بعض أفرعها بسبب عجزها المالي.
- كما أن هناك مستوى عالٍ من عدم اليقين بخصوص كيفية تأثير هذا التغير المفاجئ على بقية العالم.
- يعتقد بعض الاقتصاديين أن أسباب انخفاض أسعار النفط تعود لصورة العرض والطلب، وليس نتيجة لأزمة اقتصادية.
- وهذا يعني أن انخفاض الأسعار قد يكون مؤقتًا، ولا يمكن التأكد من ذلك حتى تنتهي الفترة الحالية.
- من جهة أخرى، قد يؤدي تراجع الإنتاج إلى حدوث نقص وبالتالي ارتفاع الأسعار، وهو أمر يتعارض مع المبادئ الاقتصادية المتعارف عليها.
- كما أن ذلك يؤدي إلى تقليص الميزانيات الحكومية الكبرى نتيجة انخفاض الإيرادات.
- وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات إذا فقد المواطنون وظائفهم أو تم تخفيض رواتبهم بسبب هذه التعديلات.
- زيادة عن ذلك، هناك قلق من أن انخفاض أسعار النفط قد يؤثر سلبًا على الاستثمارات طويلة الأجل.
أسباب انخفاض أسعار النفط
الأسباب التي تقف خلف انخفاض أسعار النفط ليست مفهومة بشكل كامل، لكن هناك عدة عوامل يمكن الإشارة إليها، والتي سنستعرضها في الفقرة التالية:
- ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الذي سمح بإنتاج النفط بتكاليف أقل بكثير.
- كان هذا العوامل الأساسية وراء انخفاض أسعار النفط.
- شهدت صناعة النفط الصخري توسعًا كبيرًا على مدار السنوات العشر الماضية.
- وقد أدى الازدهار في إنتاج النفط من مصادر الصخر إلى زيادة كبيرة في العرض، مما أثر سلبًا على الطلب.
- كما أدت الزيادة في العرض من المنتجين منخفضي التكلفة إلى تراجع الأسعار من 108 دولارات للبرميل إلى 28 دولارًا للبرميل بين يوليو 2014 ويناير 2015.
- ربما يكون انخفاض الأسعار أيضًا مرتبطًا بتطور صناعة السيارات وتغيير اتجاهات المستهلكين نحو المركبات التي تعمل بالبنزين.
آثار انخفاض أسعار النفط على الدول المصدرة
من الضروري توضيح آثار انخفاض أسعار النفط على الدول المصدرة، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في الفقرة التالية:
- تؤثر أسعار النفط المنخفضة بشكل كبير على اقتصاديات الدول المصدرة، وذلك لأنها تعتمد بشكل كبير على صناعة النفط.
- هناك أربعة تأثيرات رئيسية لانخفاض أسعار النفط على هذه الدول.
- الأثر الأول هو تدهور الإيرادات الحكومية.
- الثاني هو فقدان الإيرادات للشركات المنتجة للنفط، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف ويؤثر سلبًا على الاقتصاد بشكل عام.
- هذا قد يؤدي بدوره إلى ركود اقتصادي.
- الأثر الثالث هو زيادة معدل البطالة والذي قد يؤدي إلى اضطرابات مدنية في تلك الدول.
- أما الأثر الرابع فهو زيادة الطلب على مصادر الطاقة البديلة، مما قد يؤثر كذلك على أرباح الدول المصدرة.
- ومع ذلك، يجدر الإشارة إلى أن انخفاض أسعار النفط لا يعني بالضرورة آثار سلبية على الدول المصدرة، خاصةً إذا كانت لديها موارد طبيعية متنوعة بجانب النفط.
آثار انخفاض أسعار النفط على الدول المستهلكة
بعد مناقشة آثار انخفاض أسعار النفط على الدول المصدرة، دعونا نسلط الضوء على تأثيرات هذا الانخفاض على الدول المستهلكة كما يلي:
- لقد كان لانخفاض أسعار النفط تأثير كبير يمتد إلى المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
- تؤثر الأسعار المنخفضة بشكل إيجابي على الدول المستهلكة، مما يتيح لها شراء سلع وخدمات أخرى بأسعار منافسة.
- ومع ذلك، يمكن أن تكون لهذه الأسعار عواقب سلبية على المنتجين الذين يعتمدون بشكل كبير على النفط كمصدر رئيسي للدخل.
- كما ذُكر سابقًا، غالبًا ما يكون تأثير انخفاض أسعار النفط مختلطاً.
- يجدر التنويه إلى أن الدول المتقدمة هي المستهلك الرئيسي للنفط.
- فعندما تنخفض أسعار النفط، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على استهلاكهم نظرًا لاستخدامهم الكثيف له.
- على سبيل المثال، عندما ينخفض سعر الغاز إلى أقل من 2 دولار أمريكي، فإن المستهلكين غالبًا ما يزيدون من استهلاكهم للغاز.
- وهذا يؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود، مما يسهم في تقلبات أكبر في الإنتاج والأسعار.
- تم استخدام الوقود الأحفوري على نطاق واسع من قبل الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة، حيث يؤثر انخفاض أسعار النفط بشكل مباشر على تلك الدول ومواطنيها.
- كما أن ضخ الاستثمارات في البنية التحتية في تلك البلدان جعلها تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري كشرط أساسي لتشغيل اقتصاداتها بكفاءة.