من هو أبو سليمان الداراني؟
هو عبد الرحمن بن أحمد الداراني، ويشار إليه أحيانًا باسم عبد الرحمن بن أحمد العُنسي. وُلد في داريا، إحدى القرى في الغوطة الشامية، في السنة (140) هجريًا. يُعتبر الإمام الكبير واحدًا من أبرز العلماء العاملين وزهاد زمانه، كما يُعد من خيرة أبناء الشام. يُعد أبو سليمان من أشهر رواة الحديث ومحدثيها، حيث عرف بكثرة ترحاله بين بغداد ودمشق في سبيل طلب العلم وتعليمه. وحرص على رواية الحديث بشكل موثوق.
ما هو دور أبو سليمان الداراني؟
كان أبو سليمان الداراني من أبرز علماء المسلمين وأكثرهم زهدًا في عصره. لعب دورًا مهمًا في علم الحديث، حيث أخذ عنه العديد من العلماء الأحاديث ونقلوا أقواله التي تعكس عمق علمه وتقواه. يُعتبر أيضًا من أعلام التصوف السني، وقد تألقت سيرته في القرن الثالث الهجري. تأثر كثيرًا بسفيان الثوري، وقد وصفه الإمام الذهبي في كتابه “سير أعلام النبلاء” بأنه “الإمام الكبير وزاهد العصر”.
من هم أساتذة أبو سليمان الداراني؟
تتلمذ أبو سليمان على أيدي مجموعة من الأساتذة البارزين، منهم:
- سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي.
- جعفر بن حيان العطاردي.
- علقمة بن الحارث.
- صالح بن عبد الجليل.
من هم تلاميذ أبو سليمان الداراني؟
من أبرز تلاميذ أبي سليمان الداراني الذين استفادوا من علمه وتعلموا على يديه:
- القاسم بن عثمان الدمشقي أبو عبد الملك.
- أحمد بن أبي الحواري عبدالله بن ميمون الثعلبي.
ما هي أبرز أقوال أبو سليمان الداراني؟
نستعرض هنا بعض من أقواله القيمة والمشهورة التي تناقلها معاصروه وتلامذته:
- “ليس لمن أُلهم شيئًا من الخيرات أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر.”
- “أفضل الأعمال خِلاف هوى النفس.”
- “من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.”
- “من اشتغل بنفسه شُغِل عن الناس، ومن اشتغل بربه، شُغِل عن نفسه وعن الناس.”
- “من وثق بالله في رزقه، زاد في حسن خُلُقه وأعقبه الحلم، وسَخَت نفسه، وقَلَت وساوس في صلاته.”
- “أصل كل خير الخوف من الدنيا، ومفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع.”
- “إذا سكنت الدنيا القلب ترَّحلت منه الآخرة.”
- “كل ما يشغلك عن الله من أهل أو مال أو ولد فهو شؤم.”
- “يُعرف الأبرار بكتمان المصائب، وصيانة الكرامات.”
- “أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله أن يطلع على قلبك وأنت لا تريد من الدنيا والآخرة غيره.”
- “أوصيكم بخمس: إذا ظُلمتُم فلا تظلِموا، وإن مُدحتم فلا تفرحوا، وإن ذُممتم فلا تجزعوا، وإن كُذِّبتم فلا تغضبوا، وإن خانوكم فلا تخونوا.”
- “إذا تكلف المتعبدون أن يتكلموا بالإعراب، ذهب الخشوع من قلوبهم.”
متى توفي أبو سليمان الداراني؟
توفي أبو سليمان الداراني العنسي عام (215) هجريًا، وهناك من يذكر أنه توفي عام (211) هجريًا. وقد أشار أحمد الحواري في كتابه “سير أعلام النبلاء” إلى أن وفاته كانت في عام (205) هجريًا. أسدل الستار على حياة حافلة بالعلم والدين ورواية الأحاديث، حيث توفي عن عمر يناهز (75) عامًا في بلده داريا بدمشق.