للإيمان دور محوري في حياتنا كمؤمنين، إذ يتوجب علينا تصديق الله تعالى والملائكة والكتب السماوية والرسل، فضلاً عن الإيمان باليوم الآخر، وكذلك الإيمان بالقدر خيره وشره. وفي هذا المقال، سوف نستعرض تأثير الإيمان على الفرد والمجتمع ودوره في تشكيل السلوك العام.
تأثير الإيمان على حياة الفرد
سنتناول تأثير الإيمان في حياة الفرد من خلال ما ورد في القرآن الكريم:
- من أبرز آثار الإيمان في حياة الإنسان هو شعوره بالسعادة والطمأنينة، كما ورد في قوله تعالى في سورة النحل (الآية 97): {مَن عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
- يساهم الإيمان أيضاً في زيادة التوفيق والهداية من الله، كما جاء في قوله تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} (سورة مريم/ الآية 76).
- يوفر الإيمان شعورًا بالأمن والسلام والاستخلاف في الأرض، وذلك كما ورد في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} (النور/ الآية 55).
- كلما زاد إيمان الشخص، ازدادت أعماله الصالحة وانخفضت ذنوبه، حيث يسعى دائمًا لرضا الله وبالتالي يتجنب المعاصي.
- يُعتبر الإيمان مصدرًا للأمان والطمأنينة، وفقًا لقول الله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} (سورة طه/ الآية 112).
- الإيمان بالله يجعلك دائمًا طاهر القلب، بعكس الكافر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المؤمن لا ينجس} (رواه الشيخان).
شاهد أيضًا:
تأثير الإيمان في حياة المجتمع
للإيمان تأثير عميق في المجتمع، ويمكن تلخيصه في النقاط التالية:
- يُسهم الإيمان في تعزيز الوحدة والتكاتف بين أفراد المجتمع، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يد الله مع الجماعة وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يرتكض}.
- عند انتشار الإيمان، يتخلى الناس عن السلوكيات السلبية مثل الغش والكذب، ويعم الحب والصدق والتعاون، كما يتمسك الجميع بعدم انتهاك حرمات الله سبحانه وتعالى.
شاهد أيضًا:
وسائل الحفاظ على الإيمان
لحماية إيماننا، توجد العديد من الوسائل التي يمكن اتباعها، منها:
- اجتناب ما حرمه الله والعمل على التقرب إليه، كما في قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}.
- التمسك بسنة نبينا واتباع ما جاء به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ}.
- اختيار الأصدقاء الصالحين الذين يدعموننا في الطريق المستقيم ويبعدوننا عن المعاصي والشهوات، وهو ما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الإكثار من ذكر الله، فهو من أبرز وسائل الحفاظ على الإيمان، حيث قال الله تعالى: {الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس}.
بهذا نكون قد ختمنا مقالنا الذي تناولنا فيه أثر الإيمان في حياة الفرد وكيف يؤثر في تغيير سلوكياته، وأيضًا تأثيره على المجتمع ودوره في تعزيز الصلة بين الأفراد والتقليل من السلوكيات السيئة، كما تناولنا الوسائل التي يمكن اتباعها للحفاظ على الإيمان.