أروع قصيدة للشاعر نزار قباني

ينتمي نزار قباني إلى مدرسة المجددين المعروفة بشعر التفعيلة أو الشعر الحر. في هذا المقال، نقدم لك أجمل القصائد التي كتبها الشاعر نزار قباني في مواضيع متنوعة.

أروع قصائد نزار قباني

تألق نزار قباني في العديد من القصائد، لكن أبرزها كانت تلك المتعلقة بالمرأة والحب والرومانسية. وهنا نستعرض بعضاً من أجمل قصائده عن الحب:

قصيدة خمس دقائق

اجلسي خمس دقائق.

لا يريد الشعر أن يسقط كالدرويش.

في الغيبوبة الكبرى.

سوى خمس دقائق..

لا يريد الشعر أن يثقب لحم الورقة العارية.

سوى خمس دقائق.

فاعشقيني لدقائق..

واختفي عن ناظري بعد دقائق.

لست بحاجة إلى أكثر من علبة كبريتٍ.

لإضرام ملايين الحرائق.

إن أقوى قصص الحب التي أعرفها.

لم تدم أكثر من خمس دقائق…

قصيدة حبيبتي والمطر

أخاف أن تمطر الدّنيا ولست معي.

منذ رحيلك، أصبحت أعاني من عقدة المطر.

كان الشتاء يغطي جسدي بمعطفه.

ولا أفكر في بردٍ أو ضجر.

كانت الرياح تعوي خلف نافذتي، فتهمسين لي.

ها هنا شعري، والآن أجلس.

تجلدني الأمطار على ذراعي ووجهي.

على ظهري، فمن يدافع عنّي يا مسافرة.

مثل اليمامة بين العين والبصر.

كيف أمحوك من ذاكرتي.

وأنت في القلب مثل النقش في الحجر.

أنا أحبّك، يا من تسكنين دمي.

إن كنت في الصين أو في القمر.

قصيدة أنا والنساء

أريد الذهاب..

إلى زمنٍ سابقٍ لمجيء النساء..

إلى زمنٍ غابرٍ لم يعرف البكاء.

فلا فيه ألمح وجه امرأة..

ولا فيه أسمع صوت امرأة..

ولا فيه أعلق نفسي بثدي امرأة..

ولا فيه ألعق كالقطة ركبتي أي امرأة…

أريد الخروج من البئر حياً..

كي لا أموت بضربة نهد…

وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..

تحت العيون الكبيرة.

تحت الشفاه الغليظة.

تحت رنين الحلى وجلود الفراء.

أريد الخروج من الثقب.

كي أتنفس بعض الهواء..

قصيدة حب بلا حدود

يا سيدتي:

كنتِ أهم امرأة في تاريخي.

قبل رحيل العام.

أنتِ الآن.. أهم امرأة

بعد ميلاد هذا العام..

أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات والأيام.

أنت امرأةٌ..

صُنعت من فاكهة الشعر..

ومن ذهب الأحلام..

أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوام..

يا سيدتي:

يا المغزولة من قطن وغمام.

يا أمطاراً من ياقوتٍ..

يا أنهاراً من نهوندٍ..

يا غابات رخام..

يا من تسبحين كالأسماك بماء القلب..

وتسكنين في العينين كسرب حمام.

لن يتغير شيءٌ في عواطفي..

في إحساسي..

في وجداني.. في إيماني..

سأظل على ديني، الإسلام..

يا سيدتي:

لا تهتمي لمرور الوقت وأسماء السنوات.

أنت امرأة ستبقى امرأة.. في كل الأوقات.

سأحبك..

عند دخول القرن الواحد والعشرين..

وعند دخول القرن الخامس والعشرين..

وعند دخول القرن التاسع والعشرين..

وسأحبك..

حين تجف مياه البحر..

وتحترق الغابات..

أروع قصيدة لنزار قباني مكتوبة

كتب الشاعر نزار قباني العديد من القصائد والدواوين الرائعة. وعندما فقد والده، كتب قصيدة تحمل الكثير من المشاعر الحزينة. إليكم واحدة من أجمل قصائده المكتوبة:

قصيدة أبي

أمات أبوك؟

ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.

ففي البيت منه.

روائح رب وذكرى نبي.

هنا ركنه.. تلك أشياؤه.

تفتق عن ألف غصنٍ صبي.

