تُعتبر الآيات القرآنية وسيلة فعّالة لتخفيف الهم والحزن والضيق، حيث يؤمن المؤمنون بأن القرآن الكريم يمثل شفاءً شاملًا لمختلف أنواع الأمراض، سواء كانت جسدية أو نفسية. في هذا المقال، نستعرض بعض الآيات المتعلقة بالهموم والأحزان والضيقات.
الهم والحزن والضيق من منظور الإسلام
- تُعتبر مشاعر الهم والحزن والضيق حالات نفسية قد تمر على جميع البشر، ولكن كيفية التعامل مع هذه المشاعر هي التي تحدد الفرق بين الأفراد.
- اتصف الإسلام بكونه دينًا عظيمًا لم يترك شيئًا يحتاجه الناس دون أن يقدم له حدودًا وعلاجًا. من بين هذه الأمور همومهم وأحزانهم وضغوطاتهم.
- حث الإسلام على تجنب الحزن بشكل عام، والنهي عن التفريط فيه في حالة المصائب بما يتسبب في الأذى للدين والدنيا.
- كما وضع الإسلام أدعية وآيات تُساعد المؤمن في تخطي أحزانه والرضا بمقدار الله.
يمكنك الاطلاع أيضًا على:
أضرار الهم والحزن والضيق
- تتسبب مشاعر الهم والحزن والضيق في أضرار عديدة، منها تهديد النفس دون داعٍ، مما يمكن أن يُفضي لعدم الرضا بقضاء الله.
- ووقع في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بلوم النفس الذي يؤدي إلى تفاقم الحزن، حيث قال: “لا تقولوا لو أني فعلت كذا وكذا! ولكن قولوا قدر الله وما شاء فعل”. (صحيح مسلم)
- تُعتبر مشاعر الحزن والضيق أيضًا إحدى أدوات الشيطان، إذ يسعى الشيطان لإدخال الحزن في قلوب المؤمنين ليقودهم نحو اليأس من رحمة الله. وقد قال تعالى: “إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا.” (المجادلة)
- يتسبب الحزن في تثبيط الهمم وإضعاف العزيمة، ويُعد من المسببات لأمراض القلب وضغط الدم وأمراض أخرى.
آيات النهي عن الهم والحزن والضيق
- جاء النهي عن الهم والحزن في عدة مواضع في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.” (آل عمران)
- كما ورد قوله مخاطبًا رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين.” (الحجر)
- وقوله: “واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون.” (النحل)
- أيضًا، عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة مع أبي بكر، قال: “لا تحزن إن الله معنا.” (التوبة)
- وعلى لسان عيسى عليه السلام، تم النهي عن الحزن موجهًا لأمه مريم: “فناداها من تحتها ألا تحزني.” (مريم)
- كذلك جاء النهي من الله لأم موسى عن الحزن حيث بشرها بعودة ابنها إليها: “ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك.” (القصص)
- ورُبط عدم الحزن بنعيم الجنة فقال تعالى: “ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.” (الأعراف)
- كما قال أهل الإيمان في الجنة: “وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور.” (فاطر)
أحاديث النهي عن الهم والحزن والضيق
- وصفت السنة النبوية الهم والحزن والضيق بالذم، وغالبًا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من هذه المشاعر.
- نُقل عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول كثيرًا: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال.” (صحيح البخاري)
- كما علم النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الدعاء حال الحزن والهم ليزول عنه قائلاً: “ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك… إلا ذهب الله همَّه وحزنه.” (مسند أحمد)
علاج الهم والحزن والضيق
- يبحث كثير من الناس عن طرق لعلاج الهم والحزن، ومن هذه الطرق العلاج العضوي، الذي يفيد عند ارتباط الحزن بمرض جسدي.
- ومع أن هذا الأمر قليل الحدوث، إلا أن غالبية أحوال الحزن والضيق تتعلق بالأسباب النفسية.
- يمكن أيضاً اللجوء للعلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي، لكن هذه العلاجات لن تؤتي ثمارها دون معرفة الله تعالى.
