أبرز الروايات التاريخية المصرية
يعتبر الأدب المصري من المصادر الهامة للأدب العربي في جميع جوانبه، وخاصة في مجال الرواية، وتحديدًا الرواية التاريخية. فيما يأتي عرض لأهم الرويات التاريخية التي أُنتِجت في مصر.
أحمس: بطل الاستقلال
تدور أحداث رواية “أحمس: بطل الاستقلال” للكاتب المصري عبد الحميد جودة السحار حول الحضارة المصرية القديمة. رغم تعرض الرواية لبعض الانتقادات بسبب تناقضها مع أحداث تاريخية محددة، إلا أنها تُعتبر من الروايات الرائدة التي تسلط الضوء على الكفاح ضد الهكسوس.
تتناول الرواية قصة أحمس الأول، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز ملوك مصر القديمة ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة. كان أحمس ابنًا لعائلة ملكية في طيبة، وفي زمان والده أو جده، اندلعت ثورة في طيبة ضد الهكسوس، الذين حكموا مصر السفلى. وعند بلوغه سن السابعة، قُتل والده، وتولى أخوه العرش لفترة قصيرة قبل أن يتوفى لأسباب غير معروفة.
بعد وفاة أخيه، أصبح أحمس الأول ملكًا، وأُطلق عليه لقب “سيد القوة رع”. خلال فترة حكمه، قضى على هجوم الهكسوس وطردهم من منطقة الدلتا، مما أعاد لطيبة سيادتها على بقية أراضي مصر. كما عمل على تنظيم إدارة البلاد، وإنشاء المحاجر والمناجم والطرق التجارية الجديدة، وغيرها من المشاريع الكبرى. وضعت فترة حكم أحمس الأسس لعصر الدولة الحديثة، والتي شهدت ذروة ازدهار الدولة المصرية.
ثلاثية مصر القديمة: عبث الأقدار – رادوبيس – كفاح طيبة
تُعتبر “ثلاثية مصر القديمة” للأديب العالمي نجيب محفوظ من أبرز الروايات التاريخية في الأدب المصري. كانت رواية “عبث الأقدار” أو “عجائب الأقدار” أولى روايات محفوظ، والتي صدرت عام 1939، حيث تتناول واحدة من أزهى العصور المصرية، وهو عصر بناء الأهرامات الأيقونية، لا سيما هرم خوفو. تصور الرواية الصراع بين الملك والأسرة الخامسة التاليّة له.
بينما صدرت رواية “رادوبيس” في عام 1943، وقد استندت إلى أسطورة مصرية قديمة تم ذكرها من قبل المؤرخ اليوناني سترابو، والوصول للأدب العالمي تحت مسمى “سندريلا”. تستعرض الرواية الصراع السياسي الذي ميز تلك الحقبة التاريخية.
تدور أحداث “رادوبيس” حول فتاة يونانية تم اختطافها من قبل القراصنة، بيعت لرجل ثري، ثم انتقلت ملكيتها إلى تاجر يوناني في مصر الذي عاملها كابنته. تسرد القصة كيف سرق نسر صندلها أثناء استحمامها، ليحلق به إلى فرعون مصر أماسيس، الذي وجدها بعد أن بحث عن صاحبة الصندل. تشهد الرواية أحداثًا مأساوية تتضمن الغدر والخيانة، ما يؤدي في النهاية إلى مقتل الملك، فتقرر رادوبيس إنهاء حياتها بالسم.
تُعتبر الرواية الأخيرة في الثلاثية “كفاح طيبة” الأشد شهرة، حيث صدرت في عام 1944، وتتناول فترة احتلال الهكسوس لمصر والمقاومة الشعبية التي قادها أحمس. تجمع الرواية بين أحداث تاريخية وبطولة إنسانية، إضافةً إلى قصة حب رومانسية.
العائش في الحقيقة
تمثل رواية “العائش في الحقيقة” واحدة من أبرز أعمال الكاتب المصري نجيب محفوظ، حيث تناول فيها حياة الملك الفرعوني “إخناتون” وزوجته “نفرتيتي”، منذ طفولتهما وحتى وفاتهما. تركز الرواية بشكل خاص على فلسفة “إخناتون” الدينية وتمرده على الآلهة التقليدية في عصره وصرخه في مواجهة كهنة أمون، مروجًا لعبادة إله واحد وإيمانه بأنه خالق الكون. كما تقوم الرواية بتوثيق جهوده في نشر هذه الدعوة بين الناس في إمبراطوريته.
أرض الإله
تروي “أرض الإله” رواية تاريخية للكاتب أحمد مراد، تتناول أحداث فترة حكم الملك “بطليموس الثاني”. تبدأ القصة بكاهن صغير يدعى “كاي” الذي يكتشف مقتل الكاهن الأعظم، تاركًا وراءه رسالة تُساعد “كاي” في البحث عن القاتل. يصل خبر الجريمة إلى الملك، الذي يُرسل موفدين للتحقيق في الأمر، لتنكشف في ما بعد علاقة الملك بمقتل الكاهن الأعظم.
ثلاثية غرناطة
تتناول “ثلاثية غرناطة” للكاتبة المصرية رضوى عاشور حياة عائلة أندلسية تعيش في غرناطة بعد سقوط باقي الممالك الإسلامية في الأندلس في أواخر القرن الخامس عشر. تُبرز الرواية تفاصيل الحياة التي عاشها المسلمون في غرناطة تحت حصار القشتاليين بعد تسليم أبو عبد الله الصغير المدينة لهم، وتوثق محاولاتهم للحفاظ على دينهم وهويتهم حتى جاءت اللحظة التي تم فيها ترحيلهم إلى المغرب العربي.