الله سبحانه وتعالى يحب الجمال ويُظهره في خلقه

تُعتبر مقولة “إن الله جميل يحب الجمال” تعبيرًا عميقًا، وهي مستندة إلى حديث نبوي شريف رواه الإمام مسلم وحظي بقبول واسع من علماء الحديث.

في هذا المقال، سنستكشف معنى هذا الحديث وتفسيره، وسنناقش أهميته، فتابعونا.

حديث إن الله جميل يحب الجمال

يتضمن هذا الحديث، الذي رواه الإمام مسلم، معاني عميقة تتعلق بصفات الله -سبحانه وتعالى- وسلوك الإنسان.

جاء هذا الحديث عن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إن الله جميل يحب الجمال”.

يفسر هذا الحديث أن الجمال manifest في كل شيء، بما في ذلك جمال الملابس وخلق الله وإبداعه في الكون ومخلوقاته.

الجمال الذي يحبه الله -عز وجل- يتجلى في شكرنا له على نعمه التي لا تُحصى.

كما أن الله -سبحانه وتعالى- يشمل كرمه على عباده بالزي وبما يجمل داخله.

فضل الجمال عند الله -عز وجل- يتجلى في الأقوال والأفعال؛ فهو يحب الكلام الطيب ويقدّر الأفعال الحسنة، وتلك الأفعال يجب أن تكون منطلقها طلب مرضاة الله -عز وجل-، ويتجنب الأفعال التي تغضب الله.

الجمال يجب أن يظهر في الأفعال، والأخلاق، والتصرفات، والمظهر، والطهارة، وكل جوانب حياتنا تحتاج إلى لمسة جمالية.

جمال الله في كل شيء

يمكننا رؤية إبداع الله -سبحانه وتعالى- في جميع مخلوقاته، سواء كانت بشرًا أو حيوانات أو نباتات أو حتى الصخور.
عندما تتأمل في إبداع الله في الكون، فإنك لا تستطيع إلا أن تقول: “سبحان الله”.
سبحان المبدع الذي إذا قال للشيء كن فيكون.
انظر إلى السماء وما تحمله من جمال ورحابة.
وانظر إلى جمال الشمس والإلهام الذي تحققه.
تأمل في القمر والنجوم التي تزين سماء الليل، وما أكثر جمال هذا المنظر.
انظر إلى الطيور وكيف أبدع الله في خلقها، وما أجمله من صنع، مثل العصافير وطائر الكناريا.
لا يستطيع أي مخلوق أن يبدع كما يبدع الله -سبحانه وتعالى- في مخلوقاته.
عندما تنظر إلى الجبال وترتيبها وألوانها المتنوعة، تجد من بينها الأبيض والأحمر وغيرها من الألوان.
امعان النظر في اللؤلؤ والمرجان في البحر وكيف أبدع الله فيهما.
تأمل جمال الأسماك بألوانها وأشكالها المختلفة.
انظر كيف شكل الله -سبحانه وتعالى- البحار والمحيطات ولونها ومظهر الأمواج الخلابة.
لا تنس منظر البحر عند شروق الشمس، فهو حقًا مشهد ساحر وجذاب.
كل ما خلقه الله -سبحانه وتعالى- يحمل لمسة جمالية لا يستطيع أي مخلوق محاكاة مثلها، ومع ذلك فإن الله جميل يحب الجمال.
هذا الحديث يعكس حقيقة مفادها أن الله -سبحانه وتعالى- خلق كل شيء بشكل جميل.

جمال الإنسان

يجب أن نتحدث عن جمال الإنسان بطريقة منفصلة، فخلق الله للأنبياء والرسل هو من أجمل ما يمكن.
سنسلط الضوء على جمال نبينا محمد الذي وُصِف بأنه ذو هيئة جميلة وكان دائم الحرص على النظافة.
روى الناس عن جمال سيدنا يوسف -عليه السلام- حتى أن النساء قصص أيديهن من شدة جماله.
لم تستطع امرأة العزيز مقاومة جمال يوسف، الذي كان يجمع بين الحسن وطيب الأخلاق.
كل هذا الجمال في خلق الله وخاصة في رسله وأنبيائه يبرز أن الله جميل يحب الجمال.
كما تناولنا في مقالات سابقة أهمية جمال المرأة واعتنائه بنفسها، حيث يشجع الدين الإسلامي على النظر في وجه المرأة.
عندما يريد الخاطب الذهاب لطلب يد امرأة، يجب عليه أن يراها، لأن ذلك حق له، وإذا لم يشعر بالراحة، يُعتبر هذا زواج غير مشروع.
لذا أباح لنا الإسلام أن ينظر الخاطب إلى وجه مخطوبته، وهذا يدل على أن جمالية الروح تحظى بتقدير عظيم.
علاوة على ذلك، الجمال لا يقتصر على ملامح الوجه بل يشمل جمال النفس والصفات والأخلاق الحميدة.

