أحكام الخطبة في الشريعة الإسلامية

أحكام الخِطبة في الإسلام

تُعرف الخِطبة بأنها عملية التعبير عن الرغبة في الزواج من امرأة معينة، وإخطار ولي أمرها بذلك. تتعلق هذه العملية بمجموعة من الأحكام والآداب الشرعية التي يجب مراعاتها، ومنها:

  • يحرم على المسلم أن يتقدم بخِطبة امرأة سبق أن أُجِيبَ طلب خاطب آخر، حتى وإن كان ذلك بالتعريض، بشرط أن يكون قد علم بذلك. ويعود سبب هذا التحريم إلى ما قد يترتب عليه من إفساد العلاقة بين الخاطبين وقد يؤدي إلى العداوة والبغضاء.
  • يُمنع المسلم من التصريح بخِطبة المرأة المعتدة من طلاق بائن، بينما يجوز له التعريض، كأن يقول “أتمنى أن يرزقني الله بزوجة صالحة”. ويعود سبب هذا المنع إلى الخوف من أن تسرع المرأة في إبلاغ الآخرين بانقضاء عدتها، مما يشجعها على الزواج. أما بالنسبة للمعتدة من طلاق رجعي، فلا يجوز التصريح أو التعريض بخطبتها، لأنها لا تزال متزوجة شرعاً.
  • إذا طُلب من المسلم تقديم رأيه بشأن خاطب أو مخطوبة، يجب عليه التعبير عن المحاسن والمساوئ، ولا يُعتبر ذلك غيبة محرمة بل يُعد نصيحة مشروعة.
  • تعتبر الخِطبة مجرد وعد بالزواج، وبالتالي يبقى كل من الخاطب والمخطوبة في حكم الأجنبي عن الآخر في الشريعة.

حكم النظر إلى المخطوبة

لا خلاف بين العلماء في جواز النظر إلى المرأة الأجنبية أثناء فترة الخطبة، حيث اعتبر بعض العلماء هذا الفعل سنة مستحبة. إلا أن هناك اختلاف حول ما يحق للخاطب النظر إليه من مخطوبته، وفيما يلي توضيح لآراء الفقهاء في هذا الشأن:

  • الرأي الأول: ذهب الإمام أحمد إلى جواز نظر الخاطب إلى وجه مخطوبته فقط.
  • الرأي الثاني: رأى جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية، وفي رواية عن أحمد، أنه يجوز للخاطب النظر إلى وجه المخطوبة وكفيها، سواء من الظاهر أو الباطن.
  • الرأي الثالث: أفتى الإمام أبو حنيفة بجواز نظر الخاطب إلى وجه المخطوبة وكفيها وقدميها.
  • الرأي الرابع: أشار الحنابلة إلى أن الخاطب يمكنه النظر إلى كل ما يظهر غالباً من مخطوبته.

أحكام وضوابط الكلام أثناء فترة الخطوبة

في حال كان الخاطبان في فترة الخطوبة ولم يتم عقد النكاح، فإنهما يعتبران أجنبيان عن بعضهما. لذا، لا يجوز لهما اللقاء إلا للضرورة مع وجود أحد محارم المرأة، ويحظر الخلوة والكلام بعبارات مغازلة. وإن أراد الخاطب والمخطوبة التحدث لمصلحة ما، يجب عليهما الالتزام بالضوابط التالية:

  • ألا يتجاوز حديثهما حاجتهما.
  • أن يلتزما بغض البصر.
  • ألا يكون هناك مصافحة أو تلامس جسدي.
  • يجب أن يخلو الحديث من أي مشاعر شهوة أو ريبة.
  • لا يجوز أن تتحدث المرأة بعبارات تخدش الحياء.
  • يجب أن تلتزم المرأة بالزي المحتشم والشرعي.
  • ينبغي عدم حدوث أي خلوة أثناء الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top