يوجد العديد من الأحاديث القدسية التي تعبر عن مفهوم الرضا، وسنقوم بتناولها بتفصيل، بالإضافة إلى شرح المفهوم الدقيق للحديث القدسي.
تعريف الحديث القدسي
توجد العديد من الأحاديث القدسية التي تترك أثرًا عميقًا في القلوب. ولكن قبل أن نتعمق في استعراضها، نستعرض أولاً تعريف الحديث القدسي كما يلي:
- تعرف الأحاديث القدسية بمصطلحات عدة منها “الحديث الرباني”.
- ويوجد مصطلح آخر يستخدم أيضًا وهو “الحديث الإلهي”.
- تعتبر هذه الأحاديث من الأنواع التي وردت عن الله تعالى على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- تحتل الأحاديث القدسية مكانة مرموقة تماثل مكانة القرآن الكريم.
- تحمل هذه الأحاديث معاني من عند الله سبحانه وتعالى، ولكنها تتحدث بلسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أحاديث قدسية مؤثرة في القلوب
هناك العديد من الأحاديث القدسية التي تلامس القلوب، لذا سنستعرض بعضًا منها فيما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم الأنبياء والشهداء”.
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله قال: من عاد لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافِل حتى أحبَّه”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرّاحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. الرّحم شجْنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إنّي ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقول تعالى: وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله، فإن تبتّم فهو خيرٌ لكم، وإن تولّيتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله”.
وفيما يلي نستعرض المزيد من الأحاديث القدسية المؤثرة في القلوب:
حديث “من عادى لي ولياً”
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله قال: من عادَى لي وليًا فقد آذنتُه بالحَرْب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه”.
- فإذا أحببتُه، كنت سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبْصر به، ويدَه التي يَبطِش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطيَنَّه، وإن إستعاذني لأعيذَنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن؛ يَكره الموت، وأنا أكره مساءته.
حديث “أنا عند ظن عبدي بي”
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتانِي يمشي أتيته هرولة”.
حديث “يا عبادي إني حرمت الظلم”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا عبادِي، إنّي حَرَمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلته بينكم محرّمًا، فلا تظالموا، يا عبادِي، كُلُّكم ضالّ إلا من هدَيْته، فاستَهْدُونِي أهدِكُم، يا عبادِي، كُلّكم جائع إلا مَن أطعمتُه، فاستطعِمُوني أُطعِمْكُم”.
- وأضاف: “يا عبادِي، كُلُّكم عارٍ إلا مَن كسوتُه، فاستكْسُونِي أكْسُكُم. يا عبادِي، إنّكُمْ تُخطِئون باللّيل والنّهار، وأنا أغفِرُ الذنوب جميعًا، فاستغفِرُواني أغفِرْ لَكُم”.
- “يا عبادِي، إنّكُمْ لن تبلُغُوا ضَريّ فتضُرّوني، ولن تبلُغُوا نفعِي فتنفعُونِي، يا عبادِي، لو أنَّ أوَّلكُم وآخِرَكُم وإنْسَكُم وجِنَّكُم، كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم، ما زادَ ذلكَ في ملكي شيئًا، يا عبادِي، لو أن أوَّلكُم وآخِرَكُم وإنْسَكُم وجِنَّكُم، كانوا على أفجر قلبٍ رجلٍ واحدٍ، ما نقص ذلكَ من ملكي شيئًا”.
- “يا عبادِي، لو أنَّ أوَّلكُم وآخِرَكُم وإنْسَكُم وجِنَّكُم، قامُوا في صعيدٍ واحدٍ فَسألُونِي، فأعطيتُ كُلَّ إنسانٍ مسألَته، ما نقص ذلك مما عندي إلّا كما ينقُصُ المخيَطُ إذا أُدخلَ البَحرَ. يا عبادِي، إنّما هي أعمالُكُمْ أُحصيها لَكُم، ثم أُوَفِّيكُم إياها، فمَن وجد خيرًا فليحمَد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه. وفي رواية: إنّي حرمتُ على نفسي الظلم وعلى عبادي، فلا تظالموا”.
حديث “يا ابن آدم مرضت فلم تعدني”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنه لو عدته لوجدتني عنده؟”.
- “يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب، وكيف أُطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعَمَكَ عبدّي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمتَهُ لوجدتَ ذلك عندي”.
- “يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب، كيف أُسقيكَ وأنت رب العالمين؟! قال: استسقاكَ عبدِي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيتَهُ وجدتَ ذلك عندي”.
التمييز بين الحديث القدسي والقرآن الكريم
على الرغم من أن القرآن الكريم والحديث القدسي كلاهما يأتيان من مصدر إلهي، إلا أن هناك فرقًا بينهما يتمثل فيما يلي:
- القرآن هو الألفاظ والمعاني التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، حيث لا يطرأ عليها أي تغيير.
- بينما الحديث القدسي هو ما يحمل معناه من الله، لكن الرسول هو من تَلفظ بها.
- القرآن يُتلى من قبل العباد باستمرار، بينما الحديث القدسي لا يُطلب منهم تلاوته.
- كذلك، يختلف الحديث القدسي عن القرآن الكريم من حيث عدم وجود شرط التواتر فيه؛ بينما يشترط التواتر في القرآن الكريم.
أحاديث قدسية تتحدث عن حب الله للعبد
هناك العديد من الأحاديث القدسية التي تؤكد محبة الله سبحانه وتعالى لعباده، ومن تلك الأحاديث:
- قال الله عز وجل: “إني لأجدني أستحيي من عبدي يرفع يديه يقول: يا رب، يا رب. فأردهما فتقول الملائكة: إلى هنا، إنه ليس أهلاً لتغفر له. فأقول: ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة، أشهدكم أني قد غفرت لعبدي”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي ويقول: يا رب. فتُحجب الملائكة صوته، فتكررها، يا رب. فتحجب الملائكة صوته ثلاث مرات، فيدعُو الرابع فيقول الله عز وجل: إلى متى تحجبون صوت عبدي عني؟ لبيك عبدي، لبيك عبدي، لبيك عبدي، لبيك عبدي”.
- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبَّه. فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله، ترددي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت، وأنا أكره مساءته”.
أحاديث قدسية عن الرضا
إن الرضا من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم، وقد وردت العديد من الأحاديث القدسية التي تشير إلى مفهوم الرضا، منها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أعلمك كلمة من تحت العرش من كنز من كنوز الجنة؟ تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقول الله عز وجل: أسلم عبدي واستسلم”.
- عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه”.