أبيات لزهير بن أبي سلمى
- يقول زهير:
ومَن لم يحسن القيام بأمورٍ كثيرةٍ
يُؤذَى بأنيابٍ ويُعانَق بمَنسَمِ
ومَن يضع المعروف بعيدًا عن عِرضه
يفرغ ومَن لا يتقِ الشتم يُشتَمِ
ومَن كان ذا فضلٍ يُبخل بفَضله
على قومه يُستغنى عنه ويُذمَمِ
ومَن يوفِ لا يُذمَم، ومَن يُهد قلبه
إلى مُطمئن البر لا يتجمجمِ
ومَن خاف أسبابَ المنايا ينلْنَهُ
وإن يُرقَ أسباب السماءِ بسُلَّمِ
ومَن يجعل المعروف في غير أهله
يكن حمده ذمًا عليه ويَندمِ
ومَن يعص أطرافَ الزجاج فإنه
يُطيع العوالي رُكِبتْ كل لهذَمِ
ومَن لم يذب عن حوضه بسلاحه
يُهدم، ومَن لا يظلِم الناس يُظلَمِ
ومَن يَغترِب يحسب عدوًّا صديقَه
ومَن لا يُكرم نفسه لا يُكرمِ
ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ
وإن خالها تخفى على الناس تُعلَمِ
وكائن تَرَى من صامتٍ لك مُعجِبٍ
زيادته أو نقصه في التكلُّمِ
لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادهُ
فلم يبقَ إلا صورةُ اللحمِ والدمِ
- ويقول أيضًا:
أَبيتُ فلا أَهجو الصديقَ ومَن يبيع
بعرض أبيه في المعاشر يُنفِقِ
ومَن لا يُقدّم رِجلَه مُطمئِنةً
فَيُثبِتَها في مُستوى الأرض تَزلِقِ
أكُفُّ لساني عن صديقي وإن أَجَأ
إليه فإنّي عارِقٌ كلَّ مَعرَقِ
برجمٍ كَوَقعِ الهندواني أخلص ال
صياقلُ مِن حَصيرٍ ورونقِ
إذا ما دنا من الضريبة لم يَخِم
يُقطِعُ أوصالَ الرجال وينتقي
تطيحُ أكُفُّ القومِ فيها كأنما
تطيحُ بها في الرَوع عيدانُ بَروَقِ
وفي الحلم إدهانٌ وفي العفو دُربَةٌ
وفي الصِدقِ منجاةٌ من الشر فَاِصدُقِ
ومَن يلتَمِس حُسنَ الثناءِ بمالهِ
يَصُن عِرضهُ من كل شنعاء موبِقِ
ومَن لا يَصُن قبل النوافِذِ عِرضهُ
فَيُحرِزَهُ يُعرَر به ويُخَرَّقِ
أبيات لطرفة بن العبد
- يقول طرفة:
الخيرُ خيرٌ وإن طال الزمانُ به
والشرُّ أخبثُ ما أوعيتَ من زادِ
- ويقول أيضًا:
قد يبعَث الأمرَ العظيمَ صغيرُهُ،
حتى تظل له الدماءُ تَصَبَّبُ
والظلمُ فرَّق بين حبيْ وائلٍ:
بكرٌ تُساقيها المنايا تَغلبُ
قد يُورد الظلمُ المبينُ آجناً
ملحاً، يُخالط بالذعاف ويُقشَبُ
وقِرافُ من لا يستفيقُ دعارةً
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
والإثم داءٌ ليس يُرجى بُرؤُهُ
والبر بُرءٌ ليس فيه مَعْطَبُ
والصدقُ يألفه الكريمُ المرتجى
والكذبُ يألفه الدَّنئُ الأَخيَبُ
ولقد بدا لي أنه سيغولني
ما غالی “عاداً” والقرون فاشعَبوا
أدّوا الحقوق تَفِرْ لكم أعراضُكم
إن الكريم إذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ
- ويقول أيضًا:
إذا شاء يوماً قاده بزِمَامه،
ومن يكُ في حبلِ المنيَّة ينقدِ
إذا أنت لم تنفَع بودّكَ قُربَةً،
ولم تنكَ بالبؤساء عدوَّكَ فابعدِ
أرى الموتَ لا يُرعى على ذي قرابةٍ
وإن كان في الدنيا عزيزاً بمقعَدِ
ولا خير في خيرٍ ترى الشر دونَهُ
ولا قائلٍ يأتِيكَ بعدَ التّلَدُّد
لَعَمرك! ما الأيامُ إلا مُعارَةٌ،
