نفاق
لقد مللنا من النفاق!
ما الفائدة من كل هذه العناق؟
وقد انتهينا بالفعل.
وكل القصص التي سردناها
تظهر أنها نفاق..
نفاق..
يكفي..
إنها الساعة الواحدة..
أين الحقيبة؟..
هل تسمع؟ أين أخفيت الحقيبة؟
نعم، إنها تشير إلى الساعة الواحدة..
بينما نكرر نفس القصص المملة
بلا فائدة..
دعنا نعترف الآن بأننا فشلنا
ولم يتبقَ منا
سوى عيون متعبة
تلاشت فيها الأضواء
وبحيرات عيوننا الخاوية
تحجرت فيها الوفاء..
لقد مللنا..
نتأمل بعضنا في غباء
ونروي قصص الصدق والأصدقاء
ونزعم أن السماء
قد جارت علينا..
بينما نحن بأيدينا
دفنّا الوفاء
وبعنا ضمائرنا للشتاء..
وها نحن نجلس كالأصدقاء
لكننا لا نحب بعضنا، ولا نحن رفاق
نسترجع رسائلنا السابقة
ونضحك على الأسطر الزائفة
عن هذا النفاق.
هل كتبنا هذا النفاق؟
بدون تفكير، ولا مشاعر..
لقد مللنا من هذا الهراء..
أين الحقيبة؟.. أين الرداء؟..
لقد اقتربت اللحظة الحاسمة
وسرعان ما سيغمر المساء
فصول علاقتنا الفاشلة..
يوميات امرأة
لماذا في مدينتنا؟
نعيش الحب هرباً وتزويراً؟
نستحصل على مواعيدنا من شقوق الأبواب
ونطلب الرسائل والمشاوير
لماذا في مدينتنا؟
يصطادون المشاعر والعصافير
لماذا نحن كما القصدير؟
وما يبقى من الإنسان
عندما يصبح قصديراً؟
لماذا نحن مزدوجو الإحساس والتفكير؟
لماذا نحن أرضيون
نخشى الشمس والنور؟
لماذا أهل بلدتنا؟
يمزقهم التناقض
ففي ساعات يقظتهم
ينتقدون الضفائر والتنانير
وحين الليل يحتضنهم
يحتفظون بالصور
دائماً أسأل نفسي
لماذا لا يكون الحب في الدنيا؟
لكل الناس
مثل أشعة الفجر؟
لماذا لا يكون الحب كالبن والخمر
ومثل الماء في النهر
ومثل الغيوم والأمطار
والأعشاب والزهور؟
أليس الحب للإنسان
عُمراً داخل العمر؟
لماذا لا يكون الحب في بلدي؟
طبيعياً
كلقاء الشفاه بالشفاه
ومنساباً
كما شعري على ظهري
لماذا لا يحب الناس برفق ويسر؟
كما الأسماك في البحر
وكما الأقمار تدور في مداراتها؟
لماذا لا يكون الحب في بلدي
ضرورة
كديوان من الشعر؟
لا تحبيني
هذا الحب..
لم يعد يغريني!
فلتستريحي.. ولتريحيني..
إذا كان حبكِ
في تقلباته
ما قد رأيتُ،
فلا تحبيني..
حبي هو الدنيا بكاملها
أما حبكِ، فليس يعني لي شيئاً..
أحزاني الصغيرة تعانقني
و تزورني،
إذا لم تزوريني.
ما يهمني
ما تشعرين به..
إن افتراضي فيك كافٍ بالنسبة لي..
فالحب وهمٌ في خواطرنا
كالعطر في حديقة البساتين..
عيناكِ،
من حزني خلقتُهما
ما أنتِ؟
ما عيناكِ؟ من دوني..
ففمكِ الصغير
أدرتُه بيدي
وزرعتُه أزهار الليمون..
حتى جمالكِ
لا يثير دهشتي
إذا تغيبين فترة..
فالشوق يفتح ألف نافذة
خضراء،
عنكِ تغنيني.
لا يهمني، يا معذّبتي
أحببتِني أم لم تحبيني..
أنتِ استريحي من هواي،
لكن سأسألك:
لا تريحيني..
من يوميات تلميذ راسب
ما هو المطلوب مني؟
ما هو المطلوب بالتحديد مني؟
لقد قضيتُ حياتي في مدرسة الحب
وطوال الليل.. طالعتُ.. وذاكرتُ..
وقد أنهيت جميع الواجبات..
كل ما يمكنني فعله في مخدع الحب،
فعلته..
كل ما يمكنني حفره في خشب الورد
حفرته..
كل ما يمكنني رسمه
من حروف ونقاط ودوائر
قد رسمته..
لماذا امتلأت كرّاستي بالعَلامات الرديئة؟
ولماذا تستهينين بتاريخي
وقدراتي وفني؟
أنا لا أفهم حتى الآن، يا سيدتي
ما هو المطلوب مني؟
ما هو المطلوب مني؟
كي أكون الرجل الأول بين رجالك
وأكون الرائد الأول
والمكتشف الأول
والمستوطن الأول
في شعرك أو طيات شالك..
ما هو المطلوب حتى أدخل البحر
وأستلقي على دفء رمالك؟
لقد نفذت – حتى الآن –
آلاف الحماقات لإرضاء خيالك
وأنا استشهدت آلاف المرات
من أجل وصالك
يا التي داسَتْ على أقدامها
أقوى الممالك..
حرريني من جنوني وجمالك
ما هو المطلوب لأعلن للعشق ولائي
ما هو المطلوب لأدفن بين الشهداء؟
أدخلوني في سبيل العشق مستشفى المجاذيب..
وحتى الآن – يا سيدتي – لم يطلقوني..
لقد شنقوني في سبيل الشعر مرات ومرات..
ويبدو أنهم لم يقتلوني
حاولوا أن يقلعوا الثورة من قلبي وأوراقي
ويبدو أنهم..
في داخل الثورة – يا سيدتي –
قد زرعوني..
يا التي حبي لها
يدخل في باب الخرافات
ويستنزف عمري ودمي..
لم يعد عندي هوايات سوى
أن أجمع الكحل الحجازي الذي بعثرته في كل الزوايا..
لم يعد عندي اهتمامات سوى
أن أطفئ النار التي أشعلها نهدك في قلب المرايا..
لم يعد عندي جواب مقنع
عندما تسألني عنك دموعي ويداي..
اشربي قهوتك الآن، وقولي
ما هو المطلوب مني؟
منذ السنة الألفين قبل الثغر..
فكرت بثغرك
منذ السنة الألفين قبل الخيل..
أجري كحصان حول خصرك..
وإذا ذكروا النيل..
تباهيت أنا في طول شعرك..
يا التي يأخذني قفطانها المشغول بالزهر
إلى أرض العجائب..
يا التي تنتشر الشامات في أطرافها
مثل الكواكب..
إني أصرخ كالمجنون من شدة عشقي..
فلماذا أنت، يا سيدتي، ضد المواهب؟
أرجوك أن تبتسمي..
أرجوك أن تنسجمي..
أنتِ تعرفين تماماً
أن خبراتي جميعاً تحت أمرك
ومهاراتي جميعاً تحت أمرك
وأصابعي التي عمرت أكوان بها
هي أيضاً..
هي أيضاً..
هي أيضاً تحت أمرك..
لكي أذكر باقي النساء
حرامٌ عليك..
حرامٌ عليك..
أخذت آلاف العصافير مني
ولون السماء..
وصادرت من رئتي الهواء
أريدك أن تمنحيني قليلاً من الوقت،
كي أذكر باقي النساء..