قصائد حب بالفصحى
لو أنْ حَبةً من دمي سقطت في أنهار الأرض،
لأصبح أهلها مدمنين على حبك.
وخرجت الأسماك ترقص،
ومغنيةً ومشتغلةً بذكرك.
وصاحت الطيور في السماء،
تغرد مكونةً رسمك.
وتألقّت الأرض كلها،
كالعروس في يوم زفافها.
وجاء القمر يطلب يدك،
رغبةً في لمس نسماتك.
فهل يكفي حبي هذا القدر؟
أم ستسألينني لماذا أحبك؟
علمني حبك كيف أسير في دربك،
وإذا اشتقت إليك، أكلم طيفك.
علمني كيف أسهر وأدخل عوالم الخيال،
كفارس يسعى لإذن قبول حبك.
وكالرجل الذي إذا ذاق طعم الهوى،
طاف بالممالك بحثاً عن طريق يوصلني إليك.
فيا سيدتي….
لا تزرعي جنود عشقك في قلبي،
ولا تحتليني وتغيبي عني يوماً وأنا في انتظارك.
فأنا العاشق الحالم،
وأنا الآمل العارف،
بأني المقتول، والقاتل هو قلبي بحبك.
فهل ستأتين؟!
هل ستأتين وتحيين ما أغرقته فيك عشقاً،
وتسقينه حنان حروفك وتذيقينه خمر صوتك؟!
فهل ستأتين؟!
فأنا الذي بلغت في عشقك منتهاه.
من أجلك،
ومن اجتاز في حبك مداه.
لوصولك.
ومع ذلك،
سأنتظرك.
وعن أين سنلتقي؟
فأنا لا أعرف وطناً غيرك.
وعن كيف سنلتقي؟
فلا يوجد هدف في حياتي أعلى من قدرك.
وعن متى سنلتقي؟
فإن مسار حياتي يمتد إلى شيء واحد وهو وصالك.
ومهما كان المكان،
ومهما طال الزمان،
ستكونين بقربي وسأكون بقربك.
فلا تقلقي، حبيبتي، فأياً كان المكان،
فأنتي ملكي وأنا ملكك.
وسواء جئت إليك،
أو أتيتِ إلي، أو جئت بك.
فلن أهنأ بالحياة إلا بقربك.
ولن أرضى في حياتي بغيرك.
ولو كلفني حبك كل ما أملك،
سأصلك.
لا تخف مما أحدثته الأشواق
لا تخف مما أحدثته بك الأشواق.
واشرح عشقك، فكلنا عشاق.
عسى أن يعينك من شكوت له الهوى.
في حمله، فالعاشقون رفاق.
لا تجزع، فليس أنت الأول المتيم.
فتكت به الوجنات والأحداق.
قصائد حب بالفصحى مكتوبة
في هذا الفقرة، نقدم لكم مجموعة من أجمل القصائد التي تناولت وصف الحب. كما يمكنكم استكشاف أروع قصائد الشاعر الكبير المتنبي من خلال متعتنا مع أشعار الحب بالفصحى المكتوبة:
قصيدة عذل العواذل حول قلبي التائه للمتنبي
عَذْل العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ.
وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ.
يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّه.
وَيَصُد حينَ يَلمنَ عَن برَحائِهِ.
وَبِمهجَتي يا عاذِلي المَلِك الَّذي.
أَسخَطت كلَّ الناسِ في إِرضائِهِ.
إِن كانَ قَد مَلَكَ القلوبَ فَإِنَّه.
مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ.
الشَمس مِن حسّادِهِ وَالنَصر مِن.
قرَنائِهِ وَالسَيف مِن أَسمائِهِ.
أَينَ الثَلاثَة مِن ثَلاثِ خِلالِهِ.
مِن حسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِه.
مَضَتِ الدُهور وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ.
وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نظَرائِهِ.
القَلب أَعلَم يا عَذول بِدائِهِ.
وَأَحَق مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِه.
فَوَمَن أحِب لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى.
قَسَمًا بِهِ وَبِحسنِهِ وَبَهائِهِ.
أَأحِبّه وَأحِبّ فيهِ مَلامَةً.
إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ.
عَجِبَ الوشاة مِنَ اللحاةِ وَقَولِهِمْ.
دَع ما بَراكَ ضَعفتَ عَن إِخفائِهِ.
