أبناء نبي الله نوح بعد الطوفان
أنجب نبي الله نوح -عليه السلام- أربعة أبناء، وهم: سام، وحام، ويافث، وكنعان (ويقال إن اسمه يام). ووفقاً لما ذكره العلماء، فإن الابن الذي لم يؤمن هو كنعان أو يام، وقد غرق في الطوفان الذي حل بالكافرين، بينما نجا ثلاثة من أبنائه. وقد جاء نسل البشرية من هؤلاء الأبناء الثلاثة. وفي هذا السياق، يؤكد العلماء أن جميع البشر بعد نوح -عليه السلام- هم من ذريته، كما جاء في قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ). وقد أوضح الطبري في تفصيل نسل نوح -عليه السلام- بعد الطوفان أن العرب والعجم يعودون إلى ذرية سام، بينما جاء الترك والصقالبة من ذرية يافث، وأهل السودان من ذرية حام.
الوعد بقرب إهلاك قوم نوح بالطوفان
أرسل الله -تعالى- نبيّه نوحاً إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده. وبعد أن طال أمد الدعوة ولم يلتف إلا قلة من المؤمنين، أخبر الله نبيّه نوح -عليه السلام- أن هلاكاً وشيكاً سيصيب الكافرين، وأمره بصناعة سفينة تنقله مع المؤمنين. إذ كان قد قرر الله أن يرسل طوفاناً يغرق الجميع. امتثل نبي الله لأمر ربه وعمل على بناء السفينة، والتي تطلبت منه وقتاً وجهداً لإتمامها. وقيل إنها كانت من ثلاثة أقسام: قسم للمؤمنين، وقسم للحيوانات والوحوش، وقسم علوي للطيور. وعندما جاء أمر الله، هطلت الأمطار بغزارة، وامتزجت في الأرض، مما أسفر عن غرق كل الكافرين الذين استهزأوا بنبي الله -عليه السلام-.
غرق الكافرين ونجاة المؤمنين
ظلّت سفينة نوح -عليه السلام- تبحر بسكانها لفترة بحسب ما أراد الله -تعالى-، حتى بدأت الأرض تشرب ماءها، وتوقفت السماء عن هطول المطر. وبعد ذلك استقرت السفينة، وغادر منها نبي الله والمؤمنون الذين كانوا معه. وبهذا، فقد غرق جميع من لم يؤمن بالطوفان، ونجا المؤمنون من هذا البلاء، مما مهد لعودة الحياة على الأرض من جديد.