التنمية المستدامة
تُعد التنمية المستدامة مفهومًا عالميًا يرتكز على تطوير الموارد البشرية والطبيعية الموجودة على كوكبنا، مع العمل على تحسين الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية. وتتمحور فكرتها حول تلبية احتياجات الحاضر دون التأثير سلبًا على قدرة الأجيال القادمة في تلبية احتياجاتها الخاصة. تعتبر التنمية المستدامة فرصة فريدة تساهم في إنشاء أسواق جديدة، وتوفير فرص العمل، وإدماج الفئات المهمشة في المجتمع، مما يمنح كل فرد الحرية والقدرة على اختيار مسار حياته. في هذا المقال، سنلقي الضوء على أبعاد التنمية المستدامة.
أبعاد التنمية المستدامة
البعد التكنولوجي
لقد كان لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تأثير جوهري على تعزيز مفهوم التنمية المستدامة، حيث أسهمت في تطوير أداء المؤسسات الخاصة بشكل ملحوظ. زادت هذه التكنولوجيا من نشاطات البحث وساعدت في تحديث النموذج المؤسسي الجديد الذي يشمل حاضنات التكنولوجيا والمدن الذكية، مما حفز النمو الاقتصادي وأوجد الكثير من فرص العمل، بالتالي تقليص الفقر والبطالة. كما جعلت التكنولوجيا من الممكن وضع برامج تهدف إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع معلوماتي، والمضي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، فقد ساهم استخدام الإذاعة الريفية المخصصة للتنمية المجتمعية في تدريب المزارعين، ويعتبر الإنترنت عاملاً محوريًا في ربط المعلمين والمرشدين بالباحثين ومصادر المعلومات، مما أدى إلى تحسين إنتاجية الزراعة.
البعد البيئي
تسعى التنمية المستدامة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف البيئية، من بينها الاستخدام الرشيد للموارد القابلة للنضوب، بهدف ضمان بيئة صالحة للأجيال القادمة، نظرًا لعدم وجود بدائل كافية لهذه الموارد. يشمل ذلك مراعاة القدرة المحدودة للبيئة على استيعاب النفايات مما يتطلب تحديد دقيق لكمية الموارد المستخدمة.
البعد الاقتصادي
في الدول المتقدمة، يُركّز التخطيط التنموي على تخفيض مستمر في مستويات استهلاك الموارد الطبيعية والطاقة. على سبيل المثال، يعد استهلاك الطاقة من الغاز والفحم والنفط في الولايات المتحدة أعلى بمقدار 33 مرة مقارنةً بالهند.
البعد الاجتماعي
تشمل التنمية المستدامة أيضًا التنمية البشرية التي تهدف إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى إشراك المجتمعات في صنع القرارات التنموية التي تؤثر على العدالة والمساواة. يجب أن نميز بين نوعين من العدالة: عدالة الأجيال القادمة، وعدالة الأفراد الحاليين الذين لا يحصلون على فرص متساوية في الوصول إلى الخدمات الاجتماعية والموارد الطبيعية. ولذلك، تهدف التنمية المستدامة إلى تحسين فرص التعليم وتقديم الدعم للقطاعات الاقتصادية غير الرسمية، وتعزيز الرعاية الصحية للنساء ولجميع فئات المجتمع.