تعتبر قواعد الفعل المضارع من أبرز القواعد النحوية في اللغة العربية، حيث يلعب كل من الرفع والنصب والجزم دورًا حيويًا في تحديد موقع الفعل في الجملة وكذلك حالته الإعرابية. تختلف أدوات النصب في تأثيرها على الفعل المضارع، مما يغير من إعرابه والتعبير عن حالته. سيسلط هذا المقال الضوء على أدوات نصب الفعل المضارع المختلفة.
أدوات نصب الفعل المضارع
الفعل المضارع يُرفع عادة، ولكن يمكن نصبه عند دخول أدوات النصب عليه، مما يغير من علامة إعرابه بين الفتحة الظاهرة أو المقدرة أو حذف النون. تنقسم أدوات النصب إلى نوعين: أدوات ناصبة بذاتها مثل (أن، لن، كي، إذن)، وأدوات مضمرة بحسب شروط معينة.
أن
تُعتبر “أن” حرف نصب مصدري، ولها عدة استخدامات في علم النحو؛ فقد تستخدم للتفسير أو الزيادة، ولها أيضًا حالات يمكن حذفها فيها. تأتي بعد “لما” التي تدل على الحينية، وتتوسط بين أدوات الشرط والقسم، ويمكن أن تظهر بعد حرف الكاف. تُعرف بأنها المخففة من الثقيل وأصلها “أن” الناسخة.
اللامات
تشمل اللامات عدة أنواع، منها لام الجحود التي تُستخدم للنفي المؤكد بعد “ما كان” أو “لم يكن” مع نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبًا. ولام التعليل التي تُشير إلى السبب، حيث تنصب الفعل جوازًا وأيضًا لام العاقبة التي تدل على نتيجة غير متوقعة ويُعرب بعدها بنفس الشكل.
حتى
يمتلك “حتى” ثلاثة معانٍ في النحو؛ يمكن أن تكون حرف عطف، حرف جر، أو حرف ابتداء. وأحيانًا تُستخدم كأداة نصب للفعل المضارع بشرط أن يكون فعلها مستقبلًا، مثل (كل إنسان برئ حتى تثبت إدانته).
كي
تعمل “كي” كحرف مصدري وليس كحرف جر أو تعليل، ويجب أن يأتي الفعل بعدها منصوبا كما في (لكي لا يكون على المؤمنين حرج). يجب الحذر عند استخدامها، فعندما تكون حرف تعليل (مثل: جئتك كي أكرمك) تفقد عملها كأداة نصب.
لن
تعبر “لن” عن النفي، مما يعني عدم وقوع الفعل في المستقبل. تُستخدم في حالات مثل (لن أبرح حتى أبلغ) حيث يظل الفعل مرتبطًا بفترة زمنية قصيرة، إلى جانب استخدامها لنفي الفعل دائماً مثل (لن تطلع الشمس من مغربها إلا يوم القيامة).
إذن
تُستخدم “إذن” كأداة جواب واستقبال، حيث يُشترط أن يكون الفعل بعدها دالا على المستقبل، ولا تُفصل بينها وبين الفعل قسم أو نداء. مثال على ذلك: (إذن تفرح المعلمة إذا حضرت الحصة).
فاء السببية
تعتبر “فاء السببية” أداة نصب للمضارع، شرط أن يأتي الفعل بعدها سبب لدخولها بعد الطلب، مثل الأمر أو الاستفهام. كما يجب أن تسبق بنفي، مثال: “أحضر الدرس فتفرح بك المعلمة”.
واو المعية
تُستخدم أيضاً كأداة نصب للمضارع، حيث تربط بين فعلين، وتأتي غالبًا بعد طلب أو نفي، مثل: “لا يطيع الله ويترك صلاته” أو “قم بزيارتي وأعطيك واجبك”.
أو
لا تعني “أو” العطف الخالص، بل تُستخدم بمعانٍ مثل “إلى” أو “إلا”، مثل: “سأستمر في السير حتى أرى والدتي”، أو “لا أركن إلى الذين ظلموا أو يعودوا عن ظلمهم”.
أدوات النصب العاطفة: ثم- أو- الواو- إلغاء
يمكن أن تنصب الفعل المضارع بأن المضمرة جوازًا، بمعنى جواز إظهارها أو إخفائها مع اكتمال المعنى، وتتقدم باسم جامد، مثل: “مداومتك على القراءة أو تحدثك بالفصحى يحسّن مهاراتك اللغوية”.
أمثلة لأدوات النصب في القرآن
- لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى.
- فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل.
- ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي.
- لكي لا يكون على المؤمنين حرج.
- والله يريد أن يتوب عليكم.
- فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزينًا.
إعراب حروف النصب
- أحب أن ألعب: “أن” تعرب حرفًا مبنيًا على السكون لا محل له من الإعراب.
- أسلمت حتى أدخل الجنة: “حتى” تعرب حرف غاية وجر مبنيًّا على السكون المقدر لا محل له من الإعراب.
- اتصلت عليك كي تخبرني الشروط: “كي” تعرب حرف تعليل وجر مبنيًا على السكون الظاهر لا محل له من الإعراب.
- سألزمك بالنقود أو تعطيني أجرتي: “أو” تعرب حرف عطف ناصب مبنيًا على السكون الظاهر لا محل له من الإعراب.
يمكنكم التعرف على:
حروف النصب التي تنصب المضارع وجوبا
- لام الجحود.
- واو المعية عندما تسبق بطلب أو نفي.
- فاء السببية عندما تسبق بطلب أو نفي.
- الأو الناصبة.
- بعد “حتى”.
حروف النصب التي تنصب المضارع جوازًا
- بعد “أن” المضمرة جوازًا.
- إذا سبق المضارع بحرف عطف ناصب.
- إذا سبق بلام التعليل أو العاقبة أو الزائدة.
تدريبات عن أدوات النصب
قم بتحديد أداة النصب وأعرب الفعل بعدها فيما يلي:
- لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
- ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم.
- لن تبلغ المجد حتى تعلق الصبر.
- ذاكر حتى تحصل على أعلى الدرجات.