جمال الأخلاق

إن الله -سبحانه وتعالى- يحب الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة، مثل الصبر واللسان الطيب الذي يذكر الله.
عندما نتحدث عن الصبر، نذكر سيدنا يعقوب -عليه السلام- الذي عُرف بصبره الجميل، حيث كان يتحمل الآلام دون أن يُظهرها للناس.
كان يلجأ إلى الله -سبحانه وتعالى- ليتضرع إليه ويشتكي مما في قلبه؛ ولهذا أحبه الله.
كذلك، الله -سبحانه وتعالى- يحب الشخص الذي يتحلى بالصبر أمام الأذى والابتلاءات.
أيضًا، يحب الله -سبحانه وتعالى- اللسان الجميل، والذي ينبعث منه ذكر الله وأسمائه الحسنى، دون الذكر الذي يتصف بصفات السوء.
يحب الله -سبحانه وتعالى- من يتسم بالصفح والعفو عند المقدرة، وهذا يعد من الخصال الحميدة.
بكل تأكيد، الصفات الجميلة والأخلاق الفاضلة هي ما يُحبها الله -عز وجل-، إذ أن الله جميل يحب الجمال في كل شيء.

النساء والجمال

لم يهمل الدين الإسلامي موضوع جمال المرأة بل شرع لها أن تتزين وتجمل نفسها، ولكن وفقًا لبعض الضوابط.
سمح الدين الإسلامي للمرأة بالزينة ولكن في نطاق محارمها، وضرورة عدم كشف عورتها أمام الغرباء.
حثنا الدين الإسلامي على التزين وارتداء الملابس الجميلة ولكن دون تبرج أو ارتداء الملابس ذات الضوضاء.
هذه السلوكيات تحتم عدم اظهار الزينة أمام الآخرين، مثل أن تلتزم المرأة بلبس الخلخال أو ما يُعتبر من الزينة المحرمة.
كما أجاز ديننا الحنيف للمرأة استخدام العطور والاهتمام بنظافتها الشخصية.
الهندام يُعتبر جزءاً مهماً من الجمال؛ فقلم ظفرها وتنظيف شعرها هما من معالم الجمال.
حرم الله -سبحانه وتعالى- علينا الوشم والنماص.
بالإضافة إلى ذلك، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يستخدم الحناء لتغطية الشعر الأبيض، وهو ما يُعتبر من مظاهر جماله.
تكمن قيمة الجمال في كون الإسلام قد أوضح كل ما يتعلق به، من طريقة الاحتفاء بالنظافة، وهي من سمات الإيمان.
إذ قال رسول الله: “النظافة من الإيمان” مما يعني أنها صفة تعكس إيماننا بالله -سبحانه وتعالى-.
إن الله جميل يحب الجمال، لذا يُستحسن أن يكون الإنسان نظيفًا في جوهره، أخلاقه، وصفاته.
يجب أن يكون جسمك بصحة جيدة ورائحته عطرة، بالإضافة إلى ثيابك التي يجب أن تكون نظيفة ومعطرة.
وينبغي أيضًا أن تكون أحذيتك نظيفة، وألا تتعرض لملوثات، كما يجب أن يكون منزلك ومكان عملك في حالة نظافة دائمة.

يوم الجمعة وإن الله جميل يحب الجمال

من الأمور التي أوصى بها الله هي التزين والتعطر وارتداء الملابس الجميلة عند الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة، وهذا يشمل الرجال، مما يعكس أن الله جميل يحب الجمال.

العيد والجمال

من الأعراف المحببة في الأعياد الإسلامية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى هو أن يسعى الأب لشراء ملابس جديدة وجميلة لأبنائه.
يجب على المصلين ارتداء أفضل الملابس، ويفضل أن تكون جديدة، كما يُستحسَن التزين بأفضل العطور بالنسبة للرجال وتجميل المرأة في منزلها.
الملابس الجديدة تعكس مظاهر الاحتفال، مما يدل على حرص الله -سبحانه وتعالى- على الجمال.

لا تفوتوا هذا!