قصيدة بين حزني وحسن اليوسفي
يستعرض الشاعر ابن الساعاتي في قصيدته “بين حزني وحسن اليوسفي” عمق مشاعره وتناقضاتها:
بين حزني وحسن اليوسفي،
نسبٌ يضيء كالصباح، لا يترك للمشاعر مكاناً للغدر،
المقلة صبراً للمحب الوفي،
بابلي الجفون تهيم في غليلي،
تشتكي الضعيف من جور القوي،
أين المخلص المنفرد في أحزانه،
من ضاحكٍ يفرغ محنته، وشَجيٍ يُحسِن في مدح خياله.
غني الهوى رغم الفقر في المشاعر، فالعجب يجسد الغني في شكل الفقير،
فلا يُجيب النداء إلا باسم المروءة التي تُنادي هلال النبوة،
تأملنا كرم الجود وعلو المجد،
أما المجد الذي أشرقت به الأعين، فقد تجلى في السيرة الطاهرة،
وقفت أمامي آيات الهدى،
وفي ذالك الصباح أحتفل بذكر المعالي.
قصيدة هذا أنا
- في قصيدته “هذا أنا”، يعبر الشاعر نزار قباني عن هويته الداخلية:
لقد أدمنت أحزاني،
فأخاف أن يفقدني الحزن،
طعنت في أعماق نفسي مرات عديدة،
وكأن الألم يوجعني إذا لم أتعذب.
ولعنت بكل اللغات،
وأصبح يزعجني فقدان اللعنة …
لقد دُعيت على جدران قصائدي،
ووصيتي كانت ألا أُدفن.
أصبحت البلاد متشابهة،
فلا عين تراك هنا وهناك،
والنساء تتشابه في الوجوه.
شعري ليس عبثاً أو نزهةً،
لكني أكتب لأعرف من أكون.
يا سادتي،
أسافر في قطار دموعي،
هل يركب الشعراء إلا في قطارات الوجع؟
إنني أفكر في اختراع الماء،
لأن الشعر يحقق الأحلام المستحيلة.
حتى لو طلت الصحراء سوسنا،
وأفكر في اختراع الناي،
ليتنا نأكل من البسيط بعدي.
إذا استولوا على وطني في طفولتي،
فلقد تجعل من القصيدة مكانا لي.
يا سادتي،
السماء واسعة جداً،
لكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا،
لم يتركوا لنا شبراً.
لكنني قاتلت عصراً يمتلئ بالقبح،
وفتحت جرح قبيلتي المنسي.
أنا لست معنيا بالباعة المتجولين،
ولا بكتب البلاط.
عذراً إن أقلقتكم،
فأنا لا أحتاج للإعلان عن توبتي،
هذا أنا …
هذا أنا …
هذا أنا …
قصيدة ما زلت أسكب دمع عيني باكياً
يقول الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “ما زلت أسكب دمع عيني باكياً”:
ما زلت أسكب دمع عيني،
أنا الباكي على خالي الغائب،
حتى نظرت إلى الوجود بعين مفتوحة،
ذهب عنها الضباب وائتلاف الطيف،
رأيت العالم معدوم الشعور،
والكل يدخل في شراك الصيد،
يُصطاد بألسنٍ عاصفة.
هم المهددون ومنهم انفصلت الحياة،
وسيرث غبنا جيلاً يرتبط بالمال.
قصيدة بكيت ولكن بالدموع السخينة
يستعرض الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدته “بكيت ولكن بالدموع السخينة”:
بكيت ولكن بالدموع السخينة،
ولم ينقذني من ألمي شيء.
على الرجل الكامل الأخلاق والنسب،
أضحى بمثابة نور لكل محزون،
ما كان إلا زين العقل والفروسية،
فقد رحل عنا وهو أعظم كاتب،
فترك في القلوب عميق الحسرات.
أرأيت الأفعال، متى يجود علينا بمثلهم؟
لو كان مثلهم بيننا،
لاشتقنا ليوم وفاته،
فالله وحده يعلم كم سيفيدنا.
سلامٌ على مصر بأسيفها بعده،
فقد آودع فيها آمالاً كبيرة.
خطابة بلاد النيل، إنه مالك.
هل لك أن تلقي الخطاب حال ورود ذاك؟
فالأكباد تمزقت جراء الحزن،
فكيف لمن فقد فرط قربه؟
نداء مصر لك، يا خير راحل،
ويا أفضل من يرجى في الملمات.
عهدتك تمضي في دعوات الأمل،
فلم تخلف دعوة لأحد غيرك.
كأنك كنت ريانا بحيث العطش،
تلك الحكمة والأسى ملتزماً بأرضك.
فدافعت عن حريتنا كما تضحي بها السباع.
وقد أيقظت البلد من سبات بعد سبات،
وقمت برفع الحب نحو أبنائنا.
رفعت لواء الحق ومنحت الوطن قوة.
إن رسمت القلوب بحبك،
فإنك لم تخلق لغير الحُب.
أنم بسلام، وقد فرحت الأمة بك.
ناموا جميعاً وأنت يقظاً،
فالتاريخ سيبقي ذكراك خالدة.
كنت خير الناس في خير أمة،
بارك الله عليك من ألف تحية.
ومن تراب مصر لك ألف ألف تحية.