- تساعد معرفة الله تعالى الشخص على الرضا بقضائه وسيكون لديه آيات وأحاديث فتاكة لتجاوز آلامه بإذن الله تعالى.
اقرأ من هنا عن:
آيات قرآنية لتفريج الهم والحزن والضيق
- يعتبر العلاج بالقرآن وآيات الهم والحزن والضيق فعّالًا، كما ورد في قوله تعالى: “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين.” (الإسراء)
- من أشهر الآيات المساعدة، آيات السكينة التي تتضمن قوله تعالى: “قال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم.” (البقرة)
- يستكمل كذلك قوله تعالى: “ثم أنزل الله سكينته على رسولهم وعلى المؤمنين.” (التوبة)
- وَذَكَرَ اللّه عز وجل أيضًا: “إذ يَقُولُ لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.” (التوبة)
- كما يتمثل أن الآيات تشيع السكينة في النفوس وتعمل على تفريغ الهموم وتزيد من قوة توكل العبد على الله تعالى.
- وأيضًا، يُشجع الذكر بالله في أوقات الضيق حيث يصفه الله بأنه طمأنينة للقلب: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله.” (الرعد)
أدعية الهم والحزن والضيق
- توجد عدة أدعية في السنة النبوية تُعتبر وسيلة لصرف الهم والحزن، مثل دعاء ذي النون عندما دعا وهو في بطن الحوت: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.” (صحيح الترمذي).
- ومن الأدعية التي كان يدعو بها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في وقت الكرب: “لا إله إلا الله العظيم الحليم.” (صحيح البخاري).
- يجب على العبد أن يتضرع إلى الله عز وجل بالدعاء ويسأل الله التوفيق ويؤكد عدم ترك آداب الدعاء ليكون مستجابًا.
آيات عند الشعور بالاكتئاب أو الحزن
من الآيات الموصى بقراءتها عند الشعور بالحزن والاكتئاب:
- سورة الشرح: ﴿ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا﴾.
- سورة البقرة (آية 286): ﴿لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها﴾.
- سورة يوسف (آية 87): ﴿إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون﴾.
قراءة القرآن الكريم
تسهم قراءة القرآن الكريم في تهدئة النفس وتخفيف الهموم. يُستحب قراءة السور التي تضم آيات تحوي على الرضا والطمأنينة ومنها:
- سورة الفاتحة
- سورة يس
- سورة الكهف
- سورة البقرة
دعاء فك الكرب والهم والحزن
تشمل الأدعية التي قد تُستخدم لفك الكرب والهم:
- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند الكرب: “لا إله إلا الله العظيم الحليم.”
- دعاء لتفريج الهم: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن.”
وقت دعاء الفرج
أفضل الأوقات للدعاء تشمل:
- بعد الصلوات المكتوبة.
- في الثلث الأخير من الليل.
- بين الأذان والإقامة.
- في السجود.
- عند الإفطار في رمضان.
أيهما أفضل لفك الكرب… الصلاة على النبي أم الاستغفار؟
كل منهما له فوائد كبيرة:
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تُعتبر من أسباب تفريج الكرب وقد قال: “من صلى عليّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة.”
- الاستغفار يُعد من أفضل الأدعية لفك الكرب حيث يقول الله تعالى: ﴿فقل استغفروا ربكم إنه كان غفارًا﴾.
أدعية تريح القلب:
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
- يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله.
- اللهم اجعل لي من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.
السور التي تفرج الهم والكرب:
- سورة الشرح.
- سورة يس.
- سورة الأنبياء (خاصة الآية: ﴿وذا النون إذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فندى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾).
روشتة للتخلص من الهم والكرب والذنوب
- الالتزام بالصلاة في وقتها.
- قراءة الأذكار اليومية.
- الاستغفار والصلاة على النبي بشكل مستمر.
- قراءة القرآن الكريم بتدبر.
- الدعاء والتضرع إلى الله في الأوقات المستحبة.
- التحلي بالصبر واليقين برحمة الله وقدرته على تفريج الهموم.