أروع أشعار الجاهليين التي تتحدث عن الحكمة

تعتبر الحكمة من أهم الصفات التي أشار إليها الشعراء، لذا ينتشر البحث عن أبيات الشعر الجاهلي التي تتناول هذه الصفة. ومن اللافت أن شعراء العصر الجاهلي تميزوا في وصف الحكمة، ومن خلال موقعنا، نقدم لكم أجمل ما قيل في هذا المجال وتأثير الحكمة على حياة الإنسان.

أروع أبيات الشعر الجاهلي في الحكمة

تميز شعراء العصر الجاهلي في إبداعهم الشعري، وفيما يلي نستعرض مجموعة من الأبيات المميزة التي كتبها زهير بن أبي سلمى حول الحكمة:

ومَن لم يُصانِعْ في أمورٍ كثيرةٍ

يُضرَّسْ بأنيابٍ ويُوطَأ بمَنسِمِ

ومَن يَجعلِ المعروف مِن دون عِرضِه

يَفِرْهُ ومَن لا يتَّقِ الشَّتمَ يُشتَمِ

ومَن يكُ ذا فَضْلٍ فيَبخَلْ بفَضلِه

على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنه ويُذمَمِ

ومَن يُوفِ لا يُذمَمْ ومَن يُهدَ قَلبُهُ

إلى مُطمئنِّ البرِّ لا يَتجَمْجَمِ

ومَن هاب أسبابَ المَنايا يَنَلْنَهُ

وإن يَرقَ أسباب السماءِ بسُلَّمِ

ومَن يَجعل المعروف في غيرِ أهلِه

يَكُن حَمدُه ذمًّا عليه ويَندَمِ

يعكس الشاعر في هذه الأبيات حكمته في الحياة، مشددًا على أهمية خوض التجارب. ويشير إلى أن الشخص الذي لا يتقي الشتم قد يتعرض له، والشخص الذي يبخل بفضله سيجد أنه يستغنى عنه ويُذم. كما يؤكد أن الخوف من المواقف القاسية لن ينجي الفرد، بينما الفعل الحسن في غير محله لا يُقابل بالشكر مما يؤدي إلى الندم.

أجمل ما قيل عن الحكمة

كتب الشعراء الجاهليون العديد من الأبيات عن الحكمة التي تُعتبر من أجمل الصفات الإنسانية. وهنا نعرض لكم بعض الأبيات على لسان الشاعر امرؤ القيس:

إِذا نَحنُ سِرنا خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةٍ

وَراءَ الحِساءِ مِن مَدافِعِ قَيصَرا

إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ

وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا

كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِب

مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا

وَكُنّا أُناساً قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ

وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا

يتناول الشاعر في هذه الأبيات الحكمة المستمدة من تجاربه، حيث كان دائم التنقل بين ساحات الحرب والصداقة. ويعبر عن إمكانية عدم ثبات الأصدقاء، رغم ما يشعر به من رضا تجاههم، ويشير إلى الحالة التي عاشها قبل غزوة قرمل من الثراء والمجد.

أروع ما قيل من الشعر في الحكمة

تنشأ الحكمة غالبًا بعد acumulating الخبرات الحياتية، وهو ما تحدث عنه الشعراء الجاهليون. وفي السطور التالية نقدم لكم مجموعة من الأبيات الرائعة عن الحكمة للشاعر كعب بن زهير:

لَو كُنتُ أَعجَبُ مِن شَيءٍ لَأَعجَبَني

سَعيُ الفَتى وَهُوَ مَخبوءٌ لَهُ القَدَرُ

يَسعى الفَتى لأُمورٍ لَيسَ مُدرِكَها

وَالنَفسُ واحِدَةٌ وَالهَمُّ مُنتَشِرُ

وَالمَرءُ ما عاشَ مَمدودٌ لَهُ أمَلٌ

لا تَنتَهي العَينُ حَتّى يَنتَهي الأَثَرُ

يعبر الشاعر في هذه الأبيات عن استغرابه من الشاب الذي يسعى لتحقيق أهداف قد لا تكون مكتوبة له، بينما قدره الحقيقي مخبأ له. ويضيف إلى أن الهموم تتوزع في روح واحدة، مشددًا على الحكمة القائلة بأن الأمل في الحياة يمضي حتى يقترب الإنسان من نهايته.

إن البحث عن أبيات الشعر الجاهلي في الحكمة لا يزال مستمرًا، حيث كان شعراء العصر الجاهلي من أبرز الشعراء الذين أسهموا بكتابات خالدة، ولا سيما في مجال الحكمة التي تميز بها العرب في ذلك الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top