أبو البشرية
يُعتبر نبي الله آدم هو أبو البشرية، وهو أول مخلوق بشري خلقه الله -تعالى- بقدرته. في البداية، كان الله -تعالى- وحده، ثم بدأ بخلق العرش والملائكة والجنّ الصالح منهم وغير الصالح، بالإضافة إلى السماوات والأرض وكل ما تحويه. وبعد ذلك، أعلن الله -سبحانه وتعالى- للملائكة عن عزيمته في خلق خليفة له في الأرض، وهم البشر الذين سيصبح منهم الأنبياء والرسل والناس الصالحون الذين سيتبعون هدي الأنبياء. وقد استغربت الملائكة من هذا المخلوق الجديد، مشيرة إلى أن البشر قد يكونون مفسدين وسافكين للدماء. ولكن الله -سبحانه- كان لديه حكمة أخرى، إذ أراد أن يخلق من البشر مجموعة من العباد المخلصين الذين يتبعون شريعته وإرادته.
خلق آدم وحواء
أخذ الله -تعالى- قبضة من تراب، ثم مزجها بالماء، وصاغ منها جسد آدم -عليه السلام-، ونفخ فيه من روحه، فتحرك آدم كإنسان. ثم أعطى الله آدم القدرة على تعلم أسماء الأشياء، فتعلم أسماء الشجر والثمر والنبع وغيرها. وبعد ذلك، كرم الله -تعالى- آدم بأمر الملائكة بالسجود له سجود تكريمي، فاستجاب الملائكة جميعًا ماعدا إبليس، الذي رفض أن يسجد لأدم، ومن هنا أصبح إبليس خصمًا له.
كان مقام آدم -عليه السلام- في الجنة حيث يتمتع بما فيها، لكنه شعر بالوحدة وسط الصمت المطبق. لذا، خلق الله -تعالى- حواء لتكون زوجته، مما أضفى على الجنة مزيدًا من الألفة والأنس بينهما.
نزول آدم وحواء إلى الأرض
أراد الله -تعالى- أن يليّ نزول آدم وحواء إلى الأرض، فاختبرهما بتحريم أكل ثمار شجرة معينة. إلا أن آدم وزوجته غفلا عن ذلك الأمر وأكلا من الشجرة، مما أدى لنزولهما إلى الأرض لتحقيق مشيئة الله -تعالى-. عاش آدم في الأرض إلى أن توفي فيها، ولا يوجد دليل قاطع يشير إلى مكان دفن آدم -عليه السلام-، حيث يشير أهل العلم إلى أن قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الوحيد المؤكد موضعه، بينما ما يتعلق بمواقع قبور الأنبياء الآخرين هو محل نقاش ومختلف عليه.