ما الخِلّ إِلّا مَن أَوَد بِقَلبِهِ.
وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ.
إِنَّ المعينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى.
أَولى بِرَحمَةِ رَبِّها وَإِخائِه.
مَهلًا فَإِنَّ العَذلَ مِن أَسقامِهِ.
وَتَرَفقًا فَالسَمع مِن أَعضائِهِ.
وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى.
مَطرودَةً بِسهادِهِ وَبكائِهِ.
لا تَعذر المشتاقَ في أَشواقِهِ.
حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ.
إِنَّ القَتيلَ مضَرَّجًا بِدموعِهِ.
مِثل القَتيلِ مضَرَّجًا بِدِمائِهِ.
وَالعِشق كَالمَعشوقِ يَعذب قربه.
لِلمبتَلى وَيَنال مِن حَوبائِهِ.
لَو قلتَ لِلدَنِفِ الحَزينِ فَدَيته.
مِمّا بِهِ لَأَغَرتَه بِفِدائِه.
وقِيَ الأَمير هَوى العيونِ فَإِنَّه.
ما لا يَزول بِبَأسِهِ وَسَخائِهِ.
يَستَأسِر البَطَلَ الكَمِيَّ بِنَظرَةٍ.
وَيَحول بَينَ فؤادِهِ وَعَزائِهِ.
إِنّي دَعَوتكَ لِلنَوائِبِ دَعوَةً.
لَم يدعَ سامِعها إِلى أَكفائِهِ.
فَأَتَيتَ مِن فَوقِ الزَمانِ وَتَحتِهِ.
متَصَلصِلًا وَأَمامِهِ وَوَرائِهِ.
مَن لِلسيوفِ بِأَن تَكونَ سَمِيَّها.
في أَصلِهِ وَفِرِندِهِ وَوَفائِهِ.
طبِعَ الحَديد فَكانَ مِن أَجناسِهِ.
وَعَلِيٌّ المَطبوع مِن آبائِهِ.
قصيدة لعينيك ما يلقى الفؤاد
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقى.
وللحب ما لم يبق مني وما بقي.
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه.
ولكن من يبصر جفونك يعشق.
وبين الرضا والسخط والقرب والنوى.
مجال لدمع المقلة المترقرق.
وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه.
وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي.
وغضبي من الإدلاء سكرى من الصبا.
شفعت إليها شبابي بريق.
وأشنب معسول الثنيات واضح.
سترت فمي عنه فقبل مفرقي.
واجياد غزلان كجيدك زرنني.
فلم اتبين عاطلا من مطوق.
وما كل من يهوى يغف إذا خلا.
عفافي ويرضي الحب والخيل تلتقي.
سقى الله أيام الصبا ما يسرها.
ويفعل فعل البابلي المعتق.
إذا ما لبست الدهر مستمتعا به.
تخرقت والملبوس لم يتخرق.
ولم أر كالألحاظ يوم رحيلهم.
بعثن بكل القتل من كل مشفق.
أدرن عيوبا حائرات كأنها.
مركبة أحدافها فوق زئبق.
عشية يعدونا عن النظر البكا.
وعن لذة التوديع خوف التفرق.
نودعهم والبين فينا كأنه.
قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق.
قواض مواض نسج داوود عندها.
إذا وقعت فيه كنسج الخدرنق.
هواد لأملاك الجيوش كأنها.
تخير أرواح الكماة وتنتقي.
تقد عليهم كل درع وجوشن.
وتفري إليهم كل سور وخندق.
يغير بها بين اللقان وواسط.
ويركزها بين الفرات وجلق.
ويرجعها حمرا كأن صحيحها.
يبكي دما من رحمة المتدقق.
فلا تبلغاه ما أقول فإنه.
شجاع متى يذكر له الطعن يشتق.
ضروب بأطراف السيوف بنانه.
لعوب بأطراف الكلام المشقق.
كسائله من يسأل الغيث قطرة.
كعاذله من قال للفلك أرفق.
لقد جدت حتى جدت في كل ملة.
وحتى أتاك الحمد من كل منطق.
رأى ملك الروم ارتياحك للندى.
فقام مقام المجتدي المتملق.
