أهلاً وسهلاً صباحاً أيها الربع
أهلاً وسهلاً صباحاً أيها الربع
وحدث حديث الركب إن شئت واصدق
وحدث بأن ذهبت لياليهم
كأنهم نحول من غيوم بلا ثقل
فقد جعلن أحمالاً واستقررن في أماكنهن
وخفتن من حوك العراق المزخرف
وفوق الأحمال هناك غزلٌ وجذوع
تضامخن بمسكٍ عطر وزنبق
فأتبعتهم بنظري وقد حال بيننا
غورابٌ من رمل فيه النعمة والشهد
على أثر حيٍ يسيرون بنيةٍ
فصاروا في العقيق أو في منعطفٍ متاكل
فآزرت نفسي حين رآهم بجساراتٍ
وعموني كباريو خيفق
إذا زُجرت ألفيتهم مشمعة
تتنوع بعذقٍ من غروس ابن معنق
تروح إذا راحت، متناثرة
بعد غيوم رائحة تُفرق
كأن بها هرًّا بعيدًا يجذبه على كل طريق
تحت يرفئي مع زوائد تنعق
تروح من أرض إلى أرض ينعت
تذكرةً لموسمٍ حول بيضٍ منقطِع
يجول بآفاق البلاد مغرباً
وتهبط به ريح الصبا حيث تشاء
وبيتٍ يحمل رائحة المسك في حجراته
بعيد عن الآفات وكل ما يميل
دخلت على بيضاء فيها عظامها
تختفي بذيل الدرع إذا جئت مودقي
وقد ركاد نجومها في أوساط الفضاء
ركود نوادي الربرب المتنار
وقد بدأت قبل الصباح بهيكلٍ
شديدُ شكاكة الجنب فعم المُنطق
بعثنا ربيئاً قبل ذلك يحمل
كذئب الغضَا يبذل الشقاء ويتقي
فظل كمثل الخشف يرفع رأسه
وسائره كمثل التراب المذقوق
وجاء خفيفًا يسفن الأرض ببطنه
ترى التراب منه لاصقًا كل ملصق
وقال: ألا هذا صوارٌ وعانةٌ
وهيط نعامة ترعى متفرقة
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نتحرك
إلى غصن بانٍ ناصرٍ لم يُحرق
نزاول حتى حملنا غلامنا
على ظهر ساطٍ كالجلد المموه
كأن غلامي إذ علا حال متنه
على ظهر بازٍ في السماء محلّق
رأى أرنبًا فانقضّ يهوي أمامه
إليها وجلاها بطرفٍ لعوب
فقلت: صوب فلا تجهده
فيضرك من أعلى القطاة فتتوزع
فأدبرن كالجُزع المفصلين بينهم
بجيد الغلام ذو القميص المدور
وأدركهن ثانياً من عنانه
كغيث العشي الأقهب المتنع
فصاد لنا عيراً وثوراً وخاضباً
عداءً ولم ينضح بماءٍ فيعرك
وظل غلامي يضجع الرمح حوله
لكل مبيتٍ أو لأحقبٍ سهوِق
وقام طوال الشخص إذا يلعبونه
قيام العزيز الفارسي المنطق
فقلنا: ألا قد كان صيدٌ لقانصٍ
فخبوا علينا كل ثوبٍ مزوق
وظل أصحابي يتمنون بنعمةٍ
يصفون غاراً باللكيك الموشق
ورحنا كأني من جؤاثي عشيةٍ
نعالي النعاج بين عدلٍ ومشنق
ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا
تصوب فيه العين طوراً ونرتقي
وأصبح زهلولاً يزل غلامنا
كقدح النضّي باليدين الموفقة
كأن دماء الهدايات بنحرهِ
عصارة حنّاء بشيبٍ متفرق
أهلاً وسهلاً صباحاً أيها الطلل البالي
أهلاً وسهلاً صباحاً أيها الطلل البالي
وهل يعمن من كان في العصور الخالية
وهل يعمن إلا سعيدٌ مخلدٌ
قليل الهموم ما يبيت بأوجاله
وهل يعمن من كان أحدث عهده
ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال
ديارٌ لسلمى عافياتٍ بذو خالٍ
ألحت عليها كل أسحم هطول
وتحسب سلمى لا تزال ترى طلا
من الوحش أو بيضاً بميثاء محلال
وتحسب سلمى لا نزال كعهدنا
بوادي الخزامة أو على رسٍ وعال
ليالي سلمى إذ تريك منصباً
وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
ألا زعمت بسبابة اليوم أنني
كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي
كذبت لقد أصبى على المرء عرسه
وأمنع عرسي أن يُزن بها الخالي
ويا رب يومٍ قد لهوت وليلةٍ
بأنيسةٍ كأنها خط تمثال
يعلم الفراش وجهها لضجيعها
كمصباح زيتٍ في قناديل ذبال
كأن على لباتها جمر مصطل
أصاب غضى جزلاً وكف بأجذال
وهبت له رياح بمختلف الصوا
صباً وشمال في منازل قفال
ومثلك بيضاء العوارض طفلةً
لعوبٌ تنسيني، إذا قمت، سربالي
إذا ما الضجيع ابتزها من ثيابها
تميل عليه هونةً غير مجبال
كحف النقا يمشي الوليدين فوقه
بما احتسبا من لين مس وتسهال
لطيفة طيّ الكشح غير مفاضةٍ
إذا انفتلت مرتجّةً غير مثقال
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها
