أحكام الإدغام
يعني الإدغام التقاء حرفين، حيث يكون بينهما رابط، سواء كان هذا الرابط من حيث القرب أو التجانس أو التماثل. نتيجة لذلك، يتحول الحرف الأول إلى الحرف الثاني ليُنطق كحرف واحد مشدد من نوع الحرف الثاني. أدناه، نستعرض بعض أنواع الإدغام مع أمثلة توضيحية.
الإدغام بغنة
يشير الإدغام بغنة إلى التقاء أحد أحرف الإدغام مع غنة، وهي الياء أو الواو أو النون أو الميم، ويمكن تذكرها في كلمة (ينمو). حين يظهر أحد هذه الأحرف الأربعة بعد النون الساكنة أو التنوين في كلمتين، يلزم إجراء الإدغام بغنة. والغنة هنا تعني الصوت الرخيم الذي يخرج من الأنف عند النطق بالحرف الذي يحتوي على غنة. ومن الأمثلة على الإدغام بغنة: (من ولي)، (من يعمل)، (من نعمة)، و(أمنةً نعاساً).
الإدغام بغير غنة
يحدث الإدغام بغير غنة في حرفين، وهما اللام والراء. وتكون هذه الحالة عندما تلتقي النون الساكنة أو التنوين مع أحد هذين الحرفين في كلمتين، ولا يتم الإدغام بغير غنة إلا في كلمتين. تتوفر العديد من الأمثلة على ذلك في القرآن الكريم، ومنها: (من لدنه)، (تواباً رحيماً)، (من ربهم)، و(سائغاً للشاربين).
إدغام المثلين الصغير
يعتبر إدغام المثلين الصغير أحد أقسام أحكام الميم الساكنة، ويحدث عندما ترد ميم متحركة بعد الميم الساكنة، حيث يتم إدغامهما معاً، ليظهر في الأداء ميم واحدة مشددة مع إظهار الغنة. يمكن أن يحدث هذا الحكم في كلمة واحدة أو في كلمتين. من هذا النوع يأتي إدغام النون الساكنة أو التنوين في الميم، بحيث تتبدل النون إلى ميم عند الأداء. مثلاً: (من مال) سواء كانت الميم أصلية أم ميم منقلبة عن نون ساكنة، فإنها تخضع لحكم إدغام المثلين الصغير. ومن الأمثلة على إدغام الميم في الميم: (كم من)، كما يطلق على كل ميم مشددة أنها إدغام مثلين صغير، مع ضرورة الحرص على كمال التشديد والغنة.