تعريف شعر المدح
- شعر المدح هو شكل أدبي متميز في الشعر العربي، يُعبر فيه الشاعر عن تقديره وامتنانه تجاه شخص ما، من خلال إبراز محاسنه وفضائله، وذكر الصفات الفريدة التي يتمتع بها.
- بالمقابل، يوجد شعر الهجاء الذي يتناول نقاط الضعف والعيوب التي يحملها الشخص المهجو.
- يُعتبر شعر المدح واحدًا من أهم المواضيع الشعرية وأكثرها شيوعًا، حيث بدأ منذ العصر الجاهلي على ألسنة الشعراء في ذلك الوقت.
- بينما كانت له ظهورات خاصة في قصائد الغزل، لا يزال هذا النوع من الشعر متواجدًا حتى الوقت الحاضر.
- اتجه العديد من الشعراء إلى شعر المدح لأسباب متنوعة؛ فبعضهم كان يسعى من خلاله للكسب المادي والحصول على الهدايا من الممدوح، بينما كان البعض الآخر يكتب عنه بدافع من حبهم الخالص له ورغبتهم في وصفه، مثل الشاعر المعروف أبو الطيب المتنبي.
أبرز أبيات شعر المدح
لقد كان شعر المدح يشبه البحر الذي استقى منه معظم الشعراء عبر مختلف العصور، ولذلك فإن تقييم مدح معين قد يكون تحديًا صعبًا على النقاد؛ إذ كلما تم اختيار بيت شعري، يبرز بيت آخر يتفوق عليه. نقدم لكم بعض من أجمل الأبيات التي قيلت في سياق المدح:
- من قصيدة الخنساء:
وإن صخرًا لتأتمُّ الهداة به كأنه علم في رأسه نار
- من إحدى قصائد الشاعر زهير بن أبي سُلمى:
تراه إذا ما جئته متهللًا كأنك معطيه الذي أنت سائله
- من قصائد جريح:
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
- من قصائد الأخطل:
شُمسُ العداوةِ حتى يُستقادَ لهم وأعظم الناس أحلامًا إذا قدروا
- من قصائد حسان بن ثابت:
يُغشَوْنَ حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل
- من قصائد الأعشى:
فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها أو القمر الساري لألقى المقالدا
- من قصائد أبي الطمحان القيني:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
أغراض الشعر العربي
تتعدد أغراض الشعر العربي بشكل كبير، حيث تشمل الأغاني التقليدية القديمة، بالإضافة إلى الأغراض الأكثر حداثة. وتعتمد هذه الأغراص على الظروف المحيطة بالشعراء. وفيما يلي نستعرض أهم أغراض الشعر العربي:
- الغزل: يُعتبر الغزل من أكثر الأغراض شيوعًا وقدرة، وبدأ تأثيره منذ العصر الجاهلي وظل ينافس بقية الأغراض الشعرية إلى عصرنا الحالي.
- الوصف: تحظى قصائد الوصف بوجود قوي في الأدب القديم والحديث، حيث تُعبر عن الأماكن والأشخاص بطرق نالت إعجاب الشعراء.
- الحماسة والفخر: هذه الأغراض كانت شائعة في العصر الجاهلي، حيث تميز الشعراء بفخرهم بقبائلهم، ونسبهم، وأصولهم، وشجاعتهم في المعارك.
- الهجاء: يُعتبر الهجاء جزءاً من التقليد الشعري القديم، نشأ نتيجة الصراعات بين القبائل، حيث تنافس الشعراء بقصائدهم للتميز على خصومهم.
- الرثاء: يتمثل الرثاء في التعبير عن خصال وفضائل الفقداء، ويفرق بينه وبين المدح بأن الأخير يتم حين يكون المدح موجوداً على قيد الحياة، بينما الرثاء يُقال بعد رحيل الشخص.
- الحكمة: يُبرز الشعراء الحكمة والتوجيه من خلال تجاربهم في الحياة، حيث يدفعون الآخرين إلى الخير ويبتعدون عن الشر.
أروع قصائد المدح النبوي
شعر المدح النبوي هو أحد الأشكال الفنية التي أبدع فيها العديد من الشعراء المشهورين، حيث يتناول صفات النبي صلى الله عليه وسلم وفضائله، استجابةً لقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. من بين أعظم قصائد المدح النبوي ما يلي:
- قصيدة “ولد الهدى” لأحمد شوقي:
وُلِدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـدينِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
- قصيدة “محمد أشرف الأعراب والعجم” للبوصيري:
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعُهُ مُحَمَدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ
مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ
مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ
مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُورًا مِنَ القِدَمِ
- قصيدة “عز الورود” للشاعر نزار قباني:
عز الورود وطال فيك أوام وأرقت وحدي والأنام نيام
ورد الجميع ومن سناك تزودوا وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم ولم أكد وتقطعت نفسي عليك وحاموا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت أبواب مدحك ف الحروف عقام
أدنوا فأذكر ما جنيت فأنثني خجلًا تضيق بحملي الأقدام
- قصيدة “كل القلوب إلى الحبيب تميل” لابن الخياط:
كلُّ القُلوبِ إلىَ الحبيبِ تَمِيْلُ وَمعَيِ بِهـَذَا شـَـاهدٌ وَدَلِيِــــلُ
أَمَّا الــدَّلِيِلُ إذَا ذَكرتَ محمدًا فَتَرَى دُمُوعَ العَارِفِيْنَ تسيلُ
هَذَا مَقَالِيِ فِيْكَ يَا شَرَفَ الْوَرَى وَمَدحِي فِيْكَ يَا رسُولَ اللهِ قَلِيلُ
هَذَا رَسُــولُ اللهِ هذا المُصْطَفَىَ هَذَا لِـــرَبِ العـــَـالمينَ رَسُـــولُ
إِنْ صــَادَفَتْنِيِ مِنْ لَدنْكَ عِنَايَةٌ لِأَزُوُرَ طَيْبَةَ والــnَخِـَيلَ جَمِيلُ
يَا سَيِّدَ الكَوْنينِ يَا عَــلمَ الهُدىَ هَذَا المُتيَمُ فيِ حِمـَـــاكَ نَزِيــلُ
هَذَا النبيُّ الْهَاَشِميُ مُحَمَّدٌ هَذَا لكلِّ العـَـــالمينَ رَسُـــولُ
هَذَا الـَّـــذِيِ رَدَّ العُــــُيونَ بِكَفِّهِ لَمَّاَ بَدَتْ فَوْقَ الـــخُدَودِ تَسِـْيلُ