تُعتبر آثار تفكك الأسرة على الأطفال عميقة، ولذلك يتساءل الآباء والأمهات عن كيفية حماية أبنائهم من الظروف المتغيرة التي تطرأ على حياتهم الأسرية. فالتجاوزات التي قد يقترفها الكبار هي جزء من الطبيعة البشرية، غير أنه لا ينبغي أن يتحمل الأطفال عواقب هذه الأخطاء. لذلك، يقدم موقعنا حلولاً مقترحة من خبراء التربية للتغلب على هذه المشكلة.
تأثير تفكك الأسرة على الأطفال
تشبه عقلية الطفل في سنوات حياته الأولى وعاءً فارغًا يتم ملؤه بكل ما يراه ويسمعه. مع مرور الوقت، تتشكل شخصية الطفل بناءً على ما يراه من تصرفات والديه. فإذا نشأ الطفل في بيئة تحترم وتقدر الأب والأم، فإنه ينمو ليصبح فردًا سويًا ومتوازنًا نفسيًا. على الجانب الآخر، إذا نشأ في عائلة مضطربة بها علاقات مشوهة، فمن المتوقع أن يترتب على ذلك عواقب سلبية عديدة. ومن هذه الآثار:
- فقدان الإحساس بالانتماء سواءً للأسرة، أو للوطن، أو لأي مجتمع ينتمي إليه الطفل، حيث تضعف الثقة في الآخرين، مما قد ينتج عنه سلوك عدواني وعنف ورغبة في تدمير الذات والآخرين.
- يتعرض الأطفال في الأسر المفككة إلى اضطرابات نفسية ومشكلات في تقدير الذات، إما بأن يتحولوا إلى أشخاص نرجسيين يبالغون في تقدير أنفسهم على حساب الآخرين، أو يتحولون إلى أفراد ضعيفين وغير قادرين على الوثوق بأنفسهم.
- يسعى الأفراد الذين ينشأون في بيئة أسرية مفككة إلى الانعزال، مما يؤدي إلى عجزهم عن تحمل المسؤولية ومشاعر الحقد تجاه من نشأ في ظروف أفضل.
- قد يتعرض الطفل للنبذ من أقرانه، مما يجعله عرضة للاستغلال من قبل أشخاص ذوي نوايا سيئة سواءً على الصعيد المادي أو الجنسي.
- ضعف التحصيل الدراسي وانخفاض مستوى التركيز يُعَدّ من الأعراض المرتبطة بتفكك الأسرة.
- الاكتئاب وفقدان الشغف والإبداع قد يظهر أيضًا كنتيجة لمثل هذه الظروف.
أقرأ أيضًا:
أسباب التفكك الأسري
هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في ظاهرة التفكك الأسري، نوضحها فيما يلي:
- غياب الأب عن الصورة وتولي الأم مسؤولية رعاية الأطفال مما يولّد شعورًا بالفقد والنقص لديهم.
- الطلاق أو النزاعات المستمرة بين الزوجين تؤدي إلى معاناة حقيقية للأطفال، وهو أمر واضح للجميع.
- حرمان الآباء من رؤية أطفالهم نتيجة النزاعات على الحضانة والخلافات المالية في المحاكم.
- الاختلافات الاجتماعية والطبقية بين الأب والأم، والتي تسبب احتقار أحدهما للآخر استنادًا إلى اختلاف الطباع والعادات.
- انشغال الأب والأم بالعالم الافتراضي ومنصات التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى عدم اهتمامهم بمشكلات أطفالهم النفسية خاصة في مرحلة المراهقة.
- وجود خادمات لتلبية احتياجات الأطفال مما يساهم في غياب الأهل عن حياتهم بشكل كلي.
- افتقار الوازع الديني ونقص القدوة مما يؤدي إلى تصرفات غير مسؤولة من الأهل، مثل الكذب والرشوة، ما يؤثر سلبًا على سلوك الأطفال.
أقرأ أيضًا:
نصائح لحماية الأطفال من التفكك الأسري
قد تظهر على الأطفال علامات تشير إلى تأثرهم بالأوضاع الأسرية، مثل التبول اللاإرادي، أو التأتأة، أو الميل إلى الانعزال والغضب، مما يستوجب من الآباء اتخاذ إجراءات سريعة كما يلي:
- يجب الانتباه إلى مراعاة الود والتفاهم في الحوار بين الآباء، خاصةً أمام الأطفال.
- في حالة الانفصال، يجب تمهيد الأمر للأطفال وتوضيح الموقف لهم بطريقة صادقة وجوهرية.
- ينبغي تجنب استخدام الشتائم أو الألفاظ المسيئة من أي طرف سواءً أمام الأطفال أو خلفهم.
- من الضروري تعزيز القيم الإنسانية الإيجابية منذ الصغر.
- ينبغي أن يتصرف الأب والأم بشكل يمثل العادات والقيم التي يرغبان في زرعها في نفوس أبنائهم.
- يجب إشراك الأطفال في مناقشات الأسرة لتعزيز قدرتهم على تحمل المسؤولية وحل المشكلات.
- تجنب العنف اللفظي أو الجسدي أمام الأطفال لحمايتهم من العواقب النفسية السلبية.
- تشجيع الأطفال على التواصل مع عائلتهم الممتدة لتخفيف شعور الوحدة.
- تعزيز قيمة التعاون بين الأطفال لبناء روح من التعاون والقوة بينهم.
- تطبيق أساليب حداثية في العقاب ومناقشة الأخطاء لتعزيز التفكير المنطقي لدى الأطفال.
أقرأ أيضًا:
يوجد الكثير من الحالات التي تشهد تدمير الأسر نتيجة جهل الأهل بخطورة تصرفاتهم وتأثيرها على أطفالهم، حيث إن كل طفل له أسلوبه الخاص في التعبير عن ألمه ومعاناته.