الحج
تُعد فريضة الحج من الأركان الأساسية للإسلام، ويجب على كل مسلم قادر القيام بها. وقد حَثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الحج وذكر أنه أداه مرة واحدة فقط. توجد العديد من الأحاديث الصحيحة التي تتعلق بالحج، وسنستعرض في هذا المقال بعضًا منها.
تعريف الحج
فالحج في اللغة يعني القصد أو الاتجاه نحو شيء معين، إذ يُقال: حججت إلى المكان، أي قصدته. ويعني الحج أيضًا القصد المتميز.
أما في المعنى الشرعي، فالحج هو نية المسلم السفر إلى مكان محدد وهو البيت الحرام وعرفة، في زمن معين وهو أشهر الحج، لأداء مناسك محددة تشمل الوقوف بعرفة والطواف والسعي، وفق شروط معينة.
أحاديث نبوية عن الحج
تتضمن السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تشجع على الحج وتبرز فضائله، ومن بينها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه: (سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور). يوضح الحديث أن الحج الخالص لوجه الله تعالى هو المقبول، وأن الجهاد مقدم على حج النافلة.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه). يُظهر هذا الحديث عظمة حج المسلم الصادق الذي يعود مغفور الذنوب.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة هو الحج والعُمرة). يؤكد هذا الحديث أن أداء الحج هو جهاد لكل مسلم من هذه الفئات.
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور).
- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: (…أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابسط يمينك لأبايعك، فبسط يده. قلت: أردت أن أشتَرطَ. قال: تشتَرط بماذا؟ قلت: أن يُغفر لي. قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله…)
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). يعبر الحديث عن فضل الحج الخالص واستحقاقه للجنة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ماذا أراد هؤلاء؟) يعبر هذا الحديث عن فضل يوم عرفة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعُمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة، وليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة). يشدد الحديث على أهمية التكرار بين الحج والعُمرة.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا). يوضح الحديث أن الحج فرض على المسلم مرة واحدة في العمر.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طاف بهذا البيت أسبوعًا فأحصاه، كان كعطق رقبة، لا يضع قدمًا ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة).
- عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: (سُئل أي الأعمال أفضل؟ قال العَجُ والثَّجُ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاءني جبريل وقال يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج).
حكم الحج
يُعتبر الحج فريضة واجبة على كل مسلم بالغ قادر، مرة واحدة في العمر. وقد ورد ذكر فرضية الحج في القرآن الكريم بوضوح كما في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا). كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في حديثه: (بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ)، وهذا يدل على اتفاق الأمة الإسلامية على وجوب الحج على المستطيع.
فوائد مشروعية الحج
يحمل الحج العديد من الحكم والمنافع، منها:
- يعبر الحاج من خلال أدائه لفريضة الحج عن خضوعه لله سبحانه وتعالى، بعيدًا عن مشاغل الحياة.
- يعد الحج فرصة للشكر لله على نعمه العظيمة مثل الصحة والمال.
- يجتمع المسلمون من شتى الأماكن في الحج، مما يعزز روح الوحدة والمساواة بينهم.
- يعتبر الحج وسيلة لتطهير النفس من الذنوب والمعاصي.
أنواع الحج
للحج ثلاث أنواع يمكن للحاج اختيار أي منها:
- الإفراد: حيث ينوي الحاج الحج فقط.
- القران: حيث ينوي الحاج أداء الحج والعمرة معًا، ويتوجب عليه ذبح هدي.
- التمتع: حيث يقوم الحاج بالعمرة أولًا في أشهر الحج، ثم يُحرم لأداء مناسك الحج، ويتوجب عليه أيضًا ذبح هدي.