جريدته، تبغه، متكاه.

كأن أبي – بعد – لم يذهب.

وصحن الرماد.. وفنجانه.

على حاله.. بعد لم يشرب.

ونظارتاه.. أيسلو الزجاج.

عيوناً أشف من المغرب؟

بقاياه، في الحجرات الواسعة.

بقايا النور على الملعب.

أجول الزوايا عليه، فحيث.

أمر.. أمر على معشب.

أشد يديه.. أميل عليه.

أصلي على صدره المتعب.

أبي.. لم يزل بيننا، والحديث.

حديث الكؤوس على المشرب.

يسامرنا.. فالدوالي الحبلى.

تتوالد من ثغره الطيب..

أبي خبراً كان من جنةٍ.

ومعنى من الأرحب الأرحب..

وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم.

فهل يذكر الشرق عيني أبي؟

بذاكرة الصيف من والدي.

كرومٌ، وذاكرة الكوكب.

قصيدة خمس رسائل إلى أمي

صباح الخير يا حلوة..

صباح الخير يا قدّيسي الحلوة.

مضى عامان يا أمي.

على الولد الذي أبحر.

برحلته الخرافية.

وخبأ في حقائبه.

صباح بلاده الأخضر.

وأنجمها، وأنهُرها، وكل شقيقها الأحمر.

وخبأ في ملابسه.

طرابين من النعناع والزعتر.

وليلكة دمشقية..

أنا وحدي..

دخان سجائري يضجر.

ومنّي مقعدي يضجر.

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّش –بعد- عن بيدر.

عرفت نساء أوروبا..

عرفت عواطف الإسمنت والخشب.

عرفت حضارة التعب..

وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر.

ولم أعثر..

على امرأة تمشط شعري الأشقر.

وتحمل في حقيبتها..

إليَّ عرائس السكر.

وتكسوني إذا أعرى.

وتنشلني إذا أعثَر.

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولد الذي أبحر.

ولا زالت بخاطره.

تعيش عروسة السكر.

فكيف.. فكيفَ يا أمي.

غدوت أباً..

ولم أكبر؟

صباح الخير من مدريد.

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاه..

تلك الطفلة الطفلة.

فقد كانت أحب حبيبة لأبي..

يدلّلها كطفلته.

ويدعوها إلى فنجان قهوته.

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمته..

ومات أبي.

ولا زالت تعيش بحلم عودته.

وتبحث عنه في أرجاء غرفته.

وتسأل عن عباءته.

وتسأل عن جريدته.

وتسأل –حين يأتي الصيف.

عن فيروز عينيه.

لتنثر فوق كفيه.

دنانيراً من الذهب.

سلامات.

سلامات.

إلى بيت سقانا الحب والرحمة.

إلى أزهارك البيضاء.. فرحة “ساحة النجمة”.

أجمل قصيدة لنزار قباني عن الفراق

كتب نزار قباني العديد من القصائد التي تعبر عن وجع الفراق وألم القلب، ومن أكثر قصائد الفراق العاطفية التي كتبها بعد وفاة حبيبته بلقيس في حادث تفجيري، إليكم واحدة من أروع قصائده عن الفراق:

  • بلقيس كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل.

بلقيس… كانت أطول النخلات في أرض العراق.

كانت إذا مشت ترافقها طواويس وتتبعها أيائل.

بلقيس يا وجعي، ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل.

هل يا ترى من بعد شعرك سوف ترتفع السنبلة؟

يا نينوى الخضراء، يا غجريتي الشقراء.

يا أمواج دجلة تلبس في الربيع بساقها أحلى الخلاخيل.

قتلوكِ يا بلقيس؛ أية أمة عربية تلك التي تاغتال أصوات البلابل؟

أين السموأل؟ والمُهلْهل؟ والغطاريف الأوائل؟

فقبائل أكلت قبائل، وثعالب قتلت ثعالب، وعناكب قتلت عناكب.

قسماً بعينيك اللتين إليهما تأوي ملايين الكواكب.

سأقول يا قمر عن العرب العجائب.

فهل البطولة كذبة عربية؟ أم مثلنا التاريخ كاذب؟

  • بلقيس، يا عصفورتي الأحلى، ويا أيقونتي الأغلى.

ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية.

