يسأل الكثيرون عن الموعد النهائي لإخراج زكاة الفطر، حرصًا على عدم تأخيرها عن فترة الإخراج المحددة، واتباعًا لتعاليم الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه الكريم. لذلك، يقدم هذا المقال معلومات شاملة عن موعد زكاة الفطر، مع الأدلة المستندة إلى السنة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى شروط وجوب الزكاة والحكمة من إخراجها.
موعد إخراج زكاة الفطر
الرأي الراجح هو أنه يُستحب إخراج زكاة الفطر في يوم العيد قبل أداء صلاة العيد، ويمكن إخراجها قبل هذا الموعد بيوم أو يومين. ولا يجوز تأخيرها بعد الصلاة، حيث لا تسقط obligations. الأدلة التالية تدعم ذلك:
- تجدر الإشارة إلى إخراجها يوم العيد، وذلك وفقًا لحديث ابن عمر رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بإخْرَاجِ زَكَاةِ الفِطْرِ، أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ” (صحيح مسلم).
- أما بالنسبة لجواز إخراجها قبل يوم أو يومين، فنستند إلى حديث ابن عمر رضي الله عنه: “وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ” (صحيح البخاري).
- وفيما يخص عدم جواز إخراجها بعد صلاة العيد، نستند إلى حديث ابن عباس رضي الله عنه: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ. من أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ، ومن أدَّاها بعدَ الصلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ” (أخرجه أبو داود وابن ماجه).
نقترح عليكم الاطلاع أيضًا على:
شروط وجوب زكاة الفطر
تتطلب زكاة الفطر ثلاثة شروط رئيسية، وهي كما يلي:
- الإسلام.
- الغنى، والذي يعني أن يكون لدى المسلم قوت يومه وقوت عائلته واحتياجاتهم الأساسية ليلة العيد.
- دخول وقت الوجوب، وهو غروب شمس آخر يوم من رمضان، مع إمكانية إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، لكن يُفضل أن تخرج في يوم العيد قبل الصلاة.
نوصي أيضًا بمراجعة:
الحكمة من إخراج زكاة الفطر
كل أمر يشرعه الله سبحانه وتعالى له حكمة، سواء كانت واضحة أو مخفية عن الإنسان. زكاة الفطر تُطهر الصائم وتُعيد له توازنه بعد أي نقص قد يحدث أثناء الصيام، كالكلمات الفاحشة أو الرفث، كما أنها تُغني الفقراء وتدخل الفرح إلى قلوبهم.
تُذكر زكاة الفطر المسلم بمسؤوليته في الإنفاق على أفراد عائلته، حيث يكون ملزمًا بدفع الزكاة عن نفسه وعائلته والأشخاص الذين يتولى نفقتهم. كما تعزز زكاة الفطر قيمة الالتزام بالمواعيد، إذ يجب إخراجها في الوقت المحدد وإلا تحولت إلى صدقة عادية، ولا تُعتبر حينها زكاة.
من الجدير بالذكر أن الزكاة لا تنقص المال بل تزيده وتطهره، وهي تعزز الألفة والمحبة بين المسلمين؛ لأن الغني يشارك فقره مع المحتاج، مما يُعزز التعاطف واللطف بين الناس، وتُذكرنا بالامتنان لله على نعمة الصيام، وكما أن الأداء الجيد لهذه الطاعة يستحق الأجر والثواب من الله تعالى. يُمكن اعتبار زكاة الفطر زكاة للجسد، حيث تُفرض على المجنون والصغير الذين لا يجب عليهم الصيام.
ختامًا، تم توضيح موعد إخراج زكاة الفطر والأدلة الدالة عليه من السنة النبوية، فضلاً عن شروط الوجوب والحكمة من الزكاة؛ ليكون القارئ على دراية كاملة بهذا الواجب العظي.