بيثرِب أدنى دارها نظرٌ عالي
نظرت إلى النجوم كأنها
مصابيح رهبانٍ تشب لقفال
سَمُوَّ إليَ بعد ما نام أهلها
سُمُوَّ حباب الماء حالاً على حال
فقالت سباك الله إنك فاضحي
أَلَستَ ترى السُمّار والناس أحوالي
فقلت يمين الله أبرح قائداً
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
حلَفتُ لها بالله حلف فاجرٍ
لناموا فما إِن من حديثٍ ولا سال
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرتُ بغصنٍ ذي شماريخَ ميلة
وصِرنا إلى الحسنى ورقّ كلامنا
ورضتُ فذلت صعبةً أي ذلال
فأصبحت معشوقاً وأصبح بعلها
عليه القتام سيء الظن والبالي
يغُطُّ غطيطَ البكر شدّ خنقهُ
ليقتلني والمرء ليس بقتال
أَيَقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونةٌ زرقٌ كأنياب أغوال
وليس بذي رمحٍ فيطعنني به
وليس بذي سيفٍ وليس بنبّال
أَيَقتلني وقد شغفت فؤادها
كما شغف المهندة الرجل الطالي
وقد علمت سلمى وإن كان بعلها
بأن الفتى يهذي وليس بفعل
وماذا عليه إن ذكرت أوانسا
كغزلان رملٍ في محاريب أقيال
وبيت عذارى يوم دجن ولجتهُ
يطُفن بجُبّاءِ المرافق مكسال
ساباط البنان والعَرَانين والقَنا
لطاف الخصور في تمام وإكمال
نواعِم يُتبعن الهوى سُبُل الرَدى
يقلن لأهل الحلم ضلّ بتضلال
صرفت الهوى عنهُنّ من خشية الردى
ولست بمقليّ الخِلال ولا ذو قال
كَأني لم أركَب جواداً للذةٍ
ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال
ولم أسبإ الزق العوي وقلتُ
لخيلي كرّي كرّةً بعد اجفال
ولم أشهد الخيل المغيرة بالضحى
على هيكلٍ عبل الجزارين الجوال
سليم الشظى بعل الشوى شنَج النسا
لَهُ حجباتٌ مشرِفاتٌ على الفال
وصُمٌّ صلابٌ ما يقين مِنَ الوجه
كَأَنَّ مكانَ الردفِ منهُ على رألِ
وقد أَغتدي والطيرُ في وكناتها
لِغيثٍ من الوسمي رائدُهُ خالِ
تَحاماهُ أطرافُ الرماح تحامياً
وجاد عليه كل أسحم هطّال
بعجلزَةٍ قد أترزَ الجري لحمَها
كميةٍ كأنها هراوة منوال
ذعرتُ بها سرباً نقياً جلودُهُ
وأكرعهُ وشي البرود من الخال
كأن الصوار إذ تجهد عدوهُ
على جمز خيلٍ تجول بأجلال
فجال الصوار واتقين بقهرهبٍ
طويل الفرا والرَّوقِ أخنَسَ ذيّال
فعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ
وكان عداء الوحش مني على بال
كأني بفنخاءِ الجناحين لقوةٍ
صَيودٍ من العقوبان غطأت شمَالي
تخطّف خزّان الشوريّة بالضحى
وقد حجرَت منها ثعالب أورال
كأنّ قلوب الطير رطباً ويابساً
لدى وكرها العُنّاب والحشف البالي
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشةٍ
لكفاني ولم أطلب قليل من المال
ولكنما أسعى لمجدٍ مؤثلٍ
وقد يُدرِكُ المجدَ المؤثل أقراني
وما المرء ما دامت حشاشة نفسه
بمدرك أطراف الخطوب ولا آلي
أرانا موضعين لأمر غيب
أرانا موضعين لأمر غيب
ونُسحر بالطعام، وبالشراب
عصافيرٌ، وذبانٌ، ودودٌ،
وأجرأ مِن مُجَلِّحة الذئاب
فبعض اللوم عاذلتي فإني
ستكفيني التجارب وانتسابي
إلى عرق الأربع وشجت عروقي
وهذا الموت يسلبني شبابي
ونفسي، سوف يسلبها، وجُرمي،
فيلحقني وشيكًا بالتراب
ألم أنض موعد المطي بكل خرق
أمَقَ الطول، لمّاع السّراب
وأركب في اللهام المجر حتى
أنال مآكل القحام الرغاب
وكل مكارم الأخلاق صارت
إليه همتي، وبه اكتسابي
وقد طوّفت في الآفاق، حتى
رضيتُ من الغنيمة بالإياب
أبعد الحارث الملك ابن عمرو
وبعد الخير حجرٍ، ذي القباب
أرجى من صروف الدهر ليناً
ولم تغفل عن الصم الهضاب
وأعلم أنني، عمّا قريبٍ،
سأنشب في شبا ظفر وناب
كما لاقى أبي حجرٌ وجدّي
ولا أنسى قتيلًا بالكلاب
This rewritten version emphasizes clarity while retaining the meaning of the original text. It maintains the structure and form of the poem, making it suitable for search engines while enhancing professionalism in the language.