عقوق الوالدين
يتسم ديننا الحنيف بالخير والبر والإخلاص، فقد أوصى الإسلام بالآباء واعتبر عقوقهم من أعظم الكبائر. يحرم الإسلام قطيعة الوالدين أو إلحاق الأذى بهما، كما أن إدخال الحزن إلى قلوبهما يعد أمرًا مذمومًا. يعتبر العقوق من المحرمات الشرعية، حيث يعرض الشخص نفسه لدعاء والديه عليه، وهو دعاء مستجاب. فضلاً عن ذلك، يتعرض العاق للعقاب في الدنيا والآخرة، ويتوعد بعقوق أولاده له.
أحاديث عن عقوق الوالدين
جاءت العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن عقوق الوالدين، ومن بينها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة منّانٌ، ولا عاقٌ، ولا مُدمِنُ خمرٍ، ولا ولدُ زِنًى.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خلق الله الخلق، فلما فرغ قامَتِ الرحم، فأخذت بحقوى الرحمن، فقالَ لها: مَهْ، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذاك. وقال أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من لعَن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غيّر منار الأرض.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئتَ فأضع ذلك الباب أو احفظه.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده.”
- رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر، أو سُئل عن الكبائر فقال: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا البغي، وعقوق الوالدين، أو قطيعة الرحم، تعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت.”
أحاديث عن بر الوالدين
توجد العديد من الأحاديث النبوية التي تبرز أهمية بر الوالدين وفضل ذلك، ومنها:
- جاء رجل يُدعى جاهمة، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا رسول الله، إني كنتُ أردتُ الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.” فقال: “ويحك، أحيَّةٌ أمُك؟” قلت: “نعم.” قال: “ارجع فبرها.” ثم أتيته من الجهة الأخرى، فقلت: “يا رسول الله، إني كنتُ أردتُ الجهاد…” فقال: “ويحك، أحيَّةٌ أمُك؟” قلت: “نعم.” قال: “ويحك الزم رجلها، فهناك الجنة.”
- سأل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟” قال: “الصلاة لوقتها.” فقلت: “ثم أي؟” قال: “ثم بر الوالدين.” ثم قلت: “ثم أي؟” قال: “الجهاد في سبيل الله عز وجل، ولو استزدته لزادني.”
- سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟” قال: “أمك.” قال: “ثم من؟” قال: “ثم أمك.” قال: “ثم من؟” قال: “ثم أمك.” قال: “ثم من؟” قال: “ثم أبوك.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف.” قيل: “من؟ يا رسول الله.” قال: “من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة.”
- جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستأذنه في الجهاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحيٌ والداك؟” قال: “نعم.” قال: “ففيهما فاجهد.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما.”