توشك أعظم ليالي السنة التي ينتظرها كل مسلم على الاقتراب، وقد وردت العديد من الأحاديث الصحيحة بشأن ليلة القدر، مما يعيننا على فهمها والتعامل معها بكل جوارحنا. التنوع في العبادات يعد من أجمل ما يمكن أن يقوم به المسلم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنحنا فرصة الدعاء والقيام في هذه الليلة المباركة. ومن خلال موقعنا، سنتناول الأعمال المستحبة في ليلة القدر.
أبرز الأحاديث المتعلقة بليلة القدر
توجد مجموعة كبيرة من الأحاديث التي تتناول فضل ليلة القدر، وما تحمله من معانٍ سامية، وسنستعرض في السطور المقبلة بعض الأحاديث الصحيحة المتعلقة بها:
1 – فضل ليلة القدر
إن فضل ليلة القدر عظيم، وقد ورد في الحديث الشريف: “مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه” [الراوي: البخاري][المحدث: مسلم].
لقد شرف الله سبحانه وتعالى هذه الأمة ومنحها العديد من مواسم الغفران والبركات، ومن ضمنها ليلة القدر. وفي الحديث الشريف، نجد أن من أدرك ليلة القدر وقامها بالصلاة وبتلاوة القرآن الكريم والأعمال الصالحة، غُفِرَت له ذنوبه السابقة، ويشترط لتحقيق هذا الفضل أن يكون ذلك “إيمانًا واحتسابًا”. وفي الحديث أيضًا دعوة عظيمة لقيام ليلة القدر.
2- العشر الأواخر من الشهر الفضيل
تتضمن العديد من الأحاديث ترغيب العبد في تخصيص العشر الأواخر من رمضان لتحري ليلة القدر، لأنها ليلة غير محددة زمنياً، كما ورد في الحديث: “أُريتُ ليلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ” [الراوي: أبو هريرة][المحدث: مسلم].
تعد ليلة القدر ليلة عظيمة ذُكرت في القرآن الكريم، فيها أنزل القرآن، وتعتبر العبادة فيها خير من ألف شهر. ومع ذلك، علم وقوعها غير معروف بدقة، وهذا الحديث يُعتبر من الروايات التي أوردها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لبيان أهمية طلب هذه الليلة من خلال العبادة والدعاء.
الأعمال المستحبة في ليلة القدر
بعد التعرف على الأحاديث الصحيحة حول ليلة القدر، ينبغي علينا معرفه الأعمال المحببة لهذه الليلة، والتي تتضمن:
- من أفضل العبادات في ليالي رمضان، وخاصة في العشر الأواخر، هي قيام الليل.
- الدعاء، وخاصة ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” [الراوي: عائشة][المحدث: محمد ابن الهادي].
- الإكثار من تلاوة القرآن.
على الرغم من أن موعد ليلة القدر ليس محددًا بدقة، إلا أنها تقع خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. وقد وُضعت بعض العلامات التي يمكن استنتاجها لتحديد هذه الليلة المباركة. كما جاء في الحديث: “تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ وَهو مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟” [الراوي: أبو هريرة][المحدث: مسلم].
من العلامات التي تظهر بعد انتهاء تلك الليلة، أن تشرق الشمس في صباح يومها بيضاء دون شعاع.
وبهذا نكون قد انتهينا من مقالنا الذي تناولنا فيه الأحاديث الصحيحة حول ليلة القدر، وأفضل الأعمال التي يمكن أن نقوم بها في هذه الليلة المباركة. نسأل الله تعالى أن يُعيننا على قيامها واغتنام الفرص فيها.