تُعد حساسية الأنف من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال، حيث تتشابه أعراضها مع مجموعة من الأمراض الأخرى مثل نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الجيوب الأنفية. هذا يشكل تحديًا للعديد من الأمهات في التمييز بينها. لذلك، يهدف هذا المقال إلى توضيح أسباب حساسية الأنف لدى الأطفال، وأعراضها، وأنواعها، وطرق علاجها.
أسباب حساسية الأنف لدى الأطفال
تحدث حساسية الأنف نتيجة استجابة الجهاز المناعي لدى الأطفال لمجموعة من المواد المثيرة للحساسية الخارجية مثل حبوب اللقاح، والغبار، والتراب. وغالبًا ما تلاحظ هذه الحالة بشكل أكبر لدى الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض حساسية مثل الربو. كما أن الوراثة تلعب دورًا هامًا، حيث يمكن أن تنتقل الحساسية من أفراد الأسرة الذين يعانون منها.
تشير الدراسات إلى أن هذه الحالة تزداد بين الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 4 سنوات، بينما تكون أقل شيوعًا بين الرضع والأطفال الصغار جداً، وذلك بسبب عدم نضوج جهازهم المناعي مما يقلل من احتمالية إصابتهم بالحساسية.
أعراض حساسية الأنف لدى الأطفال
من المهم استشارة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض تشير إلى حساسية الأنف لدى الأطفال، إذ يمكن أن تؤثر على نومهم بشكل سليم وراحة البال، مما يؤدي إلى شعورهم بالإرهاق وفقدان التركيز في الأنشطة اليومية. ومن بين أبرز الأعراض ما يلي:
- سيلان الأنف.
- العطاس.
- التهاب العينين مع زيادة الدموع.
- احتقان الأنف، مما يؤدي إلى تنفس الطفل من فمه.
- السعال.
- ظهور هالات داكنة تحت العينين في بعض الأحيان.
- الإرهاق والصداع المتكرر.
- فقدان حاسة الشم، والذي يحدث في حال تعرض الطفل لمثيرات الحساسية لفترة طويلة.
- ملاحظة الهيجان وسرعة الانفعال عند الرضع.
أنواع حساسية الأنف لدى الأطفال
يمكن تقسيم حساسية الأنف لدى الأطفال إلى نوعين رئيسيين، ومن الضروري التمييز بينهما لتحديد العلاج الأنسب، وهما:
- التهاب الأنف التحسسي الموسمي أو الفصلي
هذا النوع يحدث عادةً في فصل الربيع، ويطلق عليه أيضًا حساسية الربيع. ويعود السبب إلى حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء، ولكن يمكن أن تظهر الأعراض في فصول أخرى كفصل الشتاء أو الصيف أو الخريف. ويُلاحظ انتشار هذا النوع بين الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 5 سنوات.
- التهاب الأنف التحسسي الدائم
ويُعرف أيضًا بحساسية الأنف المزمنة، وينتج عن عوامل مثيرة للحساسية موجودة في بيئة الطفل بشكل مستمر، مثل الغبار المنزلي وبراء الحيوانات الأليفة وفضلاتها.
علاج حساسية الأنف عند الأطفال
تتمثل الخطوة الأولى في علاج حساسية الأنف في التعرف على المسببات ثم تجنبها، حفاظًا على صحة الطفل. أما بالنسبة لأساليب العلاج الفعلية بعد ظهور الأعراض فهي تشمل:
- استخدام كمادات دافئة على الوجه لتخفيف الاحتقان.
- غسل فتحتي الأنف بمحلول ملحي للتخفيف من الاحتقان.
- استخدام الكورتيزون، والذي يتوفر غالبًا على شكل بخاخ للأنف، ولكن ينبغي عدم استخدامه للأطفال دون 4 سنوات إلا تحت إشراف طبي.
- قد يوصي الطبيب بمضادات الهستامين، ولكن لا تستخدم لعلاج حساسية الأنف للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.
- في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب العلاج المناعي، والذي يتضمن حقن تحت الجلد تحتوي على كميات صغيرة من مسببات الحساسية بشكل تدريجي لمساعدة الجسم على التكيف والتقليل من الحساسية.
في الختام، بعد استعراض الأسباب والأعراض والأنواع والعلاج لحساسية الأنف لدى الأطفال، من الضروري الاهتمام بهذه الحالة والحرص على علاجها بسرعة لئلا تضر بصحة الطفل ونشاطه اليومي.