تتعدد مشاكل الحياة والظروف الاستثنائية التي قد يتعرض لها الفرد لتجعله يشك في كونه مسحورًا. لذا سنستعرض اليوم أبرز علامات ومواصفات الشخص المسحور، مما يساعد الأفراد في التعرف إن كان السحر يؤثر على حياتهم. يُعتبر السحر معروفًا بعلاماته، إذ قد يؤدي إلى اضطراب التفكير وتشتت الذهن على المدى الطويل.
هذا الموضوع لا يتعارض مع الإيمان بالله والقضاء والقدر، حيث يُعد اللجوء إلى الله هو الحل الأمثل لكل المشاكل، وهو الطريقة التي من خلالها يمكن للفرد العثور على الراحة. ومن المؤكد أن الدعاء له أثر عظيم في دفع البلاء.
تعريف السحر:
لنفهم معًا مفهوم السحر ونجيب على سؤال جوهري وهو: ما هو السحر؟ يجب علينا الاطلاع على آراء العلماء حول هذا الموضوع، حيث اختلفوا في آرائهم.
لا يوجد إجماع حاسم بين العلماء حول حقيقة وواقعية السحر. وهناك فريقان من العلماء يعبران عن موقفهما، وسنستعرض آرائهم فيما يلي:
الرأي الأول:
- يعتقد بعض العلماء أن السحر حقيقة مثبتة وله وجود فعلي في الواقع، ويجب الأخذ بهذا الرأي استنادًا إلى الآيات القرآنية.
قال الله سبحانه وتعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).
وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليس منَّا من تَطيرَ أو تُطيرَ له، أو تَكهَّن أو تُكهِّنَ له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقولُ فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم).
الرأي الثاني:
- يؤكد بعض المعتزلة والعلماء، مثل ابن حزم وأبو إسحاق من المذهب الشافعي، أن السحر ليس له أصل حقيقي، بل هو مجرد تمويه وتخييل، نوع من الحيل والشعوذة.
استند هؤلاء العلماء في رأيهم إلى آيات الكتاب الكريم، منها قول الله تعالى: (يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى)، حيث لم يُوضح تعالى أن الثعابين تسعى في الواقع.
كما جاء في قوله تعالى: (قالَ أَلقوا فَلَمّا أَلقَوا سَحَروا أَعيُنَ النّاسِ وَاستَرهَبوهُم)، مستدلين على أن السحر يعتمد على الإيحاء والتخييل وخداع الرؤية.
أهم علامات الشخص المسحور:
تشير بعض العلامات إلى أن الفرد قد يكون مسحورًا، ومن أبرز المواصفات التي تشير إلى ذلك، وفقًا لآراء أهل السنة والجماعة الذين يؤمنون بثبوته، ما يلي:
- تظهر على الشخص المسحور علامات البعد عن الله، حيث يفتقر للقيام بالعبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة.
- يشعر الشخص المسحور، أعاذنا الله، نفورًا من صلاة الله، وقد يتجنب الأعمال الصالحة، ويشعر بالخوف من ذكر الله.
- يعاني الشخص المسحور من تكرار الكوابيس والأحلام المخيفة، وهو أمر بارز خصوصًا أثناء نومه.
- تظهر أعراض جسدية مثل صداع مستمر وإرهاق دائم.
- قد يتغير لون بشرة الشخص المسحور، ويظهر عليه عدم التركيز.
علامات إضافية تشير إلى السحر:
- تتضمن العلامات غياب التركيز وضعف الانتباه، وتدهور ملحوظ في استيعاب الشخص للأحداث.
- يغلب على الشخص المسحور شعور بالقلق والتوتر، مع استعداد دائم للغضب وعدم الثبات النفسي.
- قد يظهر الشخص المسحور في التعاملات بشكل غير لائق، ويعاني من عدم اهتمام بمظهره الشخصي.
كيفية معرفة ما إذا كان الشخص مسحورًا:
للإجابة على سؤال كيفية معرفة ما إذا كان الشخص مسحورًا، علينا مراجعة الأعراض التي تم ذكرها سابقًا وملاحظة الشخص عن كثب. من الممكن أيضًا ملاحظة بعض التغيرات النفسية مثل فقدان الرغبة في العمل، والشعور بالتعب المستمر.
نصائح للوقاية من السحر:
إليكم بعض النصائح المهمة للوقاية من السحر، والتي تعتبر عادات سليمة لكل مسلم:
- ضرورة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
- الإيمان القوي بأن الله هو المدبر لكل شيء.
- تحلّي المسلم بالذكر الدائم لله في كل الأوقات.
- الحرص على قراءة آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة، والمعوذتين بانتظام.
في ختام حديثنا عن أبرز علامات ومواصفات الشخص المسحور، وبعد تقديم نصائح حول كيفية الوقاية، نتمنى أن تكون المعلومات قد نالت إعجابكم وأفادتكم.