فما استطعتَ من معروفِها فتزوّدِ
عن المرءِ لا تسأل وسَل عن قَرينه،
فكل قَرينٍ بالمُقَارِنِ يقتدي
- ويقول أيضًا:
وَظلمُ ذوي القُربى أشَدُّ مَضاضَةً
على المرءِ من وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
أبيات للأعشى
- يقول الأعشى:
تسَرُّ وتُعطى كلّ شيءٍ سألتَهُ
ومَن يُكثِر التساؤلَ لا بد أن يُحرَمِ
- ويقول أيضًا:
لَعَمرك ما طولُ هذا الزمان
على المرءِ إلا عناءٌ مُعَن
يظلُّ رجيماً لريبِ المنونِ
وللسقمِ في أهلهِ والحَزَن
وهالكِ أهلٍ يُجِنّونَهُ
كَآخرَ في قَفرَةٍ لم يُجَن
وما إن أرى الدهرَ في صرفهِ
يُغادِرُ من شارخٍ أو يَفِن
فهل يمنعني ارتيادي البِلا
د من حذر الموتِ أن يأتيَن
أليسَ أخو الموتِ مستوثقاً
عليَّ وإن قلتُ قد أَنسَأَن
عليَّ رقيبٌ له حافظٌ
فقُل في امرئٍ غَلِقٍ مُرتَهَن
- ويقول أيضًا:
فكلنا مغرم يهذي بصاحبه
ناءٍ ودانٍ ومحبولٌ ومحتبَلُ
- ويقول أيضًا:
قد يترك الدهرُ في خلقاءَ راسيةٍ
وهياً ويُنزلُ منها الأعصمَ الصَدَعا
أبيات لامرئ القيس
- يقول امرؤ القيس:
فَعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ
وكان عِداءُ الوحشِ مني على بالِ
كأني بفَتحاءِ الجَناحينِ لقوةٍ
صَيودٍ منَ العقبانِ طأطَأتُ شملالي
تخطفُ خزّان الشُرَيَّةِ بالضُحى
وقد حَجَرَت منها ثعالبُ أورالِ
كأن قلوبَ الطيرِ رطباً ويابس
لدى وَكرِها العُنّابُ والحَشَفُ البالي
فَلَو أن ما أَسعى لأدنى مَعيشةٍ
كَفاني ولم أطلُب قليلٌ مِن المالِ
ولكنما أَسعى لَمجدٍ مؤثَّلٍ
وقد يُدرِكُ المَجدَ المؤثَّلَ أَمثالي
وما المرءُ ما دامت حُشاشَةُ نفسهِ
بمُدْرِكِ أَطرافِ الخُطوبِ ولا آلي
- ويقول أيضًا:
إذا نحنُ سرنا خَمسَ عشرةَ ليلةٍ
وراءَ الحِساءِ مِن مَدافِعِ قَيْصَرا
إذا قُلتُ هذا صاحبٌ قد رَضيتُهُ
وقَرَّتْ بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا
كَذَلِكَ جَدي ما أُصاحِبُ صاحباً
مِنَ الناسِ إلا خانَني وتَغَيَّرا
وكُنّا أُناساً قَبلَ غزوَةِ قُرمُلٍ
ورَثنا الغِنى والمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا
وما جَبُنَت خَيلي ولكن تذكَّرَت
مَرابِطَها في بَربَعيصَ ومَيسَرا
أبيات لكعب بن زهير
- يقول كعب:
أرعى الأمانةَ لا أَخونُ أمانَتي
إنّ الخؤونَ على الطَريقِ الأنكَبِ
- ويقول أيضًا:
لو كنت أُعجبُ مِن شيءٍ لأعجبَني
سعيُ الفتى وهو مخبوءٌ له القدرُ
يسعى الفتى لأمورٍ ليس مُدركَها
والنفسُ واحدةٌ والهمُّ مُنتشرُ
والمَرءُ ما عاشَ مَمدودٌ له أملٌ
لا تَنتَهي العَينُ حتّى يَنتَهي الأثرُ
أبيات لعنترة بن شدّاد
- يقول عنترة بن شداد:
إذا كشف الزمانُ لك القِناعا
ومَدّ إليكَ صَرْفُ الدهر باعا
فلا تخشَ المنيةَ وإقتحمها
ودافع ما استطعتَ لها دفاعاً
ولا تختر فراشاً من حريرٍ
ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا
وحَوْلكَ نِسوةٌ يندُبْنَ حزناً
ويهتكنَ البراقعَ واللقاعا