تتناول العلوم الجيولوجية أسباب عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي مع المحيط الهادئ، حيث يسعى العلماء دائمًا لتقديم تفسيرات دقيقة حول هذه الظاهرة.
أسباب عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى عدم خلط مياه المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، ومن بينها:
- اختلاف مستوى المياه من حيث العمق والدرجة في كلا المحيطين.
- يتسم سطح المياه في المحيط الهادئ بارتفاعه بمقدار 50 سم فوق سطح المحيط الأطلسي.
- يعود ذلك إلى الفروقات في تركيب المياه بين المحيطين، حيث تختلف كثافة الملوحة بينهما.
- لذا، فإن المياه لا يمكن أن تختلط في القاع.
- يمكن استنتاج أن عدم اختلاط المياه يعود إلى عدة عوامل مثل الكثافة، والملوحة، ودرجة الحرارة، وغيرها.
- بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم ظواهر طبيعية كقوة كوريوليس في هذا الانفصال، وسنقوم بالاستعراض المفصل لهذه الأسباب في الفقرات التالية.
كثافة المياه
- المحيط الأطلسي مقسم إلى قسمين: القسم الشمالي الذي يتميز بمياه دافئة ومالحة أكثر مقارنة بالقسم الجنوبي الذي تتصف مياهه بالبرودة وأقل كثافة.
- أما المحيط الهادئ فينقسم أيضًا إلى قسم شمالي، يتسم بمياهه قليلة الملوحة والكثافة نتيجة لكثرة الأمطار الموسمية.
- في حين أن القسم الجنوبي من المحيط الهادئ، القريب من القطب الجنوبي، يتميز بمياه باردة وقليلة الملوحة بسبب قلة التبخر.
- من المعروف أن المياه الدافئة أقل كثافة من المياه الباردة، كما أن المياه العذبة لها كثافة أقل من المياه المالحة.
- وبذلك، تظل نسبة اختلاف الكثافة قليلة بما يسمح لمياه أحد المحيطين بأن تطفو على الأخرى.
درجة ملوحة المياه
- ترتبط درجة ملوحة المياه بشكل مباشر بالدورة الهيدرولوجية (أو دورة الماء في الطبيعة).
- عندما يحدث زيادة في التبخر، تزداد الأمطار الموسمية مما يقلل من ملوحة المياه.
- أما في حال انخفاض معدل التبخر، فإن ذلك يساعد في الحفاظ على درجة عذوبة المياه ويقلل من ملوحتها، خصوصًا في المناطق الباردة.
- وبالتالي، فإن الاختلاف في درجات الملوحة بين المحيطين يؤدي إلى عدم اختلاط مياههما.
التركيب الكيميائي للمياه
- تحتوي المياه الناتجة عن الأنهار الجليدية الذائبة في القطب الشمالي على كمية كبيرة من الرواسب، بما في ذلك الطين والمعادن مثل الحديد.
- تتجه هذه الأنهار نحو المحيط الأطلسي، مما يؤدي إلى زيادة الملوحة نتيجة لهذا المزيج.
- يمكن أن يحدث بذلك تغيير في التركيب الكيميائي للمياه، وقد تتكون الأمطار الحمضية.
- أيضًا، قد تتعرض المياه السطحية للتلوث، وقد تذوب جليد الجبال بسبب التغير المناخي في القطب الشمالي.
- كل هذه العوامل تؤدي في النهاية إلى اختلاف التركيب الكيميائي للمياه في السطح.
قوة التوتر السطحي للمياه
- تنشأ هذه القوة نتيجة تفاعل الجزيئات المكونة للماء.
- واختلاف الكثافة بين المحيطين يؤدي إلى اختلاف مقدار هذه القوة ومدى شدتها، مما يمنع حدوث الاختلاط.
قوة كوريوليس
- تؤثر هذه القوة على حركة مياه المحيطات وتوجهاتها.
- في المنطقة الشمالية من الأرض، تتحرك التيارات البحرية في الاتجاه المعاكس لعقارب الساعة، بينما في المنطقة الجنوبية، تتحرك في اتجاه عقارب الساعة.
- وبذلك، بسبب التباين في الاتجاهات، لا تختلط المياه الآتية من المحيط الأطلسي شمالًا مع تلك الآتية من المحيط الهادئ جنوبًا.
ظاهرة الهالوكلين
- تلتقي مياه المحيط الهادئ الباردة ذات الكثافة والملوحة القليلة مع مياه المحيط الأطلسي الدافئة الأكثر كثافة.
- تتمتع مياه المحيط الهادئ بقدرتها على المرور من خلال مياه المحيط الأطلسي دون الصعود فوقها.
- وتشكل هذه الحالة نوعًا من الطبقة الضبابية العمودية التي تفصل بين المياه، وذلك بسبب تغييرات اللون بين المياه العذبة والمالحة.
- أيضًا، بسبب اختلاف مؤشر انكسار الضوء بين الطرفين العذب والمالح، تُعرف هذه الظاهرة بالهالوكلين.
معلومات حول مياه المحيط الأطلسي
لقد تعرفنا على طبيعة المياه في المحيط الأطلسي التي تسهم في عدم اختلاط مياه المحيطين، وها هي بعض صفات هذه المياه:
- المحيط الأطلسي يعتبر من أكبر وأهم المحيطات.
- يستقبل مياه البحر الأبيض المتوسط.
- تتميز مياه المحيط الأطلسي بكونها أقل ملوحة من مياه البحر الأبيض المتوسط، نظراً للتبخر الزائد الذي تتعرض له الأخيرة.
- تُصرف مياه البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، وليس العكس، وذلك بسبب زيادة تركيز الملح فيه.
معلومات حول مياه المحيط الهادئ
هنا بعض المعلومات حول مياه المحيط الهادئ:
- حجم المحيط الهادئ يُقدّر بحوالى 622 مليون كيلومتر مكعب.
- تختلف درجات الحرارة في المياه هناك حول درجة التجمد.
- حيث تصل درجات الحرارة في المناطق القريبة من القطبين إلى 30 درجة مئوية بالقرب من خط الاستواء.
- تتفاوت ملوحة المياه في المحيط الهادئ حسب اختلاف خطوط العرض.