أتُرى ظلمتكِ إذ نقلتكِ ذات يوم من ضفاف الأعظمية؟

بيروت تقتل كل يوم واحداً منا، وتبحث كل يوم عن ضحية.

والموت في فنجان قهوتنا وفي مفتاح شقتنا، وفي أزهار شرفتنا.

وفي ورق الجرائد، والحروف الأبجدية.

ها نحن يا بلقيس ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية.

ها نحن ندخل في التوحش، والتخلف، والبشاعة، والوضاعة.

ندخل مرة أخرى عصور البربرية.

حيث الكتابة رحلة بين الشظية والشظية.

حيث اغتيال فراشة في حقلها صار القضية.

  • شكراً لكم… شكراً لكم، فحبيبتي قتلت.

وصار بوسعكم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة.

وقصيدتي اغتيلت، وهل من أمة في الأرض إلا نحن تغتال القصيدة؟

بلقيس كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل.

بلقيس… كانت أطول النخلات في أرض العراق.

كانت إذا تمشي ترافقها طواويس وتتبعها أيائل.

بلقيس يا وجعي، ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل.

هل يا ترى من بعد شعرك سوف ترتفع السنبلة؟

يا نينوى الخضراء، يا غجريتي الشقراء.

يا أمواج دجلة تلبس في الربيع بأحلى الخلاخيل.

قتلوكِ يا بلقيس؛ أية أمة عربية تلك التي تغتال أصوات البلابل؟

أين السموأل؟ والمُهلـه؟ والغطاريف الأوائل؟

فقبائل أكلت قبائل، وثعالب قتلت ثعالب، وعناكب قتلت عناكب.

قسماً بعينيك اللتين إليهما تأوي ملايين الكواكب.

سأقول يا قمر عن العرب العجائب.

فهل البطولة كذبة عربية؟ أم مثلنا التاريخ كاذب؟

قصيدة لنزار قباني عن الوطن

كتب الشاعر الكبير نزار قباني العديد من القصائد التي تتحدث عن الوطن وتطالب بتحريره. وكان يعتقد أن الوطن يشبه المرأة كثيراً، مثلما كتب قصائده حول تحرير المرأة. هنا نستعرض إحدى أجمل قصائده عن الوطن:

قصيدة متى يعلنون وفاة العرب

أحاول منذ الطفولة رسم بلاد.

تسمى – مجازا – بلاد العرب.

تسامحني إن كسرت زجاج القمر.

وتشكرني إن كتبت قصيدة حب.

وتسمح لي أن أمارس فعل الهوى.

ككل العصافير فوق الشجر.

أحاول رسم بلاد.

تعلميني كيف أكون على مستوى العشق دوماً.

فأفرش تحتكِ، صيفاً، عباءة حبي.

وأعصر ثوبك عند هطول المطر.

أحاول رسم بلاد.

لها برلمان من الياسمين.

وشعب رقيق من الياسمين.

تنام حمائمها فوق رأسي.

وتبكي مآذنها في عيوني.

أحاول رسم بلادٍ تكون صديقة شعري.

ولا تتدخل بيني وبين ظنوني.

ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني.

أحاول رسم بلاد.

تكافئني إن كتبت قصيدة شعر.

وتصفح عني، إذا فاض نهر جنوني.

قصيدة هوامش على دفتر النكسة

يا وطني الحزين.

حوّلتني بلحظة.

من شاعر يكتب الحب والحنين.

لشاعر يكتب بالسكين.

لأن ما نحسّه أكبر من أوراقنا.

لا بد أن نخجل من أشعارنا.

إذا خسرنا الحرب، فلا غرابة.

لأننا ندخلها.

بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة.

بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة.

لأننا ندخلها.

بمنطق الطبلة والربابة.

السر في مأساتنا.

صرخاتنا أضخم من أصواتنا.

وسيفنا أطول من قاماتنا.

خلاصة القضية.

توجز في عبارة.

لقد لبسنا قشرة الحضارة.

والروح جاهلية.

بالنّاي والمزمار.

لا يحدث انتصار.

ما دخل اليهود من حدودنا.

وإنما.

تسرّبوا كنمل من عيوبنا.

جلودنا ميتة الإحساس.

أرواحنا تشكو من الإفلاس.

أيامنا تدور بين الزار، والشطرنج، والنعاس.

هل نحن “خير أمة قد أخرجت للناس”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top