يمتاز الشعر العربي المعاصر بوجود عدد كبير من الشعراء البارزين، ومن بينهم الشاعر محمود درويش الذي تُعتبر قصائده من الأعمال الأدبية الشهيرة والمحبوبة. حيث تبرز أشعاره من خلال مجموعة من الرموز والإشارات التي تعكس ثقافة عميقة وفهم شامل لقضية شعبه الإنسانية. في هذا المقال، سنستعرض أشعار محمود درويش وأقواله، بالإضافة إلى تسليط الضوء على سيرته الذاتية.
من أشهر قصائد الشاعر محمود درويش
تميّزت قصائد محمود درويش بتصوير التجربة الشعبية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. ومن بين أشهر قصائده في أدب المقاومة تأتي قصيدة (العصافير تموت في الجليل)، والتي تتضمن الأبيات التالية:
نلتقي بعد قليل
بعد عام، بعد عامين
وجيل…
ورمت في آلة التصوير
عشرين حديقة
وعصافير الجليل.
ومضت تبحث، خلف البحر
عن معنى جديد للحقيقة.
وطني حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
في كل دقيقة…
في هذه الأبيات، تتجلى مشاعر الحسرة التي يستشعرها الشاعر تجاه الوضع في فلسطين، حيث يصعب فيه اللقاء. كما تعكس آلة التصوير مشهد هجرة مظاهر الحياة بحثاً عن وطن جديد، بعدما أصبح الوطن مسرحاً لدماء أبنائه في كل لحظة.
شعر محمود درويش في الحب
لم يقتصر الشاعر محمود درويش على تناول مواضيع الوطن والمقاومة فقط، بل قدّم أيضاً قصائد تعبر عن الحب. ومن بين هذه القصائد، نجد النص التالي:
أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحدة
أنا لحبيبي أنا، وحبيبي لنجمته الشاردة
وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه
وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه
وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي
وأختار أيّامنا بيدي كما اختار لي وردة المائدة
تصور هذه الأبيات عمقاً خاصاً للحب، من خلال تشبيه الشاعر لنفسه وحبيبه كصوتين يتحدان حين تطلقهما نفس الشفة. يعبر الشاعر عن حرصه على عشقته وحرصه على أحلامهما، متناسياً ليالي الفراق لخلق أيام جديدة مع الحب.
أجمل أقوال محمود درويش عن الوطن
إلى جانب قصائده التي تُعد علامة بارزة في أدب المقاومة المعاصر، فقد عُرف محمود درويش بأقواله الحكيمة عن الوطن. وفيما يلي بعض من أقواله البارزة:
- ما هو الوطن؟ ليس سؤالاً تجيب عليه وتمضي، إنه حياتك وقضيتك معًا.
- فارس يغمد في صدر أخيه خنجرًا باسم الوطن ويصلي لينال المغفرة.
- عام يذهب، وآخر يأتي، وكل شيء فيك يزداد سوءًا يا وطني.
- ستنتهي الحرب ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل؛ لا أعلم من باع الوطن، ولكنني رأيت من دفع الثمن.
عن الشاعر محمود درويش
وُلِد الشاعر محمود درويش في 13 مارس 1941 في فلسطين، ونشأ في قرية البروة في الجليل. بعد النكبة عام 1948، نُزِحت عائلته إلى لبنان بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
عمل درويش في مجالات الصحافة والترجمة، وتعرض للاعتقال عدة مرات عام 1961 بسبب مواقفه الجسورة وأشعاره. غادر بعد ذلك البلاد متوجهاً إلى موسكو، ثم انتقل إلى القاهرة، ليقيم في لبنان ويصبح رئيس مركز الأبحاث الفلسطينية.
في عام 1988، انتُخب كعضو في لجنة منظمة التحرير الفلسطينية، وقام بكتابة إعلان الاستقلال الفلسطيني بنفسه. عاش في رام الله حتى وافته المنية في 13 أغسطس 2008 إثر جراحة في القلب.
يُعتبر محمود درويش من أبرز شعراء أدب المقاومة، وهو ما يتضح من خلال قصائده التي تتناول واقع الوطن بعد الاحتلال الإسرائيلي. في هذا المقال، أشرنا أيضاً إلى بعض من أقواله حول وطنه وما آلت إليه الأحوال، بالإضافة إلى أبرز المعلومات حول حياته ومسيرته الأدبية.