سمات زيد بن حارثة
تميز زيد بن حارثة بمجموعة من الصفات البارزة، وأهمها على النحو التالي:
- الإخلاص: حيث اختار البقاء مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدلاً من العودة إلى منزل والده، مما يدل على ارتباطه العميق بالشخص الذي رعاه منذ صغره.
- مقام رفيع: فقد نالت سيرته الشريفة ذِكرًا في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً).
- قوة الإيمان: حيث يعد زيد بن حارثة أول من أسلم من العبيد، وفقًا لإسحاق بن إبراهيم الحنظلي الذي قال: (أبو بكر الصديق أول من أسلم من الرجال، وخديجة بنت خويلد أول من أسلمت من النساء، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من أسلم من الصغار، وزيد بن حارثة أول من أسلم من العبيد).
- من أبرز موالي النبي: إذ كان زيد يُعتبر من أحب الأشخاص إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
- التضحية في سبيل الله: حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُعينه في القيادات العسكرية ويشهد المعارك، ومنها غزوة بدر.
- مظهره المميز: فقد كان زيد يميل إلى البياض والأحمر، في حين كان ابنه أسامة شديد الأدمة.
حول زيد بن حارثة
زيد بن حارثة، واسمه الكامل زيد بن حارثة بن شراحيل أو شرحبيل الكلبي، هو أحد كبار الصحابة رضوان الله عليهم. تعرض للخطف في زمن الجاهلية، واشتراته خديجة بنت خويلد، ثم وهبته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد زواجها منه. قام النبي بتبنيه وعمل على إعتاقه وزوجه بابنة عمته. يُذكر أن الناس غالبًا ما كانوا ينادونه بـ “زيد بن محمد”، حتى أنزل الله تعالى قوله: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ). كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما.
استشهاد زيد بن حارثة
استشهد زيد في أرض الشام أثناء معركة مؤتة في شهر جمادى من السنة 8هـ، وكان عمره حينئذٍ 55 عاماً. وقد حزنت قريش بشدة عندما علمت بمقتله، خاصةً بعد أن جاء خبر استشهاد زيد وجعفر إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث عبر عن حزنه الشديد بقوله: (أخواي ومؤنساي ومحدثاي). وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بكمال الشهادة لزيد، ولم يذكر الله أسماء أحد من الصحابة في كتابه إلا اسم زيد بن حارثة. نسأل الله الرحمة الواسعة له ونجتمع به في جنات النعيم.