تُعدّ أشعار الشوق والحب من أروع الأشعار على الإطلاق، حيث تُعبّر بدقة عن مشاعر الحب والحنين التي نكنها للحبيب ورغبتنا في لقائه.
أشعار الشوق والحب
يعتبر الشوق من أعمق وأجمل المشاعر التي يمر بها الأحباء، حيث يحتاج المحبّ إلى رؤية حبيبه بشكل متواصل، وعند غياب الحبيب يبدأ الشوق في التأجج. هنا نقدّم مجموعة من الأشعار التي تبرز مشاعر الشوق والحنين:
قصيدة “لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقَى”
تُعتبر هذه القصيدة واحدة من أعظم القصائد في تاريخ الأدب العربي، كتبها الشاعر الكبير المتنبي الذي عُرف بلاغته الفائقة. بدأ في كتابة الشعر منذ نعومة أظفاره وعُرفت كلماته بعمق معانيها وحقيقة مشاعرها. وفيما يلي مقتطفات من هذه القصيدة:
- لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي وَلِلحبِّ مالَم يَبق مِنّي وَما بَقي.
- وَما كُنت مِمَّن يَدخل العِشق قَلبهُ وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونكِ يَعشَقِ.
- وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ.
- وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبهُ وَفي الهجرِ فَهوَ الدَهر يُرجو وَيُتَقي.
- وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ.
- وَأَشنب مَعسولِ الثَنيّاتِ واضِحٍ سَتَرت فَمي عَنه فَقَبَلَ مَفرِقي.
- وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني فَلَم أَتَبَين عاطلاً مِن مُطَوَقِ.
- وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي.
- سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ.
معلقة امرؤ القيس
تُعد المعلقات من أبرز الأعمال الأدبية في تاريخ الشعر العربي، وتمتاز هذه المعلقة بإبداع امرؤ القيس في التعبير عن مشاعره الحزينة والشوق لمحبوبته. منها:
- قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ.
- فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ.
- تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ.
- كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ.
- وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ.
- وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ.
- كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ.
قصيدة المتنبي عن الشوق والحنين
يُعتبر المتنبي من أبرز الشعراء على مر العصور بما يتمتع به من قدرة فريدة في التعبير عن مشاعره. لديه قصيدة تُظهِر مدى شغفه وحنينه، حيث يقول:
- أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ.
- أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى بَغيضًا تُنائي أَو حَبيبًا تُقَرِّبُ.
- وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ.
- وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ.
- أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ.
- وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ، وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ.
أقوال أحمد شوقي عن الحنين والشوق
نستمر في استعراض أشعار الشوق والحب مع اقتباسات مؤثرة من أقوال الفرزدق، التي تحمل الكثير من المشاعر العميقة عن الحنين للبعيد، ومنها:
- أَهاجَ لَكَ الشَوقَ القَديمَ خَيالُهُ مَنازِلُ بَينَ المُنتَضى وَمُنيمِ.
- وَقَد حالَ دوني السِجنُ حَتّى نَسيتُها وَأَذهَلَني عَن ذِكرِ كُلِّ حَميمِ.
- عَلى أَنَّني مِن ذِكرِها كُلَّ لَيلَةٍ كَذي حُمَةٍ يَعتادُ داءَ سَليمِ.
- إِذا قيلَ قَد ذَلَّت لَهُ عَن حَياتِهِ تُراجِعُ مِنهُ خابِلاتِ شَكيمِ.
- إِذا ما أَتَتهُ الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها فَقُل في بَعيدِ العائِلاتِ سَقيمِ.
- فَإِن تُنكِري ما كُنتِ قَد تَعرِفينَهُ فَما الدَهرُ مِن حالٍ لَنا بِذَميمِ.
- لَهُ يَومُ سَوءٍ لَيسَ يُخطِئُ حَظُّهُ وَيَومٌ تَلاقى شَمسُهُ بِنَعيمِ.
أقوال أحمد درويش عن الشوق والحب
يُعد أحمد درويش من الشعراء البارزين في الأدب العربي، حيث كتب العديد من الدواوين التي تضم أشعارًا جديدة في مجالات مختلفة. وتتميز أشعاره عن الحب والشوق بالعمق والابتكار، ومنها:
- على الأنقاض وردتُنا ووجهانا على الرملِ.
- إذا مرّتْ رياحُ الصيفِ أشرعنا المناديلا على مهل.
- وغبنا طيَّ أغنيتين، كالأسرى نراوغ قطرة الطّل.
- تعالي مرة في البال يا أُختاه!
- إن أواخر الليلِ تعرّيني من الألوان والظلّ وتحميني من الذل!
- وفي عينيك، يا قمري القديم يشدُّني أصلي إلى إغفاءةٍ زرقاء.
- تحت الشمس والنخلِ بعيدًا عن دجى المنفى قريبًا من حمى أهلي.
أشعار قيس بن ذَريخ عن الشوق والحنين
يُعتبر قيس بن ذَريخ من كبار شعراء العرب، وتظهر مهارته الأدبية في قصيدته التي جسد فيها شوقه لمحبوبته، حيث يقول:
- وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني.
- أُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ.
- فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌ.
- وَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ.
- وَإِنَّ اِمرَأً في بَلدَةٍ نِصفُ نَفسِهِ.
- وَنِصفٌ بِأُخرى إِنَّهُ لَصَبورُ.
- تَعَرَّفتُ جُثماني أَسيرًا بِبَلدَةٍ.
- وَقَلبي بِأُخرى غَيرَ تِلكَ أَسيرُ.