تأثير عمل المرأة على المجتمع
تعتبر المرأة نصف المجتمع، ولكنها قد أصبحت في الواقع لاعباً رئيسياً يؤثر على مجمل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية. إن دورها الفعال في مختلف القطاعات لم يصبح مجرد وجود، بل تحول إلى عنصر حيوي ومؤثر. ينعكس تأثير عمل المرأة إيجاباً ليس فقط على نفسها ولكن أيضاً على المجتمع بشكل عام، حيث يمكن ملاحظة أثر عمل المرأة من خلال النقاط التالية:
تعزيز الاقتصاد الوطني
تتسم المجتمعات التي تدعم المساواة بين الجنسين بتوفر فرص عمل ملائمة للنساء تتناسب مع مؤهلاتهن الأكاديمية، مما يؤدي إلى مستويات اقتصادية أعلى مقارنةً بغيرها. لقد أثبتت المرأة اليوم قدرتها على ابتكار مشاريع ريادية تُعزز من دخل أسرها كما تساهم في تحسين الاقتصاد المحلي. كما أن التعاون بين الرجل والمرأة يعزز قدرة المرأة على تحسين مهاراتها المهنية والوظيفية.
يساهم عمل المرأة بشكل محوري في تعزيز اقتصاد المجتمع من خلال الحد من الفقر. على سبيل المثال، أفاد البنك الدولي في دراسة أجريت في أمريكا اللاتينية أن دخل المرأة من سوق العمل ساعد في تقليص الفقر المدقع بنسبة 30% خلال عقد من الزمن.
مساعدة في تحقيق التنمية المستدامة
تعتبر التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي من الأهداف الرئيسية التي يسعى لتحقيقها جميع المجتمعات. إن مشاركة المرأة في دعم الاقتصاد الوطني تلعب دوراً أساسياً في تحقيق هذه الأهداف، حيث أن وجود المرأة كجزء من القوى العاملة يعزز مفاهيم الاستثمار والتنمية. ويساهم ذلك في تعزيز أسس التنمية المستدامة من حيث الأمن الغذائي والرعاية الصحية والقضاء على الفقر بالإضافة إلى رفع مستوى الرفاهية على المدى الطويل.
تحسين بيئة العمل
لقد ساهم التنوع بين الجنسين في تعزيز الابتكار والإبداع في بيئات العمل. وتمثل المهارات العاطفية والتواصل الفعال ميزات تنافسية تدعم المرأة في مجال العمل، كما أفادت دراسة نُشرت عام 2016 من قبل شركة Hay Group للاستشارات العالمية في لوس أنجلوس.
تشير الدراسة إلى أن النساء تتفوقن على الرجال في مجالات الذكاء العاطفي، مثل الوعي الذاتي، والتعاطف، وإدارة النزاعات، والقدرة على التكيف، والعمل الجماعي، وهي جميعها مهارات أساسية تساهم في قيادات فعّالة في أماكن العمل مما يزيد من الكفاءة التنظيمية داخل المؤسسات ويساعد على تحقيق الرضا الوظيفي بين جميع الأفراد.
التحديات التي تواجه عمل المرأة
على الرغم من أن دور المرأة أساسي في تحقيق التنمية، إلا أنها لا تتلقى الدعم الكافي للتغلب على العقبات التي تحد من قدرتها على الأداء الفعّال، مثل التحديات الأسرية والاجتماعية، بالإضافة إلى التمييز في المعاملة والأجور من قبل أرباب العمل.
توافق الأبحاث في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية على أن تقليص المعيقات التي تواجه عمل المرأة وتوفير الفرص المناسبة لها في مختلف المجالات يُعدّ من الدعائم الأساسية لتنمية المجتمع وتحسنه. جميعنا نواجه تحديات تحاول عرقلة شغفنا وعملنا بصرف النظر عن هويتنا، ولكن من الممكن التغلب عليها من أجل الوصول إلى النجاح وتحقيق تأثير إيجابي في مجتمعاتنا.