تتنوع أنواع الجبهات الهوائية بناءً على طبيعة الكتل الهوائية المتفاعلة، مما يجعلها تعرف في علم الأرصاد بأنها المنطقة الانتقالية بين كتل هوائية تمتاز بخصائص محددة، مثل الرطوبة ودرجة الحرارة.
يمكن أن تمثل هذه الجبهات بداية عاصفة أو إعصار، حيث تتأثر حركتها بالرياح وتضاريس الموقع مثل الجبال. مثال بارز على ذلك هو الجبهات الهوائية التي تتشكل في المحيط الأطلسي بالقرب من السواحل الإفريقية.
أنواع الجبهات الهوائية
الجبهة في علم الأرصاد الجوية تشير إلى بداية كتلة هوائية تتجه نحو منطقة تتواجد فيها كتلة هوائية أخرى تتمتع بخصائص مختلفة:
- تنقسم الجبهات إلى عدة أنواع استنادًا إلى طبيعة الكتل الهوائية، مثل: الجبهة الباردة، الدافئة، المعتدلة، المقفلة، الثابتة، والمستقرة.
- يطلق على الجبهات فكرة المعركة، حيث تتصارع كتل هوائية ذات قوة مختلفة وتتداخل لتؤثر على عناصر الطقس مثل الرطوبة، والغيوم، والرياح.
- الجبهة الباردة: تشير إلى بداية اندفاع كتلة هوائية باردة نحو منطقة كانت تحت تأثير كتلة هوائية دافئة.
- عند تزايد الجبهة الباردة، يرفع الهواء البارد الهواء الساخن الأقل كثافة إلى الأعلى، مما يؤدي إلى ظهور غيوم رعدية.
- بالإضافة إلى ذلك، تزداد نشاط الرياح بشكل ملحوظ مما يسبب انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الضغط الجوي، ويتوقع تساقط الأمطار الغزيرة مع حدوث الرعد.
- بعد مرور هذه الجبهة، يصبح الطقس أكثر استقرارًا، حيث تنخفض كثافة الغيوم ودرجة الحرارة، وتسيطر الكتلة الباردة بشكل كامل على المنطقة.
- خلال مرور الجبهة، تتشكل الغيوم الرعدية والركامية، بالإضافة إلى الضباب والغيوم القريبة من سطح الأرض.
- تمثل جبهة الهواء البارد في خريطة الطقس بخطوط متصلة مع مثلثات تشير إلى اتجاه الهواء الأكثر دفئًا.
- أما على الخرائط الملونة، فإنها تمثل بخطوط زرقاء لتحديد أماكن تواجدها.
- تتحرك الجبهة بسرعة عالية تصل إلى 35 كم في الساعة.
الجبهة الهوائية الدافئة
تعتبر هذه الجبهة مقدمة للمنخفض الجوي، حيث تفصل بين كتلة دافئة وأخرى باردة:
- عند وصول الكتلة الدافئة، يرتفع الهواء الدافئ الأقل كثافة فوق الهواء البارد الأكثر كثافة بصورة أفقية وتصاعدية.
- ينتج عن هذا تراكم غيوم مطرية، كما يزداد الضباب وترتفع درجات الحرارة خلال عبور الجبهة، بينما ينخفض الضغط الجوي.
- غالبًا ما تصاحب الجبهة الدافئة أمطار متقطعة تستمر لفترات طويلة، وعادة ما تتكرر في نهاية فصل الخريف مع هبوب رياح الخماسين.
- تمثل الجبهة الدافئة في الخرائط الجوية بخط سميك باللون الأحمر مزين بأنصاف دوائر تشير إلى اتجاه حركتها.
- بالمقارنة مع الجبهة الباردة، تتمتع الجبهة الدافئة بسرعة أقل، حيث تصل إلى 25 كم في الساعة فقط، نظرًا لأن الهواء الدافئ لا يمكنه دفع الهواء البارد بسهولة.
الجبهة الهوائية المعتدلة
تعبر الجبهة المعتدلة عن الحدود بين كتلتين، وهما دافئة وباردة، ولكن لا تتحرك أي من الكتلتين نحو الأخرى:
- تشير الجبهة المعتدلة إلى عدم وجود اندفاع بين الكتل، مما يجعلها تختلف عن الجبهات الأخرى.
- تكون الأجواء المناخية في هذه الحالة غير مستقرة، حيث تتكون سحب متوسطة وأخرى رعدية وغيرها عالية.
- يمكن أن تمثل الجبهة المعتدلة مرحلة أولية للجبهة الدافئة أو الباردة، مما يؤدي إلى تشكل منخفضات جوية.
الجبهة الهوائية المقفلة
تمثل الجبهة المقفلة أكثر أنواع الجبهات تعقيدًا، حيث تبدأ بالتشكل نتيجة لاختلاف ملحوظ في الكتلة الباردة المتجهة نحو المنطقة:
- تشير إلى الفارق بين كتل متقاربة في الخصائص، وتظهر أثناء تطورات ملحوظة في المنخفضات الجوية.
- على سبيل المثال، تفصل الجبهة المقفلة بين كتلة باردة رطبة وأخرى شديدة البرودة وجافة.
- عند تداخل الهواء البارد بسرعة مع الهواء الدافئ، يتوجه الهواء البارد من مؤخرة المنخفض الجوي، الذي اكتسب خصائص جديدة، نحو مقدمة المنخفض موجهًا للكميات الهوائية الدافئة.
- تتوزع الجبهة المقفلة إلى نوعين: مقفلة باردة (وهي الأكثر شيوعًا) ومقفلة دافئة.
- تعبر الجبهة المقفلة على الخرائط بوساطة خطوط سميكة باللون القرمزي تتداخل مع مثلثات ودوائر نصفية في نفس الاتجاه.
الجبهة الهوائية المستقرة
تشكل الجبهة المستقرة عندما يتحرك الهواء بشكل موازٍ للكتل الهوائية التي يفصل بينها:
- ينتج عن هذه الجبهة استقرار واضح في حالة الطقس.
- وترسم في الخرائط بخط سميك موضح فيه أنصاف دوائر من جهة، ورؤوس مثلثات من الجانب الآخر.
الجبهة الهوائية الثابتة
تتشكل الجبهة الثابتة عندما تتحرك كتل مختلفة تجاه بعضها، بشرط أن تكون واحدة دافئة وأخرى باردة:
- يتحول الطقس إلى غائم، ويمكن أن تتساقط الثلوج خاصة إذا تشكلت في منطقة ضغط منخفض.
- تعتبر الجبهة ثابتة عندما تتحرك بسرعة تقل عن 9.26 كم في الساعة.
- عند تغير حركة الرياح، قد تتحول الجبهة إلى جبهة دافئة أو باردة، أو تحدث عملية فصل بين الكتل.