يعاني العديد من الآباء من ظاهرة السلوك العنيف لدى أطفالهم. وقد توصلت مجالات علم النفس وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى عدة مجالات علمية أخرى، إلى حلول فعالة يمكننا استعراضها الآن لعلاج مشكلة العنف لدى الأطفال، سواء كانوا من الذكور أم الإناث.
أسباب العنف لدى الأطفال
إن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في سلوك الطفل وقد تجعله مائلاً نحو العدوانية. يعتبر العنف لدى الأطفال سلوكاً مكتسباً وليس فطرة طبيعية. ومن بين الأسباب الرئيسية المؤدية إلى عنف الأطفال نذكر:
1- التأثيرات السلبية من سلوكيات الآباء
يمكن أن تكون تصرفات الأهل هي السبب الجذري لعدوانية الطفل. وإليكم بعض السلوكيات التي قد تؤثر عليه:
- يتأثر الطفل بشكل كبير بسلوك والديه نظراً لأنهما الأشخاص الأكثر تواجداً في حياته.
- يفتقر الطفل إلى وسائل التفاعل الاجتماعي بخلاف والده ووالدته، مما يجعله يشاهد تصرفات عدوانية مثل شجار بين الأبوين.
- استخدام الضرب كأسلوب تربوي من قبل الأهل يجعل العنف سلوكاً طبيعياً بالنسبة للطفل.
- مشاهدة أفلام الكرتون التي تحتوي على مشاهد عنف دون رقابة كافية يمكن أن تؤثر سلباً على سلوكيات الأطفال.
للاستزادة، اقرأ أيضاً:
2- الإفراط في تدليل الطفل
سوف نتناول الآن أحد الأسباب التي تؤدي إلى تصرف الطفل بشكل عدواني:
- يعتبر الإفراط في تدليل الأطفال سبباً في تطوير سلوكيات عدوانية، حيث يتفاعل الطفل المدلل بطريقة مفرطة إذا تعرض للرفض في طلباته؛ مما قد يدفعه إلى التصرف بعنف، مثل التدحرج على الأرض أو إحداث الفوضى.
للاستزادة، اقرأ أيضاً:
3- العنف الناجم عن الاضطرابات النفسية
قد تعاني بعض الأطفال من اضطرابات نفسية تؤدي إلى تصرفات غير مرغوب فيها وعنيفة. من هذه الاضطرابات:
- من الممكن أن يعاني الطفل من اضطراب نفسي يجعله يتصرف بعنف وعدم القدرة على التعبير عن رغباته بشكل مناسب.
- يظهر الطفل العنيف بسبب الاضطرابات النفسية سلوكيات قد تؤذيه أو تضر بالآخرين.
- يمكن للطفل العنيف استخدام أدوات حادة للتعبير عن عدوانه، مما يعرض الآخرين للخطر.
للاستزادة، اقرأ أيضاً:
أنواع العنف
تتعدد أسباب السلوك العنيف، ويمكن تصنيف العنف إلى نوعين رئيسيين:
- العنف المباشر: يعرف بأنه العنف الموجه ضد الهدف الذي يثير الاستجابة العدوانية.
- العنف غير المباشر: يعرف بأنه العنف الذي يوجه نحو رموز أو فروع من الموضوع الأصلي، وليس مباشرة إلى موضوع الاستجابة العدوانية.
نتائج السلوك العنيف لدى الأطفال
- قد تؤدي العدوانية إلى تراجع قدرات الطفل الاجتماعية، حيث يخشى الأطفال الآخرون التفاعل معه، مما قد يؤدي به إلى العزلة أو النبذ.
- يمكن أن يتسبب سلوك الطفل العدواني في نزاعات مستمرة مع إخوته أو زملائه في المدرسة.
وسائل علاج العنف لدى الأطفال
من الضروري معالجة السلوك العنيف لدى الأطفال في مراحل مبكرة لتفادي ترسيخه. إليك بعض الطرق التي يمكن اتباعها مع الأطفال ذوي السلوك العدواني:
- تجنب العنف: ردود فعل الأهل العنيفة على عنف الطفل ستزيد من سلوكياته العدوانية، لذا يجب أن يكون الأهل صبورين مع أطفالهم في الحالات العنيفة.
- تحديد الحدود: يجب وضع قيود على حرية حركة الطفل عندما يقوم بسلوك عنيف، وإعلامه بخطأ تصرفه وعنفه.
- العقوبة المنطقية: يمكن استخدام أسلوب فصل الطفل عن الموقف الذي يظهر فيه السلوك العنيف، مع إعلانه بأنه مؤهل للعودة بمجرد توقفه عن تلك التصرفات.
- تقديم بدائل: يمكن تقليل العدوانية عن طريق تقديم أنشطة رياضية أو هوايات تساعد الطفل على تفريغ طاقته في مسارات إيجابية.
في ختام المقال، نتمنى أن تنالوا أقصى استفادة من المعلومات التي قدمناها حول أسباب السلوك العنيف لدى الأطفال، بالإضافة إلى بعض الحلول وطرق العلاج، إذ يسعى الجميع إلى تنشئة أطفال أسوياء.