يُعتبر احترام كبار السن من الأمور الأساسية التي ينبغي عدم تغافلها، وقد دعا الدين الإسلامي إلى احترام المسنين من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتناول هذا الموضوع.
في هذا المقال، سنستعرض بعض الآيات القرآنية التي تشدد على احترام المسنين، بالإضافة إلى عدد من الأحاديث النبوية التي توصي بذلك.
الآيات القرآنية حول احترام المسنين
يُعتبر الدين الإسلامي دينا يستند إلى الأخلاق والإنسانية، ويعكس الرحمة والمودة. ومن مظاهر هذه الرحمة هي التأكيد على أهمية احترام كبار السن. سنقوم بتسليط الضوء على بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن ضرورة احترام المسنين:
- قال الله تعالى في سورة الأحقاف، الآية 15: “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا حملته أمه كرهًا ووضعته كرهًا وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا. حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والديّ وأن أعمل صالحًا ترضاه”.
- وفي سورة لقمان، الآية 14: “ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير”.
في السورتين السابقتين، يُبين الله سبحانه وتعالى أهمية الإحسان إلى الوالدين خاصة عندما يبلغان سن الكبر، تكريمًا لما بذلوه من جهد في تربيتهم، خصوصًا دور الأم في الحمل والرعاية.
- وورد في سورة الإسراء، الآية 23: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا. إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا”.
تظهر الآية السابقة أن الله يأمر عباده بالإحسان إلى والديهم، وعدم إظهار أي علامة من علامات الضيق، مع ضرورة الدعاء لهما بالرحمة كما ربيّاهم صغارًا.
الأحاديث النبوية حول احترام المسنين
- حث الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة احترام كبار السن ومعاملتهم بشكل كريم، لأنهم يجسدون البركة والخير في المجتمع. وقد ورد عنه: “لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدعو به من قبل أن يأتيه، فإنه إذا مات انقطع عمله، ولا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا”.
- وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه “الخير مع أكابركم” أو “البركة مع أكابركم”.
- رُوي عن أنس بن مالك أنه قال: “ألا أنبئكم بخياركم؟ قالوا: بلى يا نبي الله. قال: خياركم أطولكم أعمارًا إذا سددوا”.
- وقال أبو هريرة: “خياركم أطولكم أعمارًا وأحسنكم أعمالًا”.
- ورد عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام – ذو العلم – إمام مقسط”.
- وأشار أنس بن مالك إلى قول الرسول: “يا أنس: وقر الكبير وارحم الصغير ترافقني في الجنة”.
- وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر”.
أهمية احترام المسنين
تتعدد جوانب أهمية احترام المسنين، ومن هذه الجوانب:
- يمتلك المسنون خبرة وحكمة نتيجة لسنوات حياتهم، ولكنهم غالبًا ما يعانون من الضعف البدني أو الصحي، مما يتطلب منا مساعدتهم وتخفيف معاناتهم.
- احترام المسنين هو أمر أوصى به الله ونبيه، ويجب على الأفراد الالتزام به لما فيه من جزاء عظيم في الدنيا والآخرة.
- كما أن الاحترام الذي تقدمه لكبار السن في شبابه سيوفر لك المعاملة نفسها عندما تصبح مسنًا.
علاقة المسنين بأفراد المجتمع
ترتبط علاقة المسنين بأفراد المجتمع بالقيم الثقافية والدينية، حيث تتميز بتقدير واحترام. إليك بعض الجوانب الرئيسية لهذه العلاقة:
- الاحترام والتقدير: يُعتبر المسنون في العديد من الثقافات مصدرًا للحكمة والخبرة، مما يستدعي تقديرهم واحترامهم من قبل المجتمع.
- الدعم والرعاية: يعتبر تقديم الدعم والرعاية للمسنين من الواجبات الأساسية، سواء من خلال الرعاية الطبية أو الاجتماعية.
- التواصل الاجتماعي: يُعتبر التواصل مع المسنين ضروريًا لتحسين شعورهم بالانتماء، مما يتطلب زيارة شخصية أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- المساواة والعدالة: يجب على المجتمع أن يعزز حقوق المسنين، ويضمن الفرص المتساوية لهم دون تمييز.
- الاستفادة من الخبرة: ينبغي الاستفادة من حكمة وآراء المسنين بشأن القضايا الاجتماعية والشخصية.