آداب دخول المسجد
في مرحلة من تاريخ المسلمين التي شهدت تشتتًا وضعفًا داخليًا، كان أول ما أقدمت عليه البعثة النبوية الشريفة لحظة دخول النبي محمد -صلى الله عليه وسلَّم- إلى المدينة المنورة هو بناء مسجد. هذا المسجد لم يكن مجرد مكان للصلاة، بل كان بمثابة مركز يجمع بين المسلمين، يقرب بينهم، يساعد المحتاجين، ويعلمهم أمور دينهم، كما كان نقطة انطلاق لنشر الدعوة في ربوع الأرض.
تعتبر المساجد من الأماكن ذات أهمية كبيرة في نفوس المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، لما تحمله من قدسية وعمق روحي. فهي تعتبر نواة للفتح الإسلامي ومركزًا محليًا يتناول قضايا الناس وهمومهم، ويعمل على تيسير الأمور وتقريب المسافات بين الأفراد. ولذا، يجب أن يتبع الداخلون إليها آدابًا معينة أثناء دخولهم وأداء الصلاة، وهي كالتالي:
- ارتداء ملابس نظيفة وأنيقة.
- عدم تناول الثوم أو البصل قبل الذهاب إلى المسجد.
- خلع الحذاء قبل الدخول.
- دخول المسجد بالرجل اليمنى.
- قراءة دعاء دخول المسجد.
- تحية المصلين بالسلام.
- أداء صلاة تحية المسجد، والتي تتكون من ركعتين.
- الامتناع عن التحدث في أمور غير مهمة أو عن اللغو.
- تجنب رفع الصوت داخل المسجد.
- عدم إيذاء المصلين بأي شكل من الأشكال، حتى بالإشارات.
- البقاء في المسجد حتى انتهاء الصلاة.
- الجلوس بشكل معتدل وعدم النوم فيه.
تلك هي بعض الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها زوار المساجد. ويجدر بالذكر أن هذه الآداب ليست حصرًا، بل يمكن للمصلين الاستحسان بممارسات أخرى لا تضر بمصلحة الآخرين، مع ضرورة التذكير بأن المساجد هي بيوت الله -سبحانه وتعالى-.
أهمية المسجد في القرآن الكريم
وقد أوضح الله -عز وجل- دور المسجد وأهميته في القرآن الكريم، حيث وردت آيات عديدة تشير إلى قدسيته وأثره، من أبرزها:
- قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
- قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ).
- قال الله -تعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
الأهمية العلمية والتربوية للمسجد
لقد كان المسجد منارةً للعلم والتعلم، ومكانًا لتربية الأجيال الصاعدة. فقد احتضن العديد من المجالس العلمية والأدبية والتربوية، التي أسهمت في إعداد جيل واعٍ ومؤمن بالله -عز وجل-، يمتلك المعرفة بكل العلوم الدينية والدنيوية، وقادر على النهوض بالأمة. ويُعد مسجد قرطبة في الأندلس خير مثال على هذا الدور.