أجمل أشعار حب بالفصحى
وفي السطور القادمة، يسعدنا تقديم مجموعة من القصائد والأبيات الجميلة في الحب، تروي الروح وتبهج العيون، وذلك من خلال موضوعنا بعنوان أجمل أشعار حب بالفصحى:
قصيدة مضناك جفاه مرقده
مضناك جفاه مَرْقَده.
وبكاه ورَحَّمَ عوَّده.
حيرانُ القلبِ معَذَّبه.
مقروح الجفنِ مسهَّده.
أودى حرفاً إلا رمقاً.
يبقيه عليك وتنْفِده.
يستهوي الورْق تأوهه.
ويذيب الصخرَ تنهده.
ويناجي النجمَ ويتعبه.
ويقيم الليلَ ويقْعِده.
ويعلم كلَّ مطوَّقة.
ٍ شجناً في الدَّوحِ تردِّده.
كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ.
وتأدّب لا يتصيَّدهُ.
فعساك بغمْضٍ مسعِفه.
ولعلّ خيالك مسعِده.
الحسن حَلَفْت بيوسفِهِ.
والسورَة ِإنك مفرَده.
قد وَدَّ جمالك أو قبساً.
حوراءُ الخلْدِ وأَمْرَده.
وتمنَّت كلٌّ مقطَّعة.
يدَها لو تبْعَث تَشهده.
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي.
أكذلك خدك يَجْحَده؟
قد عزَّ شهودي إذ رمَتا.
فأشرت لخدِّك أشهده.
وهممت بجيدِك أشرَكه.
فأبى، واستكبر أصيَده.
وهزَزْت قَوَامَك أَعْطِفه.
فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَده.
سببٌ لرضاك أمَهِّده.
ما بال الخصْرِ يعَقِّده؟
بيني في الحبِّ وبينك ما.
لا يَقْدِر واشٍ يفْسِده.
ما بال العاذِلِ يَفتح لي.
بابَ السلْوانِ وأوصِده؟
ويقول: تكاد تجن به.
فأَقول: وأُوشِك أَعْبده.
مَوْلايَ وروحِي في يَدِه.
قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَده.
ناقوس القلبِ يدق له.
وحنايا الأَضْلعِ مَعْبَده.
قسماً بثنايا لؤلئِها.
قسم الياقوت منضدة.
ورضابٍ يوعد كوثره.
مَقتول العِشقِ ومشْهَده.
وبخالٍ كاد يحجُ له.
لو كان يقبَّل أسوده.
وقَوامٍ يَرْوي الغصْن له.
نَسَباً، والرمْح يفَنِّده.
وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي.
وعَوَادِي الهجر تبدِّده.
ما خنت هواك، ولا خطرتْ.
سلوى بالقلب تبرده.
قصيدة طبول الحرب تقرع
طبول الحرب تقرع في مسمعي حين تبكين.
وأهازيج الموت تهتف وأنتِ بدمعكِ تشهقين.
ألا سحقاً لمن أبكى كحيلة العينين.
وحول خطوط الكحل بقعا سوداء شوهت الجفنين.
سأحرقهم كما جعلوا خديكِ كجدران بيت محترق.
وأطليهم بسواد دمعكِ حبيبتي حتى تبتسمين.
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ولكن من يبصر جفونك يعشق.
أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل.
يهواك ما عشت القلب فإن أمت يتبع صداي صداك في الأقبر.
أنت النعيم لقلبي والعذاب له فما أمرك في قلبي وأحلاك.
وما عجبي موت المحبين في الهوى ولكن بقاء العاشقين عجيب.
لقد دب الهوى لك في فؤادي دبيب دم الحياة إلى عروقي.
خليلي فيما عشتما هل رأيتما قتيلا بكى من حب قاتله قبلي.
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا.
فياليت هذا الحب يعشق مرة فيعلم ما يلقى المحب من الهجر.
عيناكِ نازلتا القلوب فكلها إما جـريح أو مصاب المقتل.
وإني لأهوى النوم في غير حينه لعل لقاء في المنام يكون.
ولولا الهوى ما ذل في الأرض عاشق ولكن عزيز العاشقين ذليل.
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول.
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففي وجه من تهوى جميع المحاسن.
لا تحارب بناظريك فؤادي فضعيفان يغلبان قويا.
إذا ما رأت عـيـني جمالك مقبلاً وحقك يا روحي سكرت بلا شرب.
كـتـب الـدمع بخـدي عهده للهوى والـشوق يملي ما كتب.