أدوات النفي ومنع الفعل في اللغة العربية

تعتبر أدوات النفي والنهي من القواعد اللغوية الأساسية في اللغة العربية، والتي تستحق تسليط الضوء عليها وشرحها بطريقة تتناسب مع متعلمي اللغة والدارسين. ففهم أدوات النفي والنهي يمكن أن يسهم في تحسين مهارات اللغة العربية بشكل كبير.

أدوات النفي في اللغة العربية

تتضمن أدوات النفي تلك الكلمات التي تستخدم لنفي حدوث أو وقوع الخبر في الجملة. وقد قام علماء اللغة بتحديد هذه الأدوات، وتوضيح معانيها بشكل يساعد الطلاب في فهمها بسهولة.

تظهر أدوات النفي في الجملة أحيانًا، ويتميز كل منها عن الآخر، وأبرز هذه الأدوات تشمل:

لا، لم، إن، ما، ليس، غير، لات، لمّا، لن.

أدوات النفي المختصة بالأفعال

توجد بعض أدوات النفي التي خصصها علماء اللغة لتكون مرتبطة بالأفعال، حيث أنها لا تُستخدم إلا مع الفعل في الجملة الفعلية، ومن هذه الأدوات:

لن

  • تُستخدم “لن” لنفي حدوث الفعل في المستقبل، وهي تتعلق بالأفعال المستقبلية، كما أنها تُعرب كأداة نصب للفعل المضارع.

مثال: لن يدخل الجنة مشرك.

لم

  • تُستخدم “لم” لنفي وقوع الفعل في الماضي، وتعد من جوازم الفعل المضارع أيضًا.

مثال: لم يدخل منزلي كذاب.

مثال: لم يدخل الجنة مشرك.

لما

  • تُعتبر “لما” أداة نفي تخص الفعل في زمن الماضي المستمر، أي الفعل المرتبط بحال معين.
  • كما تُعبر “لما” عن نفي حدوث الفعل في الماضي، وهي تُراعي جزم الفعل المضارع كذلك.

مثال: لما يذهب أخوك إلى الطائف.

أدوات النفي المختصة بالأسماء

هناك أيضًا أدوات نفي تُستخدم مع الجمل الإسمية وتُعبر عن نفي حدوث أو وقوع الاسم، وأبرز هذه الأدوات:

لات

  • تُعد “لات” أداة نفي تقتصر على الجمل الإسمية، كما في قوله تعالى: (كم تعلمنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص).
  • تُعتبر “لات” الأداة الوحيدة للنفي المختص بالجمل الإسمية، حيث تنفي حدوث الاسم.

أدوات النفي المشتركة بين الأسماء والأفعال

توجد أدوات نفي تُستخدم مع الأسماء والأفعال معًا، حيث يمكن أن تدخل على الجملة الفعلية في بعض الأحيان والجملة الإسمية في أحيان أخرى، ومن هذه الأدوات:

لا

“لا” تُعتبر حرف نفي في اللغة العربية وهناك عدة أنواع لها:

  • لا النافية للجنس: مثل: لا تلميذ في المدرسة.
  • لا النافية للوحدة: مثل: لا شيء على الأرض باق.
  • لا النافية للعاطفة: مثل: الذي جاء أحمد لا خالد.
  • لا النافية الجوابية: مثل: هل وصل أحمد؟ لا.
  • لا النافية المهملة: مثل قوله تعالى: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون).
  • لا النافية المعترضة، مثل: كما تُستخدم لا بين الجار والمجرور، وبين العاطف والمعطوف عليه.

ما النافية

“ما” أداة نفي مشتركة كذلك تستخدم مع الأسماء والأفعال، وتظهر في عدة مواضع:

  • ما العاملة: التي تقوم بدور ليس، مثل قوله تعالى (فلما رأينه أكبرنه، وقطعت أيديهن وقلت حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم).
  • ما المهملة غير العاملة: التي ليس لديها عمل في الجملة، مثل قوله تعالى (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله).

إن

“إن” هي أداة نفي مشتركة بين الأسماء والأفعال، ولها نوعان:

  • إن العاملة، ويكون عملها مثل عمل ليس.
  • إن المهملة غير العاملة، التي لا تملك عملًا في الجملة، مثل قوله تعالى: (وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى).

ليس

“ليس” تُعتبر أداة نفي مشتركة بين الأسماء والأفعال، وتنقسم إلى:

  • ليس العاملة، التي تعد إحدى أخوات كان، مثل: ليس خالدٌ شاعراً.
  • ليس غير العاملة، التي ليس لها عمل في الجملة، مثل: ليس ينبغي لك أن تقول غير الحق.

أدوات النهي في اللغة العربية

أدوات النهي في اللغة العربية تشمل:

لم، لما، لام الأمر، ولا الناهية.

تُعبر “لا” الناهية عن منع الفعل، وهي تؤثر في جزم الفعل المضارع، مثل: لا تنام متأخراً، حيث “لا” هنا تدل على النهي وتقوم بتجميع الفعل “تنام”

الفرق بين لا النافية ولا الناهية

تتشابه “لا” النافية و”لا” الناهية في الكتابة، لكن هناك اختلافات جلية في المعنى والتصريف، ويمكن تعريف كليهما بالشكل التالي:

لا النافية

  • تدخل “لا” النافية على الجملة لتنفي وقوع الحدث، وتنفي الفعل عن المتكلم، حيث إذا وُجدت قبل الفعل المضارع تحافظ على رفعه.
  • مثال: لا أنام قبل كتابة واجبي.
  • مثال: لا أهمل واجباتي.

لا الناهية

  • “لا” الناهية تُستخدم كأداة لجزم الفعل المضارع، وتفيد بعدم القيام بفعل معين.
  • عند دخول “لا” الناهية على الفعل المضارع، فإنها تجزم الفعل. فالأفعال الصحيحة الأخرى تُجزم بالسكون، فيما يُحذف حرف النون من الأفعال الخمسة.
  • مثال: لا ترمي القاذورات في الشارع.

لا النافية للجنس

  • “لا” النافية للجنس تدخل على الجملة الإسمية وتعمل عمل “إن” وأخواتها، فتقوم بنصب الاسم ورفع الخبر وتُنفي جميع أفراد جنس اسمها.
  • مثال: هذا القرآن لا ريب فيه.

الفرق بين لا النافية ولا الناهية من حيث المعنى

يمكن توضيح الفرق بين “لا” النافية و”لا” الناهية من خلال الأمثلة التالية:

لا تُكذّبْ محمداً هنا (لا ناهية).

و
لا يكذبُ محمدٌ هنا (لا نافية).

لا تكذّبْ محمداً (لا الناهية).

إعراب العبارات بالتفصيل كالتالي:

لا: لا الناهية وهي حرف نهي وجزم.

تكذّبْ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

محمداً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

لا يكذبُ محمدٌ (لا النافية)

  • لا: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • يكذبُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • محمدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ الظاهر على آخره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top