يعدُّ الفهم الجيد لمفاهيم الرزق والبركة جزءًا أساسيًا لكل من يسعى لتحقيق وفرة في رزقه، حيث إن الله تعالى هو الرزاق الوحيد. ويتحقق ذلك لمن اتقى الله وعمل بالوسائل التي تساهم في جلب الرزق.
العوامل المؤدية إلى الوفرة في الرزق
هنالك العديد من العوامل التي ينبغي على المسلم اتباعها بهدف الحصول على رزق وفير، ومن هذه العوامل:
التوكل على الله
- يجب على الإنسان أن يتوكل على الله في خطواته كافة، ليبارك الله تعالى له في يومه ورزقه. وقد ورد في قوله تعالى: “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها” (هود: 6).
صلة الأرحام
- يتوجب على المسلم تعزيز روابطه الأسرية وزيارة الأقارب، حيث ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه.”
الاستغفار والتوبة
- الاستغفار كثيرًا، كما ذكر في قوله تعالى على لسان نوح: “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا” (نوح: 10-11).
الإنفاق في سبيل الله
- تبرع بالأموال يعتبر من الأمور التي تجلب الرزق وتزيد فيه، وذلك لما ورد في قوله تعالى: “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين”.
- يجب على المسلم أن يعتاد على ذكر الله في كل حال.
تقوى الله
- وعد الله تعالى المتقين برزق واسع في كتابه الكريم، حيث قال: “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب” (الطلاق: 2-3).
عوامل أخرى
- إكرام الفقراء والإحسان إلى الناس.
- الاستفادة من أوقات البكور لما فيها من البركة.
- المتابعة بين الحج والعمرة، حيث قال رسول الله: “تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب”.
- الزواج بهدف العفة عن المحرمات، كما قالت الآية: “وأنكحوا الأيامى منكم”.
عوامل تمنع الرزق
إضافةً إلى أهمية معرفة العوامل التي تجلب الرزق، يجب على المسلم التعرف على العوامل التي قد تمنع الرزق، منها:
- ارتكاب المعاصي والذنوب.
- البخل وعدم الإنفاق في سبيل الله.
- عدم أخذ الأسباب التي تجلب الرزق.
- التهاون في الأعمال المعصية مثل الربا والرشوة.
- عدم شكر الله على نعمه.
- عدم إخراج الزكاة المفروضة.
- ترك الواجبات والانشغال عن ذكر الله.
- تساهل في أكل المال الحرام، فهو مال مفقود البركة.
- إنشغال الشخص بجمع الرزق عن أداء الفروض والواجبات.
أشكال الرزق
يجب على المسلم أن يدرك أن الرزق ليس مقتصرًا على المال فقط، بل هناك أنواع أخرى من الرزق:
رزق الإيمان
الذين يؤمنون بالله تعالى هم الفائزون في الدنيا والآخرة، حيث يعد الرضا عن الله من أفضل أنواع الرزق.
العلم
يمنح الله كثيرًا من الأفراد العلم والوعي، وقد ورد عن النبي: “العلماء ورثة الأنبياء”.
الصحة والعافية
تعتبر الصحة والعافية من أعظم النعم، فهما مصدرا سعادة الإنسان، حيث أن العافية في الجسد تعني امتلاك كل خيرات الدنيا.
المال
يشير رزق المال إلى وجود المصادر الكافية للعيش حياة كريمة وتلبية الاحتياجات.
الزوجة الصالحة
الزوجة الصالحة تمثل إحدى أنواع الرزق التي يرزق الله بها عباده، حيث قال النبي: “الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة”.
الذرية الصالحة
الأبناء الصالحون هم حقًا زينة الحياة، حيث يعتبرون نعمة من الله تعالى.
محبة الناس
محبة الناس تمثل نوعًا من الرزق الذي يجلب السعادة والرضا، إذ أن الله إذا أحب عبده جعل الآخرين يحبونه أيضًا.
إضافةً إلى ذلك، يمكن التعرف على:
أذكار تجلب الرزق
يمكن لكل مسلم بدء يومه ببعض الأذكار التي تجلب الرزق، ومنها:
- يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي وفرج كربتي وارزقني من حيث لا أحتسب.
- اللهم، أسألك بحق من حقه عليك عظيم أن ترزقني العمل بما علمتني.
- عن جرير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ (قل هو الله أحد)، حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران”.
- اللهم إن كان رزقي في السماء أنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
- اللهم سخر لي رزقي، واغنيني بحلالك عن حرامك.